13 أبريل، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

“مشرق” الإيراني يرصد .. شهر عسل “إماراتي-إسرائيلي” بطعم الجاسوسية وقتل الأطفال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

في السياسة الدولية لا مفر من وقوع الحكومات؛ (أو الأنظمة الملكية في هذه الحالة)، بالأخطاء، بالنظر إلى انعدام المباديء القاطعة، والأطر الواضحة، والإستراتيجيات التأملية.

وأحد هذه الحالات، قرار بعض الممالك العربية بالمنطقة تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، ومد جسور العلاقات “السياسية-الأمنية-الاقتصادية” مع هذا الكيان.

هذا القرار وإن تمخض عن تداعيات إيجابية في الظاهر، لكن النهاية وكما حذر المرشد الإيراني مرارًا ستكون سيئة. وفي تقرير يحاول استعراض مقدمة هذه النتائج الكارثية؛ أعده موقع (مشرق)؛ المقرب من السلطات الأمنية الإيرانية.

توقيع أكبر اتفاقية تجارية بين الكيان وإحدى الدول العربية..

منتصف العام الجاري؛ كشفت وكالات أنباء “غربية-عبرية-عربية” عن توقيع أكبر معاهدة تجارية بين “إسرائيل” وإحدى الدول العربية؛ هى: “الإمارات”؛ حيث وقع مندبون عن “الكيان الصهيوني” و”الإمارات” اتفاقية تجارة حرة بقيمة عدة مليارات من الدولارات في مدينة “دبي”؛ أكبر المدن الإماراتية، بهدف رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى أكثر من: 10 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتشمل الاتفاقية؛ بحسب تصريحات وزير الاقتصاد الصهيوني، إلغاء التعريفة الجمركية على: 96% من الصادرات والواردات بين الجانبين. وبلغ حجم التجارة بين “الإمارات” و”الكيان الصهيوني”؛ خلال العام الماضي وفق بعض التقارير الاقتصادية، أكثر من: 885 مليون دولار. في حين تُقدر المعطيات الرسيمة لـ”الكيان الصهيوني” هذا المبلغ بنحو: 1.2 مليار دولار.

علاقات قائمة على التجسس وقتل الأطفال !

تُجدر الإشارة إلى أن الدول كـ”الإمارات”؛ وقعت بشكلٍ غير متوقع على وثيقة “الاتفاقيات الإيراهيمية” عام 2020م، للشروع في تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”. في حين لم يكن من المتوقع إقامة علاقات ثنائية في جميع المجالات بين الجانبين.

وتتشابه “إسرائيل” و”الإمارات” في الكثير من الجوانب، فكلاهما لا يتورع عن قتل الأطفال في “فلسطين” و”اليمن”، ناهيك عن ميل الطرفين الشديد إلى التجسس على دول المنطقة؛ وهناك تعاون وثيق بينهما في هذا المجال.

وقد فضح برنامج التجسس الإسرائيلي؛ (بيغاسوس)، التعاون الإجرامي بين “الكيان الصهيوني” و”الإمارات”.

وكان “ثاني بن أحمد الزیودي”؛ وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، قد علق عشية التوقيع على الاتفاقية التجارية؛ بتغريدة أشبه بالسخرية المريرة وفيها: “هذه الاتفاقية تكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الشرق الأوسط، وتستدعي تسريع التنمية وتوفير فرص العمل، وسوف تفتح مرحلة جديدة من السلام، والاستقرار، والازدهار في عموم المنطقة”.

فيما لم يُقّدم الوزير الإماراتي أي تفاصيل عن رؤيته بخصوص السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، وجرائم الطرفين الإسرائيلي والإماراتي في “فلسطين” و”اليمن”، أو عن طبيعة التجسس على المواطنين في الشرق الأوسط أو عن الأخبار التي ترددت قبيل يوم واحد من التوقيع على هذه الاتفاقية !

التوقيع على الاتفاقية بعد يوم من التطاول على المقدسات الإسلامية..

