29 مارس، 2024 1:51 ص
Search
Close this search box.

“مصباح في ظلام دامس” كما تعتبره الصحافة الإيرانية .. هل يعود العراق إلى “عبدالمهدي” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يدخل الفضاء السياسي العراقي مرحلة جديدة، بالنظر إلى معارضة أغلبية الكُتل السياسية في هذا البلد ترشيح “عدنان الزرفي”، لمنصب رئيس الوزراء، حتى أن بعض الأوساط والمحافل السياسية بدأت الحديث عن اختيارات جديدة.

وأحدث التصريحات المتعلقة بالموضوع، ما جاء على لسان “عماد باجلان”، عضو “الحزب الديمقراطي” بـ”كُردستان العراق”، (حزب البارزاني)، من أن “عادل عبدالمهدي”، رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال، هو المرشح الأوفر حظًا من بين جميع الخيارات المطروحة. وقال: “الأحزاب الكُردية لن تدخل في خلافات مع الأحزاب الشيعية، وننتظر اتفاقهم على مرشح. وتطرق للحديث عن الاختلافات السياسية بشأن اختيار رئيس للوزراء وتشكيل حكومة عراقية جديدة”. وأكد أن حزبه لم يقدم أي ضمانات لـ”الزرفي”، المُكلف بتشكيل الحكومة، وأنه لن يحظى بدعم “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”؛ طالما لم يحظ بدعم الأحزاب الشيعية.

لكنه مع هذا؛ أكد اتفاق جميع الأحزاب السياسية حاليًا على “عبدالمهدي”، وأنه الأوفر حظًا لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة. وكان “عبدالمهدي”؛ قد تقدم باستقالة بعد موجة الاحتجاجات العراقية، في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وكلف الرئيس العراقي، “برهم صالح”، في النهاية، “محمد توفيق علاوي”، لتشكيل حكومة جديدة، لكنه فشل في الحصول على موافقة الأحزاب السياسية في “العراق”. ثم كلف، “صالح”، من بعده “عدنان الزرفي”؛ بتشكيل الحكومة، لكن الأحزاب الشيعية رفضت هذا الخيار وأعلنت مخالفة رئيس الجمهورية القانون باختيار “الزرفي”.

وحول فرص “عبدالمهدي”، من عودته إلى رئاسة حكومة جديدة، قال “إحسان تقدسي”، سكرتير القسم الدولي بصحيفة (الوطن اليوم) الإيرانية الأصولية المتشددة، تجدر الإشارة إلى عدد من الملاحظات..

فوضى يستفيد منها “داعش” والأميركان..

أولاً: لم يتصور أنصار تنحي “عبدالمهدي”، ممن طالبوا قبل أشهر باستقالته من فوق منابرهم ووسائلهم الإعلامية، حدوث كل هذا وكان التصور المبدئي اتفاق الأحزاب السياسية على بديل سريعًا، وسوف يطوي “العراق”، بتقديم رئيس الجمهورية الخيار المتفق عليه إلى “البرلمان العراقي”، مسارًا جديدًا.

لكن لم يقتصر الأمر على فشل هذه التوقعات، ولكن بدأت بمجرد استقالة “عبدالمهدي”، موجة كبيرة من الفوضى السياسية في “العراق”، كانت أبرز ضرباتها اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”؛ وبصحبته “أبومهدي المهندس” في “مطار بغداد”.

والحقيقة كان الأميركيون المستفيد الوحيد من حالة الترهل السياسي العراقي، إذ رأت الإدارة الأميركية أن الأجواء مهيأة للقيام بأعمال إرهابية والقيام بخطوتها. والمستفيد الثاني هي التيارات الإرهابية بـ”العراق”، وفي المقدمة منها تنظيم (داعش)، الذي أغتنم هذه الأجواء في ضرب المقاومة والشعب العراقي. ورغم استمرار مواجهات تيار المقاومة ضد (داعش) وتفوق تيار المقاومة، لكن هذا لا ينفي ارتفاع معنويات عناصر التنظيم في فترة الفراغ السياسي الذي يعيشه “العراق”.

المصباح في الظلام الدامس !

ثانيًا: بالنسبة للخيارات التي طُرحت، بعد “عبدالمهدي”، لرئاسة الوزراء، فقد كان أحدهما لا يميل للعمل السياسي، والآخر “عدنان الزرفي”؛ فقد أثارت تصريحاته القديمة ضد المقاومة اتفاق الأحزاب الشيعية (على غير العادة) ضده.

في المقابل يحظى “الزرفي” بدعم الجبهة الغربية المعادية للمقاومة، وهو ما زاد من سوء الوضع. والمقطوع به أن الوجوه السياسية التي تمتلك إمكانات رئاسة الوزراء، والتي يمكن أن تحظى باتفاق الفصائل السياسية، تُعد على الأصابع.

ولكلًا عيوبه ومميزاته الخاصة، لكنهم لا يميلون في ضوء ظروف “العراق” العجيبة والغربية للمنصب. وعليه يكون “عادل عبدالمهدي”، المُكلف بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، صاحب الاحتمال الأقوى. وقد لا يكون خيارًا مثاليًا بالنسبة للتيارات العراقية، لكن في ظل الأجواء العراقية المأزومة والمؤامرات المعقدة التي تهدد مستقبل هذا البلد، يكون “عبدالمهدي”، كـ”المصباح في الظلام الدامس”.

من ثم فالخيار المثالي للفصائل السياسية العراقية، (حتى وإن عارضت عبدالمهدي)، هو تجديد اختياره رئيسًا للوزراء وتكليفه بإجراء انتخابات خلال العام المقبل، وربما يسهم هذا الإجراء في حل عقدة “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب