بعد ايام من اغلاق السلطات الاردنية لقناة العباسية العراقية المعارضة في عمان واعتقال مالكها وكادرها فقد اعلنت السلطات المصرية اليوم عن اغلاق قناتي البغدادية والرافدين المعارضتين للحكومة العراقية واللتين تبثان من القاهرة.
وقال أمين هيئة الاتصالات والاعلام العراقية صفاء الدين ربيع خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاربعاء ان السلطات المصرية أغلقت اليوم قناتي البغدادية والرافدين اللتين تبثان من القاهرة .
قناتان معروفتان بهجومهما الشديد على حكومة المالكي
وتعرف القناتان بمعارضتها الشديدة للسلطات العراقية حيث يمتلك قناة البغدادية رجل الاعمال العراقي المعروف بقوميته عون الخشلوك فيما يملك قناة الرافدين هيئة علماء المسلمين برئاسة الشيخ حارث الضاري اشد الاسلاميين العراقيين السنة المعارضين لحكومة بلادهم.
واضاف ربيع ان إن السلطات المصرية أبلغت هيئة الاتصالات والاعلام العراقية اليوم أنها قررت إغلاق فضائيتي البغدادية والرافدين العراقيتين اللتين تبثان برامجهما من القاهرة وانها ستنفذ القرار غدا الخميس . ولم يعرف بعد فيما اذا كان اغلاق القناتين قد تم بطلب من الحكومة العراقية او انه اجراء اتخذته السلطات المصرية بناء على دعاوى رفعها عراقيون ضد القناتين.
اتهامات بالتحريض على العنف
لكن موقع “المسلة” العراقي المقرب من الحكومة نقل عن مصدر في المنطقة الحرة التابعة لمدينة الانتاج الاعلامي المصرية، بالقاهرة قوله بأن ايقاف الاشارة الفضائية لقناتي البغدادية الأولى والرافدين العراقيتين جاء بسبب تحريضهما على العنف مبينا أن لجان من ادارة المنطقة الاعلامية قد أرسلت قبل اسبوعين تنبيها للقناتين بشأن سياساتها الاعلامية.
واضاف المصدر إن “ادارة هيئة الاستثمار في المنطقة الحرة التابعة لمدينة الانتاج الاعلامي المصرية قد أصدرت اليوم قرارا بقطع الاشارة الفضائية لكل من قناة البغدادية الاولى و قناة الرافدين العراقيتين”، مبينا أن “مسببات القطع جاءت لمخالفة القناتين سياسة المحتوى الخاصة بالمنطقة الحرة الاعلامية”.
وكانت قوة من وزارة الداخلية العراقية داهمت مقر قناة البغدادية في بغداد اواخر العام الماضي وصادرت جهاز الارسال بهدف ايقاف البث مؤكدة ان ذلك تم من دون امر ٍ قضائي او تخويل رسمي يُتيح لها ذلك. واشارت ادارة القناة انذاك الى انها قد أوفت بجميع التزاماتها الماليةِ والقانونية ودفعت استحقاقاتها المالية الموثقة وقدرها 61 مليون دينار (حوالي 50 الف دولار) حتى عن الفترة التي كان فيها مكتب البغدادية في بغداد مغلقا مما يجعل اجراء الداخلية والهيئة دون ذرائعَ مقنعه.
والبغدادية قناة فضائية عراقية مثيرة للجدل وتعتبر إحدى القنوات المعارضة للحكومة العراقية وتبث برامجها من القاهرة. ويملك القناة رجل الاعمال والاعلامي العراقي القومي الاتجاه عون حسين الخشلوك (1961) مؤسس مجموعة الخشلوك الاستثمارية و مجموعة البغدادية الاعلامية. وهو منذ مغادرته العراق في اواخر الثمانينات لم يعد إلى البلاد الا بعد التغيير عام 2003 حيث عاش في المنفى حتى استقر في اليونان التي يحمل جنسيتها إلى جانب جنسيته العراقية.
وقد اسس الخشلوك قناة البغدادية الفضائية عام 2005 التي تحولت إلى مجموعة اعلامية لاستيعاب التطور الذي شهدته القناة وقد اشرف بنفسه على انشاء خطابها وسياستها التحريرية لانتاج برامجها السياسية التي تبنت مشروع المواطن وطموحاته ومواجهة التوجه نحو الديكتاتورية الجديدة والطائفية وانتشار الفساد في دولة جديدة لم تكتمل مؤسسات الدولة فيها.
اما قناة الرافدين التي تملكها هيئة علماء المسلمين في العراق فهي واحدة من اشد وسائل الاعلام العراقية مناهضة للحكومة ويعرف الامين العام للهيئة الشيخ حارث الضاري بهجومه اللاذع لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويعمل في مكتبها بالقاهرة مجموعة من الاعلاميين والفنيين العراقيين والمصريين.
وكانت السلطات الاردنية قد اعتقلت في العاشر من الشهر الحالي جميع كادر قناة “العباسية” العراقية المعارضة لحكومة بغداد العاملين بمركزها الرئيسي في عمان بشكوى من الحكومة العراقية التي تتهمها بأثارة الطائفية برغم انها عروبية الهوى وتدافع عن قضايا الشعب العراقي.
وقال مصدر في القناة ان السلطات الاردنية وبناء على دعوى قضائية من الحكومة العراقية ضد لقناة تتهمها بألتحريض ضدها والزعم باثارتها للطائفية قد اعتقلت جميع كادر مكتب “العباسية” البالغ عددهم 14 اعلاميا . كما تم اغلاق القناة ووقف بثها واغلاق مكتبها في عمان. واشار المصدر الى ان النائب العام اصدر قرارا بتوقيف كادر العباسية المعتقلين 14 يوما على ذمة التحقيق في الدعوى التي تقدمت بها السلطات العراقية ضد القناة بمهاجمتها وأثارة الطائفية برغم ان “العباسية” معروفة بدفاعها عن القضايا العربية.
واشار المصدر الى ان السلطات العراقية قد هددت نظيرتها الاردنية بوقف شحن النفط العراقي الميسرالاسعار الى الاردن الاوهو ما سيخلق له مشكلة طاقة صعبة تثير مواطنيه .
وكانت قناة العباسية قد بدأت بثها قبل 4 سنوات وافتتحت لها مكتبا رئيسيا في عمان وعرفت بمواقفها الداعمة لقضية الشعب العراقي في مواجهة ممارسات حكومته ووقوفها الى جانب البحرين والسعودية في مواجهة الهجمة الاعلامية التي يتعارضان لها وكشف التدخلات الايرانية في شؤون المنطقة.