في تقريرها عن ملابسات التوقيع على الاتفاقية التجارية بين “الإمارات” و”إسرائيل”؛ كتبت (CNBC) الاقتصادية الأميركية: “يتزامن التوقيع على هذه الاتفاقية مع موجة العنف الراهن بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقبل يوم واحد حاصر آلاف القوميين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، ثالث المساجد الإسلامية المقدسة، وترديد شعارات معادية للمسلمين، بل إن بعضهم قرر الاحتكاك بالفلسطينيين، وقد اعتلقت السلطات الإسرائيلية عدد من هؤلاء القوميين نتيجة إطلاق غاز مسيل للدموع على مراسل فلسطيني. وقد تجمع هؤلاء المتظاهرون لإحياء ذكرى احتلال إسرائيل المدينة القديمة خلال حرب الأيام الستة عام 1967م… كما شهدت المستوطنات الأخرى في الضفة الغربية أعمال عنف وهجوم جماعات إسرائيلية على منازل الفلسطينيين. وقد أسفرت أعمال الشغب هذه عن إصابة: 160 فلسطيني تقريبًا؛ بحسب تقرير الصليب الأحمر الفلسطيني”.

بعبارة أخرى بدأت المواجهات نتيجة إنطلاق مسيرات التلويح بالعلم السنوية بقيادة المستوطنين القوميين في “بيت المقدس”؛ وبالعادة تُشعل هذه المراسم شرارة مواجهات مشابهة، دون أن تحول سلطات الاحتلال دون اندلاع هذه المراسم وتلك الاشتباكات.

ورغم إدانة “الخارجية الإماراتية”، هجوم المستوطنين المتطرفين على “المسجد الأقصى”؛ تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية، لكن وكما جاء في التقرير السابق: “فقد ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، تلك الدولة الإسلامية التي تدعم رسميًا تشكيل دولة فلسطينية”.

ورغم عدم اعتراف القوانين الدولية باحتلال “الكيان الصهيوني”؛ “بيت المقدس”، لكن يبدو أن الإماراتيين يُريدون المحافظة على علاقاتهم الاقتصادية مع هذا الكيان بأي ثمن.

هل تواجه “الإمارات” نفس المصير العراقي ؟

العلاقات التجارية الإماراتية مع “الكيان الصهيوني” تتركز؛ قبل أي شيء، على: “الألماس، والمجواهرات، والمواد المعدنية، والوقود، والنفط، والمعدات الإلكترونية”. ويبدو أنه جرى إضافة مجالات جديدة مثل: “المواد الغذائية، والأدوية، والمواد الكيمائية”.

وقبل عامين تقريبًا وبالتوازي مع إنطلاق أول سفينة شحن من “الإمارات” إلى “ميناء حيفا”؛ في “فلسطين المحتلة”، كشف “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس الوزراء الصهيوني، عن وجود غسالات ملابس بداخل الحاويات، وقال: “هذه من ثمرات السلام، والتي يستفيد منها المواطن الإسرائيلي”.

ويبدو أن المسؤول الإماراتي عاجز عن فهم حقيقة بسيطة، وهي أن مشكلة “الكيان الصهيوني” مع المسلمين متجذرة في عنصرية هذا النظام ولا تقتصر على الفلسطينيين فقط.

وتبادل المواد الغذائية والكيماوية بين “الإمارات” و”إسرائيل” يُعيد إلى الأذهان ذكرى ما حدث للشعب العراقي. وكانت “الولايات المتحدة” قد عقدت اتفاقية مع الحكومة العراقية، تُلزم المزارعين بالاستفادة من البذور التي تُصّدرها الشركات الأميركية إلى “العراق”. لكن مشكلة هذه البذور كانت تتلخص في اعتماد الشعب العراقي على “الولايات المتحدة” لتأمين الغذاء.

و”الكيان الصهيوني” ربما لا يتسبب في نفس المشكلة لـ”الأمارات”، لكن من غير المستبعد أن يكون هناك تعاون “إماراتي-إسرائيلي” في مجال التكنولوجيا، وسوف يرى المواطن الإماراتي سريعًا نتيجة هذه العلاقات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب