وكالات – كتابات :
أعلن الجيش المصري؛ يوم السبت 07 آيار/مايو 2022، إحباط هجوم وصفه: بـ”الإرهابي” على نقطة رفع مياه بمنطقة شرق “قناة السويس”، الممر الملاحي الدولي.
حيث قال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية؛ في بيان يوم السبت، إن ضابطًا وعشرة جنود مصريين قُتلوا وأصيب خمسة أفراد بعد إحباط هجوم مجموعة إرهابية على نقطة رفع مياه شرق القناة.
الجيش المصري يُعلن مقتل 10 من قواته شرق “قناة السويس”..
كذلك فقد قال في بيانه الذي نشره على صفحته الرسمية على (فيس بوك) و(تويتر): “قامت مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه شرق قناة السويس؛ وتم الإشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة؛ مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 05 أفراد وجارٍ مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم في إحدى المناطق المنعزلة في سيناء”.
كان موقع (ميدل إيست آي) البريطاني قد سبق أن نشر في تقرير له؛ يوم الخميس 21 نيسان/إبريل 2022؛ أنه وبعد سنوات من قتال فرع تنظيم (داعش) في “شبه جزيرة سيناء”، فقد أحرز الجيش المصري، بدعم من مقاتلين من القبائل، تقدُّمًا في تطهير المنطقة من المسلحين؛ ما دفعه إلى دعوة المواطنين للعودة إلى القرى التي أجبروا على مغادرتها.
حيث استعادت قوات الجيش مؤخرًا، آخر معاقل تنظيم (داعش) في شمال “سيناء”، مما يسمح لسكانها بالعودة.
هروب أهالي سيناء بسبب “داعش”..
كان مئات العائلات من قريتي “متلا” و”الحسينات”؛ في شمال “سيناء”، شرقي بلدة “الشيخ زويد”، قد هربوا من منازلهم قبل بضع سنوات عندما اجتاح تنظيم (داعش) المناطق؛ وكان يتوسع في مناطق متفرقة من المحافظة، موجِّهًا ضرباتٍ شديدة للجيش والشرطة وفق تقرير.
إذ أُجبِرَ آلاف القرويين في “سيناء” على مغادرة بلداتهم؛ منذ 2013، بسبب سياسة الجيش المصري المتمثلة في هدم المنازل في المحافظة باسم مكافحة الإرهاب.
في حين نجحت حملة الجيش في استعادة السيطرة على القريتين بعد الاستعانة بمقاتلي العشائر. وقد تمكنوا معًا من إحكام سيطرتهم على طرق إمداد (داعش) وطرد أعضائه من معظم الأراضي.
لكن الانتصارات المعلنة للجيش المصري على الجماعة تأتي وسط سلسلة من الهجمات التي شنها مسلحون ضد عناصر تابعة للجيش في مناطق متفرقة بشمال “سيناء”، وضمن ذلك اختطاف بعض زعماء القبائل.
قتل إثنين من البدو..
ففي أوائل نيسان/إبريل 2022، قتل مسلحو (داعش)؛ إثنين من البدو بعد اتهامهما بالتعاون مع الجيش، مما أثار مخاوف من أن مثل هذه الهجمات قد تُشكل إحياءً لنشاط التنظيم حتى بعد تقلص وجوده بشكل ملحوظ في المنطقة.
يُذكر أن التمرد المسلح بشمال “سيناء” قد تصاعد في عام 2013، عندما أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي المُنتَخَب؛ “محمد مرسي”.
أما في آذار/مارس 2021، فقال الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، إن حكومته نقلت: 41 كتيبة، نحو: 25 ألف جندي وفقًا لخبراء عسكريين، إلى “سيناء” لمحاربة تنظيم (داعش). وفي عام 2018، أطلقت الحكومة “عملية سيناء”، وهي حملة شاملة ضد الإرهابيين تضمنت مشاركة القوات البرية والقوات الجوية والبحرية.
انتقادات ضد الجيش المصري..
لكن الحملة تعرضت لانتقادات باعتبارها وسيلة للجيش لفرض سيطرته في المنطقة المضطربة من خلال القوة الوحشية والإجراءات القاسية التي كانت لها عواقب وخيمة على السكان المحليين؛ بحسب إدعاءات الصحيفة البريطانية.
من جانبها؛ لم تُصدر “القاهرة” إحصاءات رسمية، لكن “منظمة هيومن رايتس ووتش” تعتقد أن أكثر من: 100 ألف من سكان شمال “سيناء”؛ البالغ عددهم: 450 ألفًا، قد نزحوا أو غادروا المنطقة منذ العام 2013.
كما أفادت “هيومن رايتس ووتش”؛ في عام 2021، بأنه بين أواخر 2013 وتموز/يوليو 2020، هدم الجيش ما لا يقل عن: 12.350 مبنى، ودمَّر: 06 آلاف هكتار؛ (14.400 فدان)، من الأراضي الزراعية، معظمها منذ منتصف العام 2016، في المحافظة.
حيث برَّرت “القاهرة” عمليات الهدم والإخلاء بأنها ضروريةٌ في حربها ضد تنظيم (داعش)، الذي نفذ هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
إنطلاق العمليات المسلحة ضد “داعش”..
يُذكر أنه عندما بدأت العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش) الإرهابي؛ في أواخر عام 2013، كانت “مصر” حريصة على إبعاد قبائل “سيناء” عن القتال لعدة أسباب، من ضمنها انعدام الثقة طويل الأمد بين “القاهرة” والبدو.
لكن على مرِّ السنين، وجدت قبائل “سيناء”، التي يعيش بعضها في المنطقة منذ مئات السنين، نفسها منغمسةً في القتال عن غير قصد، لا سيما عندما بدأ تنظيم (داعش) في قتل قادتها ومسؤوليها.
في حين انتهزت قيادة الجيش هذه الفرصة لدمج القبائل في حملتها ضد التنظيم الإرهابي وتسليح وتدريب أفرادها. وتعمل “جمعية قبائل سيناء”، وهي اتحاد قبائل “سيناء” في الحرب ضد تنظيم (داعش)، ضد الجماعة المتشددة منذ عدة سنوات حتى الآن.
حيث يُشارك مقاتلو القبائل في مداهماتٍ مع الجيش والشرطة على أوكار ومعاقل تنظيم (داعش). وشاركوا في استعادة قريتي: “متلا” و”الحسينات”، وتطهير مباني القريتين من الألغام.
من جانبها؛ قالت جمعية القبائل، في 19 نيسان/إبريل 2022، إن مقاتليها شاركوا في غاراتٍ للجيش على عدة قرى بشمال “سيناء”، واستولوا خلالها على كمياتٍ هائلة من الأسلحة والصواريخ.
فيما أطلقت الجمعية حملةً لتشجيع قادة وعناصر تنظيم (داعش) على الاستسلام؛ لتجنب الموت أو السجن، ونجحت الحملة حتى الآن في إقناع بعض قادة وعناصر التنظيم الإرهابي بالانحياز إلى الجمعية والجيش.