7 فبراير، 2025 10:03 ص

مصر تشن ضربات جوية لقواعد المتطرفين في ليبيا

مصر تشن ضربات جوية لقواعد المتطرفين في ليبيا

قال الجيش المصري: “إن قواته الجوية نفذت ضربات على معسكرات لمتشددين في ليبيا تأكدت مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ هجوم على أقباط وقع يوم الجمعة في صعيد مصر وأسفر عن مقتل 29 شخصاً”.

وقال الرئيس “عبد الفتاح السيسي” في خطاب تلفزيوني: “إنه أمر بضربات ضد “معسكرات الإرهاب”.

وأضاف عقب اجتماع أمني: “وأنا باكلمكم دلوقتي تم توجيه ضربة جامده “قوية” جدا” وتوعد باستهداف أي معسكرات في الداخل أو الخارج يجري تدريب مسلحين فيها لضرب مصر. وطالب السيسي بمعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة.

وقال الجيش في بيانه الذي أذيع تلفزيونياً: “ما زالت العملية العسكرية مستمرة حتى الآن”. ونشر الجيش صورة لطيارين يستعدون لتنفيذ الضربات وطائرات حربية وقت الإقلاع.

وقالت مصادر عسكرية مصرية: “إن ست ضربات وقعت قرب درنة في شرق ليبيا قبيل حلول المساء بعد ساعات من هجوم مسلحين على مجموعة من الأقباط الأرثوذكس كانوا في طريقهم إلى دير بصعيد مصر مما أدى إلى مقتل 29 وإصابة نحو 24 آخرين وكان بين الضحايا عدد كبير من الأطفال”.

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قبل يوم من بدء شهر رمضان. لكنه يأتي بعد سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس أعلن “تنظيم الدولة الإسلامية” مسؤوليته عنها ضمن حملة عنف ضد الأقباط.

وأعاد مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية نشر تسجيلات مصورة كانت قد صدرت في وقت سابق هذا العام تحرض على العنف ضد المسيحيين في مصر.

وقال شهود: “إن ملثمين فتحوا النار بعد أن أوقفوا الأقباط الذين كانوا يستقلون حافلة ومركبتين أخريين”. وأظهرت لقطات تلفزيونية حافلة عليها فيما يبدو آثار طلقات الرصاص وملطخة بالدم. وشوهدت ملابس وأحذية متناثرة داخل الحافلة وحولها.

وأبلغ مسؤول أمني في إحدى وسائل الإعلام : “بأن الهجوم الذي أدانه كبار رجال الدين الإسلامي وقع على بعد 15 كيلومترا من الدير. وتواجد في الموقع أيضاً رجال إسعاف ورهبان ورجال دين مسلمون لكنهم رفضوا الحديث”.

وفرض رجال شرطة مسلحون طوقا أمنيا في حين عكف مسؤولون من النيابة العامة والبحث الجنائي على جمع الأدلة ورفع البصمات. وفي وقت لاحق وصلت قوات خاصة مدججة بالسلاح وهي ترتدي أقنعة وسترات واقية من الرصاص.

ونقل المصابون إلى مستشفيات محلية وجرى نقل البعض إلى القاهرة. وقال مسؤولون: “إن إحدى العربات التي تعرضت للهجوم كانت تنقل رجالا للقيام بأعمال صيانة في الدير بينما كانت سيارة أخرى تقل أطفالاً”.

وتجمع عشرات الأشخاص في منطقة الطوارئ بمستشفى محلي وحمل بعضهم نعشاً خشبياً على سيارة لنقل الموتى. وقالت وزارة الصحة: “إن من بين المصابين طفلين عمر كل منهما عامان”.

وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان: “تلقينا بكل الألم والحزن أنباء ذلك الاعتداء الآثم الذي تعرض له مصريون أقباط… وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في منطقة مغاغة في صعيد مصر”. وأضافت “إذ نواسي كل هذه الأسر المجروحة ونتألم مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه، وإذ نقدر سرعة استجابة المسؤولين… (نقول) حفظ الله لمصر شعبها وأرضها وسلامها”.

ووصف البابا فرنسيس، الذي زار القاهرة قبل نحو شهر، الهجوم بأنه “عمل أخرق من أعمال الكراهية”.

كما أدانت الهجوم عدة دول عربية منها “السعودية والكويت والإمارات والبحرين والأردن” فضلا عن الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” وحركة حماس.

وأدان الهجوم أيضا “القس أندريه زكي” رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر مشدداً على أنه يدين “كافة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء وتحاول أن تهدد سلامة الوطن”. كما أدانه “إبراهيم إسحق” بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية.

وقع الهجوم على الطريق المؤدي إلى دير “الأنبا صموئيل المعترف” في الصحراء بغرب المنيا التي يوجد بها عدد كبير من الأقباط. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: “إن المسلحين المجهولين استخدموا في الهجوم ثلاث عربات دفع رباعي”.

وقال مصدر في النيابة العامة المصرية يشارك في التحقيق في الحادث: “إن المهاجمين استخدموا أسلحة آلية وطلقات خرطوش أصابت الضحايا في أنحاء متفرقة من أجسادهم”.

وبدأت قوات الأمن حملة مطاردة لضبط المهاجمين وأقامت عشرات نقاط التفتيش مع تسيير دوريات على الطريق الصحراوي.

إضطهاد..

ويمثل المسيحيون ما يصل إلى عشرة بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليون نسمة.

ويقولون: “إنهم عانوا طويلاً من الاضطهاد لكن في الأشهر القليلة الماضية زادت وتيرة الهجمات المميتة ضدهم”. ومنذ كانون أول / ديسمبر، قتل نحو 70 في تفجيرات بكنائس في القاهرة والإسكندرية وطنطا أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.

ودفعت حملة قتل نفذها التنظيم في شمال سيناء مئات الأقباط للهرب في شباط / فبراير وآذار/ مارس ، والأقباط المصريون مؤيدون بقوة للسيسي الذي وعد بسحق المتطرفين الإسلاميين وحماية المسيحيين. وأعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في أعقاب تفجيرات استهدفت كنيستين في نيسان / أبريل.

لكن كثيرا من المسيحيين يشعرون أن الدولة إما أنها لا تهتم بما يكفي بمحنتهم أو أنها لا تستطيع حمايتهم من المتطرفين.

وتحارب الحكومة مسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية قتلوا مئات من رجال الجيش والشرطة في شمال سيناء وشنوا أيضا هجمات في أماكن أخرى بالبلاد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة