القاهرة .. بغداد (كتابات) : اكد سياسيون ودبلوماسيون واعلامين عراقيون وعرب حريصون على استمرار تقوية وتعضيد دور العراق في القضايا العربية ان مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية الدكتور قيس العزاوي قد استطاع بما يملكه من قدرات دبلوماسية وعلاقات سياسية واعلامية متميزة مع جميع الاطراف الفاعلة عربيا ان يمكن العراق من لعب دور مميز على مجمل الساحة العربية وقضاياها الخطيرة التي افرزتها تداعيات ما اطلق عليه بالربيع العربي ومحاولات نظم عربية زعزعة امن استقرار العراق.
واشار هؤلاء الى ان العزاوي قد تسلم منصبه الرسمي في الجامعة العربية في وقت كانت بلاده تواجه مخاطر عربية واقليمية ومحاولات محمومة لبعض النظم العربية باتجاه اضعاف الدولة العراقية وافشالها في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها على الصعيدين العربي والدولي .. واكدوا قائلين ”الا ان العزاوي نجح في توضيح مواقف العراق الحقيقية للعرب واستطاع الوقوف بوجه النظم المعادية له وتمكن من مواجهة محاولات محمومة لبعض الاطراف بنقل مقر مؤتمر القمة العربية من بغداد عام 2012 فقاد سفينة الانعقاد وسط بحر متلاطم من التحديات لترسو بسلام في بغداد معيدا لها دورها العربي الريادي وموقعها في الحاضنة العربية التي ابعدته عنها ممارسات النظام السابق ضد العرب وخاصة احتلاله للكويت”.
وخلال السنوات الماضية التي تولى فيها منصبه فقد استطاع العزاوي اضافة الى دوره الرائد في خدمة بلده تاسيس الصالون العراقي الذي تمكن من خلاله جمع قادة الفكر والاعلام والسياسية في بيت العراق دوريا لمناقشة وبحث القضايا العربية وفي المقدمة منها العراقية مضفيا على الدبلوماسية العراقية ادوارا ثقافية وفكرية واعلامية مميزة حظيت بالاعجاب والقبول.
أمل بالتمديد للعزاوي لمصلحة العراق ودوره العربي
وفي الوقت الذي تقترب فيه فترة تولي العزاوي لمنصبه في الجامعة العربية وبلوغه سن التقاعد القانوني فأن محاولات بدأت في بغداد من بعض الاطراف التي لم تتمكن من استيعاب الدور الريادي للعزاوي في خدمة العراق وقضاياه لترشيح من يخلفه من عناصرها .. والاخطر ما في الامر ان هذا لم يتأتى من مصلحة عراقية وانما من رغبات شخصية وحزبية ضيقة تضرب عرض الحائط مصلحة البلاد في وجود من يمثلها باقتدار وقبول .
وقد شددت الاطراف السياسية والدبلوماسية والاعلامية المطلعة بشكل جيدعلى الادوار الريادية التي يلعبها العزاوي من خلال منصبه الحالي على ضرورة التمديد لفترة توليه لهذا المنصب واستثنائه من سن التقاعد .. مشيرة الى حالات مشابهة يستمر فيها اشخاص تجاوزوا السن القانونية بالاحتفاظ بمناصبهم برغم ذلك موضحين ان هناك الكثير من الشخصيات والمناصب التي يمكن تسميتها في هذا المجال بدءا من المناصب السيادية في الدولة العراقية.
واشارت المصادر الى ان هناك مادة قانونية تتيح للدولة تمديد سن تقاعد الموظف “لحاجة البلد الى خدماته” مؤكدة ان هذا ينطبق تمانما على العزاوي الذي أملت شموله بهذه المادة وابقائه في منصبه حفاظا على مصالح العراق ودوره العربي المميز الذي اخذ يلعبه على الساحة السياسية العربية.
واضافت المصادر قائلة انه “يمكن القول بكل تجرد وامانة بأنه قد أصبح للعراق مكانة متميزة في الجامعة العربية في ظل وجود السفير الدكتور قيس العزاوي وخاصة في القضايا المهمة والأساسية التي يطرحها العراق في الجامعة العربية وهناك العديد من المواقف المعروفة اشارت الى ان من بينها:
- لم يكن العراق محظوظاً في شغل مكانته في الجامعة العربية وجاء السفير العزاوي بتفاعله مع الخارجية العراقية وانسجامه مع وزيرها هوشيار زيباري لكي يكون للعراق رأيه وموقفه المؤثر في كل القضايا العربية بعد ان كان غائباً أو مغيباً .
دور مميز في الملف السوري
- لقد كان للموقف العراقي المتميز في القضية السورية الصدى الكبير في كل القرارات المتعلقة بالوضع السوري، فلم يتوان العراق رغم كل الضغوط، على تليين او تغيير موقفه.. فقد اثبت للجميع جدارته في تبني الحل السلمي والتحاور بين طرفي النزاع وعدم تسليح المعارضة من اية جهة ورفض التدخل الخارجي. كما ساهم العزاوي في دعم دور ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهمي الذي حاولت دول عربية مثل (قطر) افشاله،واستطاع وبشهادة السفراء العرب والأمانة العامة للجامعة العربية إن يعاد الاعتبار لحل الازمة سلمياً وبالحوار.
- يمتلك العزاوي حضورا متميزا بين الأوساط الإعلامية في جامعة الدول العربية ويتم الاعتماد على تصريحاته في نهاية إي اجتماع سواء على مستوى السفراء العرب او مستوى الوزراء ويمتلك شعبية كبيرة وعلاقاتواسعة مع كبار الصحفيين في مصر والعالم العربي .
دور للعزاوي في انجاح مؤتمر القمة العربية
- استطاع العزاوي المساهمة الفعالة في انجاح انعقاد القمة العربية في بغداد وابراز دور العراق خلال ترأسه للقمة العربية عام 2012. كما ساهم العزاوي في الاعداد لعقد القمة العربية اللاتينية في ليما عاصمة البيرو. وقد ترأس العراق اجتماعات كبار المسؤولين في نيويورك، وكذلك اجتماعات وزراء الخارجية العرب واللاتينيين .. واخيراً اصر العزاوي على ترؤس العراق للقمة ونجحت جهوده على الرغم من ان الرئاسة للملوك والرؤساء تستدعي حضور الرئيس العراقي، ومع ذلك تمكنت الجهود العراقية من الاحتفاظ بالرئاسة بوجود وزير الخارجية ..
- وبجهود شخصية تمكن العزاوي من اعداد وتنظيم عدة مؤتمرات تعقد لأول مرة في بغداد بعدما كانت جميع الدول تعترض عليها باعتبار بغداد غير آمنة .. وبدعم من وزارة الخارجية وبرعاية من جامعة الدول العربية عدة مؤتمرات في بغداد مثل : مؤتمر تفعيل النظام الاساسي للبرلمان العربي والمؤتمر الدولي الاول للتضامن مع الأسرى العرب والفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وساهم في انجاح المؤتمر العربي الاول عن نشر ثقافة الوعي بالقانون في بغداد ايضاً . واستطاع جذب اهتمام المنظمات العربية والدولية لقيادة العراق للعمل العربي المشترك، إضافة إلى مساهمته في عقد مؤتمرات عدة لوزراء البيئة العرب ووزراء الإسكان العرب ومساهمته الكبيرة في انطلاق مهرجانات بغداد عاصمة الثقافة العربية خاصة وانه اقنع الامين العام للجامعة العربية بالقدوم الى العراق ورعابة المهرجان على الرغم من تزامن ذلك مع عقد القمة العربية في الدوحة، وبجهود العزاوي تمكن ان يلفت انتباه العرب والاجانب إلى بغداد عاصمة الثقافة العربية بدعوته لأهم الصحفيين العرب والاجانب للكتابة عن المهرجان .
- وفي القاهرة نظم العزاوي بدعم متميز من وزير الخارجية والنخبة السياسية العراقية ورعاية الجامعة العربية عقد أول مؤتمر نوعي عن كتابة الدساتير في دول الربيع العربي والاستفادة من التجربة العراقية الذي حضره وزراء ونواب وقضاة ورؤساء لمجالس القضاء في الدول المعنية .. وقد طبعت اعمال المؤتمرات كلها بكتب وزعت على الدول العربية ..
انتزاع مناصب مهمة للعراق .. ومواجهة محاولات قطر للهيمنة
- تمكن العزاوي من انتزاع حق العراق في تولي مناصب مهمة في الجامعة العربية، حيث ساهم بتعيين السفير غانم الشبلي رئيساً لبعثة الجامعة العربية في روما، كما ساهم في تعيين السفير جلال الماشطة رئيساً لبعثة الجامعة في موسكو .. اضافة الى انتزاع منصب مهم في الجامعة العربية لأول مرة منذ اكثر من عشرين سنة وهو الامين العام المساعد للشؤون القانونية الذي عين فيه الدكتور فاضل جواد وحصل للعراق على عدد من المناصب الدبلوماسية والادارية .
- كما تمكن مندوب العراقي فيجامعة الدول العربية من عرقلة وصول منصب الامين العام للجامعة الى قطر بعدما قدمت مرشح قوي من قبلها وهو عبد الرحمن العطية واصر ان يكون هذا المنصب لمصر باعتبارها دولة المقر .. وكان للممثل الدائم الدور المهم في وقف عقد اجتماعات الجامعة العربية في قطر حيث اصر بعد ان اقنع العديد من السفراء العرب على عدم نقل الاجتماعات المهمة الى قطر وان تكون بالقاهرة .
- على اثر ضعف ادوار كل من مصر وسوريا والعراق وهي دول مؤسسة وفاعلة في الجامعة برزت تكتلات جديدة وهي دول الخليج تمثل قوة تصويتية من 6 دول وتؤثر على دول تدور في محورها مثل الاردن والمغرب وعلى دول مستفيدة من المساعدات الخليجية مثل: الصومال وجزر القمر وجيبوتي فاصبحت قوتها التصويتية 11 صوتا من مجموع 21 صوتا بعد تجميد عضوية سورية في مجلس الجامعة وهو ما يمثل اغلبية ، ولكن قوة دور العزاوي وشبكة علاقاته مكنته من قيادة معارضة بعض السفراء العرب والعاملين في الجامعة العربية وتفويت الفرصة على اعداء العراق .