19 أبريل، 2024 8:30 م
Search
Close this search box.

مصر تتعرض لإبتزاز أميركي بسبب “سو-35” الروسية .. فهل تخضع للتهديدات وتتراجع ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

على غرار ما تفعله “واشنطن” مع “تركيا” بسبب صفقة صواريخ (إس-400) الروسية، كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبير”، ووزير الخارجية، “مايك بومبيو”، حذرا “مصر” من إمكانية شراء مقاتلات روسية من نوع (سو-35).

وذكرت الصحيفة أن الوزيرين قالا، في تحذير أرسلوه إلى “القاهرة”: “إن صفقات أسلحة جديد وكبيرة مع روسيا ستؤثر، على الأقل، على اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلًا بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها”.

كما ذكر الوزيران، بحسب الصحيفة، أن: “مصر قد تتعرض لعقوبات وفقًا للقانون الأميركي، الذي يمنع شراء المعدات العسكرية الروسية”.

وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن “الولايات المتحدة” تدعو باستمرار، كل حلفائها وشركائها، إلى الإمتناع عن توقيع صفقات مع المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية الروسية، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات.

وعود أميركية كاذبة..

وقالت صحيفة (وول ستريت جورنال)، في تقريرها، إن “مصر” لجأت إلى صفقة طائرات (سو-35)، بسبب وعود أميركا “الكاذبة” العديدة لـ”مصر”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول مطلع على المحادثات العسكرية (الأميركية-المصرية)، رفض الكشف عن هويته، قوله: “المسؤولون المصريون طالما حثوا الإدارة الأميركية على وفاء ترامب بما سبق وتعهد به بعد لقائه مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي؛ عام 2018، بشأن منح مصر مقاتلات (إف-35)”.

وأوضحت الصحيفة أن الطلب المصري، جاء بعد مناقشات مستمرة مع الجانب الأميركي، رغم الرفض الأميركي الدائم لبيع تلك المقاتلات إلى “القاهرة”، مضيفة: “هذا ما دفع الجيش المصري لشراء تلك المقاتلات الحديثة من روسيا”.

وتابع المصدر بقوله: “يبدو أن طلب مصر لشراء مقاتلات (إف-35)، سيظل مرفوضًا، لأن تلك الطائرات محظور بيعها في الشرق الأوسط إلا لإسرائيل، حتى أن الولايات المتحدة، رفضت طلبًا سابقًا من الإمارات لشراء نفس المقاتلات”.

زيارة وزير الدفاع الروسي لمصر..

تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، قام بزيارة إلى “مصر”، بداية الأسبوع الجاري، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”.

كما شارك “شويغو”، على رأس وفد روسي، في الاجتماع السادس للجنة (المصرية-الروسية) المشتركة للتعاون العسكري التقني.

محاولة غير عادلة..

وفي رد من الجانب الروسي، أكد “أندريه كراسوف”، نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس “الدوما” الروسي، (مجلس النواب)، أن تهديد “واشنطن” لـ”مصر”، بفرض عقوبات إذا قامت بشراء مقاتلات (سو-35)؛ محاولة غير عادلة للمنافسة في سوق السلاح.

وأشار البرلماني الروسي إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية” تمارس سياسة العقوبات ضد البلدان التي لديها سياسة خارجية مستقلة، وهدفها من ذلك تعزيز مصالح “واشنطن” الاقتصادية والجيوسياسية.

يتعارض مع القواعد الدولية لتجارة السلاح..

من جانبه؛ صرح “أليكسي كوندراتيف”، عضو اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، (مجلس الشيوخ)، لوكالة (نوفوستي)؛ بأن التصريحات الأميركية حول العقوبات المحتملة ضد “مصر” فيما يتعلق بقرار “القاهرة” شراء مقاتلات (سو-35) الروسية؛ يتعارض مع القواعد الدولية لتجارة الأسلحة.

وأكد “كوندراتيف” أن “واشنطن” ليس لها الحق في التدخل في المعاملات التجارية، “فهذا غير مسموح به”، مشيرًا إلى أن هناك منافسة عالية في سوق السلاح، والجانب الأميركي كالعادة يحاول استخدام الضغط.

