أثار العثور على جثث لأمرأتين وطفلين مجمدين حتى الموت في منطقة بعلبك اللبنانية عاصفة من الغضب في لبنان بعد أن فتح الحادث ملف الاتجار بالبشر في إقليم البقاع اللبناني الذي يمثل الجزء الأكبر من المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان. واتهمت الناشطة الحقوقية اللبنانية مريم مجدولين اللحام، حزب الله بالاتجار بالبشر عبر الحدود السورية اللبنانية، ونقلت مصادر إعلامية عن مجدولين قولها إن السلطات اللبنانية تمنع النازحين السوريين الذين يخرجون بطريقة شرعية من لبنان من العودة إليه، ما يدفع العائلات التي تحتاج إلى الدخول لسوريا والعودة إلى لبنان، إلى عبور طرق غير شرعية والوقوع بيد مهربي البشر.
وأكدت أن المهربين معروفون بالأسماء وهم تابعون لـ”حزب الله”، لكن “لا يمكننا أن نفعل شيئا لأن القضاء عليهم يحتاج إلى قرار سياسي”، وفق تعبيرها.
وكانت السلطات اللبنانية عثرت على جثث 4 مواطنين سوريين، في جرود بلدة عيناتا البقاعية، كانوا يحاولون العبور من لبنان إلى سوريا عبر المنطقة الحدودية، وقد توفوا بسبب البرد. وكان بشير خضر، محافظ منطقة بعلبك الهرمل في لبنان، قد أعلن عبر حسابه بـ”تويتر”، إنه تم العثور على أربعة سوريين، هم امرأتان وطفلان، موتى بعد أن تجمدوا بسبب البرد خلال محاولتهم عبور الحدود بين سوريا ولبنان. وأضاف أنه تم العثور على الأربعة متجمدين بعد عملية بحث قام بها الدفاع المدني اللبناني والجيش وقوى الأمن. وأوضح “توفوا بسبب البرد القارس، وسيتم فتح تحقيق بالموضوع مع الشخص اللبناني الذي كان برفقتهم سابقا حول ما إذا كانت مسألة تهريب بشر أم لا”.
وقد وضع مكتب وزارة الخارجية الأمريكية لمراقبة ومكافحة الاتجار بالبشر لبنان في المستوى “2” في عام 2017.[2] على الرغم من أنها أبلغت عن 17 دعوى قضائية العام الماضي إلا أن الحكومة أخفقت في إدانة أي شخص أو معاقبته جنائياً على جرائم الاتجار بالبشر على الرغم من الأدلة الوافية على ظروف السخرة. بالإضافة إلى ذلك استمرت الحكومة في افتقارها إلى خدمات حماية الضحايا أو وجود نظام رسمي لضمان عدم ايذاء الضحايا