وتابع: “نحن بحاجة إلى السير في المسار الدبلوماسي، وتوسيع آفاق التعاون مع الدول الأخرى وتزويدها بأسلحتنا”.

20 مقاتلة مقابل ملياري دولار..

يُذكر أن صحيفة (كوميرسانت) الروسية، قد أعلنت، في 25 نيسان/أبريل من العام الجاري؛ أن “روسيا” و”مصر” وقعتا على عقد لتزويد “القاهرة” بمقاتلات (سوخوي-35)، ولكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة رسميًا.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن “مصر” ستحصل على أكثر من 20 مقاتلة من طراز (سوخوي-35) مقابل ملياري دولار، حيث دخل العقد حيز التنفيذ، ويمكن أن تبدأ عمليات التسليم، في 2020-2021.

مصر لن تستسلم للإبتزاز الأميركي..

على المستوى التحليلي، قال مدير مركز تحليل تجارة الأسلحة العالمي، “إيغور كوروتشينكو”، إن “مصر” أحد المستوردين الرئيسيين للأسلحة الروسية؛ ومن غير المرجح أن تستسلم للإبتزاز الأميركي وستشتري مقاتلات (سوخوي-35).

وأشار الخبير الروسي، في تصريحات لوكالة (نوفوستي) الروسية؛ إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية” ليست مستعدة للمنافسة العادلة في سوق الأسلحة العالمي، وهي تلجأ مرة أخرى إلى الممارسة الشريرة المتمثلة في الضغط على دولة ذات سيادة تختار أفضل سلاح للدفاع عنها.

وتابع: “أنا متأكد من أن مصر لن تستسلم لها، واحدة من أفضل المقاتلات في العالم متعددة المهام ستدخل ترسانة هذا البلد، (مصر)”.

ونوه “كوروتشينكو” بأن التعاون العسكري التقني بين “مصر” و”روسيا” يتطور اليوم بنجاح، حيث تُعد “القاهرة” واحدة من المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية، والدليل على ذلك المناورات التي عُقدت مؤخرًا تحت مسمى: (سهم الصداقة-2019)، والتي تم خلالها محاكاة التصدي لهجمات الطائرات دون طيار المشابهة للهجوم الأخير على منشآت النفط السعودية، ولكن منظومات (تور-إم2)، و(بوك-إم2) تصدت لطائرات العدو المفترض بنجاح في “القاهرة”.

استقلال القرار المصري..

واتفق معه الخبير المصري المتخصص في شؤون الأمن القومي، “أحمد رفعت”، قائلًا أن التجارب المصرية السابقة أثبتت استقلال القرار المصري.

وقال الخبير المصري؛ إنه في ظروف أصعب من ذلك تم إثبات استقلال القرار المصري فيما يخص الشؤون الخاصة والأمن القومي وتسليح الجيش، والكل يتذكر ثلاثة مواقف شهيرة على اتصال بالتسليح والقوات المسلحة المصرية، بعد ثورة 30 حزيران/يونيو 2013.

وأشار إلى أن الموقف الأول؛ هو حديث “أميركا” عن وقف المعونة الأميركية لـ”مصر”، ووقتها لم تطلب “القاهرة” إعادة النظر أو مراجعة الموقف؛ رغم أن جزء من المعونة عسكريًا ويخص القوات المسلحة.

ونوه “رفعت” بأن الموقف الثاني؛ إحتجاز “الولايات المتحدة” لطائرات الـ (أباتشي)، رغم حاجة “مصر” لها عقب 30 حزيران/يونيو، ولم تطلب “مصر” إعادتها بشكل إلحاحي بل ذهبت لعقد صفقة مهمة مع “روسيا” وأشترت مروحيات (كا-52) المتطورة من “روسيا”.

وأشار الخبير المصري إلى أن الموقف الثالث؛ هو منع “الولايات المتحدة” قطع غيار مقاتلات (إف-16) لـ”مصر”، بما في ذلك الوقوف ضد الحصول عليها من “إيطاليا” لأسباب تتعلق بإشتراطات بينيه بين “أميركا” و”إيطاليا”، ولم تستعطف “مصر” أحد؛ بل ذهبت وعقدت صفقة مقاتلات (رافال) الفرنسية الشهيرة.

وتابع: “في الأزمات الثلاث لم يخرج تصريح يحمل معنى الإستعطاف من أي مسؤول مصري، رغم حاجتنا للدعم في هذه الفترة، وإسرائيل الآن تمتلك مقاتلات (إف-35) الأميركية، ومن المرجح أن تحصل عليها تركيا رغم خلافها مع واشنطن، وسيكون من الصعب القبول بأي ضغوط تساهم في حدوث خلل في التوازن العسكري بالمنطقة”.

وأكد على أن قانون أصدقاء “الولايات المتحدة” تلزم به “أميركا” نفسها، لكن من غير المعقول إلزام به غيرها، و”مصر” من حقها شراء مقاتلات (سوخوي-35) المتطورة والحديثة جدًا من “روسيا”، بل ومن حقها الحصول على غيرها من درة تاج القوات الجوية الروسية، وهي مقاتلات (ميغ-35).

واشنطن ترفض إعطاء مصر السيادة الجوية..

كما قال اللواء الطيار السابق بالقوات المصرية، “السيد خضر”، إن بلاده ماضية قدمًا في صفقة (سوخوي-35)؛ وأنها لن تعير اهتمامًا للتهديدات الأميركية.

وصرح “السيد خضر” بأنه من المعروف مسبقًا أن “واشنطن” سوف تحاول عرقلة إتمام صفقة مقاتلات (سوخوي-35)، بين “مصر” و”روسيا”، لأسباب لم تُعد خافية على أحد، مشيرًا إلى أنه سبق لـ”مصر” أن طلبت من “الولايات المتحدة” تزويدها بمقاتلات (إف-35) وأن طلبها رُفض.

وأضاف: “من المعروف للجميع أن أميركا لن تعطي مصر أبدًا السيادة الجوية، وعليه فإن توجه القاهرة إلى روسيا للحصول على مقاتلات (سو-35) قرار صائب وفي توقيته تمامًا”.

وتابع قائلًا إن السياسة الإستراتيجية الأميركية تجاه “مصر” في هذا المجال، هي إعطاء طائرات دفاعية لا تتعدى حدود “مصر”؛ فضلًا عن كونها مشروطة باستخدامات معينة، مبينًا أنه كطيار مقاتل قضى مدة طويلة في سلاح الجو المصري، يرى أن القرار المصري بالتوجه شرقًا نحو “روسيا”، “قرار ممتاز تمنيناه كثيرًا”.

الأسلحة الأميركية مرهونة بقرارات سياسية..

وأفاد اللواء الطيار السابق؛ بوجود “فارق كبير بين الإعتماد على سلاح مشروط، كالسلاح الأميركي؛ الذي يضع ضوابط على قطع الغيار وكل إمدادات التأمين الفني للطائرات الأميركية والذخيرة والخاضعة لقرار سياسي ومرهونة بقرارات سياسية، وبين الخروج من عباءة الأميركان الذي يدعم بلا شك مصر وسيادتها الوطنية”.

منوهًا إلى أن: “مصر لا يمكن أن تكون تحت رحمة القرار السياسي الأميركي”، موضحًا أن استمرار “مصر” في الإصرار على صفقة الطائرات الروسية يحقق أهدافًا عديدة، وعلى رأسها تحقيق التوازن في القوى وتنويع مصادر التسليح.

وشدد على أن طبيعة الصراعات الإقليمية تحتم على “مصر” إتمام تلك الصفقة، مؤكدًا على أن القدرات القتالية للطائرة (سوخوي-35) لا تقل كفاءة بأي حال من الأحوال عن (إف-35).

وبيَن في السياق؛ أن التهديدات الأميركية بحصار الصناعات العسكرية الروسية؛ وهو قرار اقتصادي بالأساس، تهدف لحماية الصناعات الأميركية بعد التفوق النوعي والتطور الهائل الذي أحرزته الصناعات العسكرية الروسية مؤخرًا.

لن تخضع للضغوط الأميركية..

كما أفاد الخبير العسكري، اللواء “جمال مظلوم”؛ أن “مصر” لن تتراجع عن التعاون العسكري أو صفقات سلاح مع “روسيا”؛ بالرغم من ضغوط “الولايات المتحدة”.

وقال “مظلوم”: “تنظر الولايات المتحدة إلى تطور العلاقات بين مصر وروسيا بحذر شديد، والعودة إلى الحديث عن العقوبات جاء بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الروسي إلى مصر منذ أيام”.

وكشف “مظلوم”، أن: “هناك دول في المنطقة إلى جانب مصر لم تُعد تعتمد كليًا على الولايات المتحدة وأتجهت شرقًا إلى روسيا”.

وأشار إلى أنه: “هناك مخاوف أميركية من أن تتمكن روسيا من سحب البساط من تحت الولايات المتحدة، وأن تستحوذ على نسبة كبيرة من التسليح في مصر ودول المنطقة”.

وتابع: “مصر لن تتراجع عن أي تعاون عسكري أو صفقات سلاح مع روسيا. مصر منذ عهد مبارك إتخذت قرار بتنويع مصادر السلاح، وفي عهد الرئيس السيسي توسعت في ذلك بشكل كبير”.

وأضاف: “واشنطن لا يمكنها الاستغناء عن مصر، ومقومات مصر الإستراتيجية تدفعها إلى ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة. مصر تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع كافة الدول من دون الإضرار بمصالحها وبعيدًا عن فرض الإملاءات والتوجهات السياسية”.

وأوضح الخبير العسكري أن: “هناك تنافس كبير على صادرات السلاح، وواشنطن تمارس ضغوط كبيرة للحد من صادرات السلاح الروسي”.

تستهدف محاصرة روسيا اقتصاديًا وسياسيًا..

وأكد “مظلوم” أن: “هدف واشنطن البعيد، هو محاصرة روسيا اقتصاديًا وسياسيًا”، لافتًا إلى أن: “ميزانية البحث والتطوير في الصناعات العسكرية ضخمة، وبالتالي عرقلة روسيا في مبيعات السلاح يعني وقف عمليات التطوير والتحديث”.

ختم قائلًا إن: “صفقات السلاح تؤدي إلى تعزيز علاقات التعاون في مجالات مختلفة؛ وهذا ما لا تريده واشنطن لعلاقات روسيا مع مصر والدول الأخرى”.

مسألة سيادية..

عن زيارة وزير الدفاع الروسي لـ”مصر”، قال اللواء “ناجي شهود”، المستشار في أكاديمية “ناصر” العسكرية العليا، إن زيارة وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، إلى “مصر”، تعبر عن إمتداد التعاون والتقارب العسكري والسياسي بين “موسكو” و”القاهرة”.

ورجح “ناجي شهود”، أن يكون “شويغو” قد حمل معه رسالة من الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، للرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، تتعلق بالإرهاب في المنطقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة في “سوريا”.

وأضاف الخبير العسكري المصري أن: “مسألة تحذير واشنطن من المضي قدمًا في صفقة (سوخوي-35)، ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجد، لأن هذه هي عادة واشنطن، بدليل تكرار هذه التحذيرات من جانب واشنطن، تتزامن مع استمرار مصر في تنفيذ العديد من الصفقات مع الصين وروسيا وفرنسا، لأنها مسألة سيادية”.

مزايا “سو-35”..

عن مزايا مقاتلات (سو-35) الروسية، قال رئيس مكتب التحليل العسكري السياسي، “ألكسندر ميخايلوف”، إنها قادرة على التنافس مع طائرات (إف-22) و(إف-35) من أسرة الجيل الخامس؛ من حيث جميع الخواص والمعايير تقريبًا، وتتفوق عليها في المناورة.

مضيفًا: “إن طائرات (سو-35) هي إلى حد كبير، طائرة قتالية قادرة على التنافس مع الطائرتين (إف-22) و(إف-35) الغربيتين من أسرة الجيل الخامس، من حيث جميع الخوص والمعايير. وذلك باستثناء عامل التخفي وبعض الخصائص المتعلقة بالأجهزة الإلكترونية”.

وتابع: “إلا أن محركها ذو قدرة على تغيير إتجاه قوة الدفع أفقيًا ورأسيًا ما يمكن المقاتلة الروسية من القيام بتغيير الإتجاه بمقدار 360 درجة وبأقصى سرعة، بالإضافة إلى القيام بجميع الحركات البهلوانية، (الأكروبات)، التي تستطيع الطائرات من أسرة الجيل الخامس القيام بها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب