يواصل التحالف الشيعي العراقي اجتماعات ماراثونية اليوم يسابق فيها الزمن للاتفاق على مرشحه لتشكيل الحكومة الجديدة قبل انتهاء الفترة الدستورية الاثنين المقبل حيث خرج من اجتماع لقادته صباح اليوم بلا اتفاق ليجتمع مجددا مساء اليوم وسط خلافات ومشادات بين فصائله.. في وقت استدعى البرلمان الرئيس معصوم فورا لتحديد الكتلة الاكبر وسط تهديدات نواب السنة بمغادرة العملية السياسية اذا تم تكليف المالكي.
وعقد قادة التحالف الوطني “الشيعي” اجتماعا صباح الخميس في منزل رئيس التحالف ابراهيم الجعفري في بغداد بحضور رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في محاولة للاتفاق على تسمية المرشح لرئاسة الوزراء لكنه خرج من دون اتفاق معلنا عن اجتماع اخر مساء اليوم واعتبار اجتماعاته مفتوحة حتى الانتهاء من مهمته بتسمية مرشحه لتشكيل الحكومة المقبلة. .
وابلغ مصدر عراقي قريب من الاجتماعات ان المكلف بتشكيل الحكومة سيكون من ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي الذي يصر على ترشيحه شخصيا للمهمة وسط اعتراضات من قوى داخل الائتلاف الامر الذي ادى الى ظهور اسماء لشخصيات منافسة من داخل الائتلاف يتقدمها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة رئيس كتلة مستقلون حسين الشهرستاني.
وقال النائب في كتلة الاحرار الصدرية مشرق ناجي ان اجتماع قادة التحالف الشيعي شهدت مشادة كلامية
بين المالكي من جهة وهادي العامري رئيس منظمة بدر وحسين الشهرستاني رئيس كتلة مستقلون ضمن التحالف من جهة اخرى بعد ان ابلغاه رفضهما تولية منصب رئاسة الحكومة مجددا الامر الذي انسحب بعده المالكي من الاجتماع. وقد اعلن التحالف الشيعي عن منحه ائتلاف دولة القانون مهلة 48 ساعة لسحب ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء وايجاد بديل يتلائم مع مطالب المرجعية والكتل السياسية الرافضة لولايته الثالثة.
البرلمان يستدعي معصوم ونواب السنة يهددون بمغادرة العملية السياسية
وقد استدعى مجلس النواب طلب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الحضور الى جلسة البرلمان اليوم لحل مشكلة الكتلة البرلمانية الأكبر وتسميتها .
وقال مصدر برلماني ان هيئة رئاسة مجلس النواب طلبت من معصوم الحضور الى جلسة البرلمان بعد ظهر اليوم لحل مشكلة الكتلة الأكبر ومعرفة من يمثلها في البرلمان العراقي . واضاف ان الطلب جاء من عدد من النواب وتم رفعه الى رئاسة البرلمان لغرض حل مشكلة الكتلة البرلمانية الأكبر والتي يحق لمرشحها تشكيل الحكومة”.
ومن جهتهم هدد نواب المحافظات الست السنية بالانسحاب من العملية السياسية برمتها في حال حصول المالكي على الولاية ثالثة داعين التحالف الوطني إلى إيجاد مرشح يحظى بمقبولية جميع الأطراف فيما طالبوا بزيادة منح النازحين إلى مليونين ونصف المليون.
وقال النائب عبد القهار مهدي السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم بمبنى البرلمان ان “أغلب مدننا باتت منكوبة وأهلنا مهجرين وأكثر من ثلث سكان العراق لا يستلمون مؤن ورواتب بسبب سياسات الحكومة الفاشلة” مشيراً إلى أن “كل تلك الإخفاقات تحدث وسط تنعت الحكومة وتشبث المالكي بالسلطة”.
وهدد السامرائي بأنسحاب نواب المحافظات السنية المنتفضة وهي الانبار ونينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين واجزاء من بغداد من العملية السياسية برمتها وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة إذا حصل رئيس الوزراء نوري المالكي على الولاية الثالثة مطالباً التحالف الوطني بأإيجاد مرشح مقبول من قبل جميع الأطراف . وطالب بتحويل ميزانيات المحافظات المنتفضة للأهالي وتعويضهم عن الخسائر بالإضافة إلى زيادة منح النازحين من مليون إلى مليونين ونصف المليون دينار لكل عائلة داعياً إلى توزيع المنح بعدالة وبدون انتقائية .
كما طالب نطالب بوقف القصف العشوائي الجوي على المناطق السكنية وايقاف تحركات المليشيات التي تعبث بأمن محافظات البصرة وبغداد وديالى وصلاح الدين”. واتهم الطيران العراقي باستهداف المنشآت الحيوية وتعتمد استهداف البنى التحتية المنكوبة . ودعا الى استضافة القادة الاجهزة الامنية لمناقشة الاخفاقات التي تسببت بانهيار الاوضاع الامنية في البلاد.
واليوم دعت بعثة الامم المتحدة في العراق الرئيس فؤاد معصوم الى اداء مسؤولياته الدستورية وتكليف رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة موكدة أن العراق لايتحمل في هذا الوقت الحرج اي تاخير دستوري في هذا الشأن.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان اليوم “إنني أحث فخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لأداء مسؤولياته الدستورية بتكليف رئيس الوزراء المُكلف بتشكيل حكومة جديدة تحظى بموافقة برلمانية واسعة ودعم من جميع المكونات العراقية.” واشار الى انه “في هذا الوقت الحرج لا يمكن للعراق تحمل أي تأخير غير دستوري في تسمية رئيس الوزراء، أو الانخراط في عملية طويلة الأناة لتشكيل الحكومة” داعيا “القادة السياسيين في العراق للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة، والإيفاء بمسؤولياتهم كممثلين لشعب العراقي”.
وكان الرئيس معصوم اعتبر امس ان الاثنين المقبل هواليوم الاخير لتسمية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. وقال مقرر مجلس النواب نيازي معمار اوغلو ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بعث بخطاب رسمي الى مجلس النواب يرجئ فيه تسمية الكتلة الاكبر الى يوم الاثنين المقبل .. واضاف في تصريح صحافي ان الرئيس معصوم اوضح في خطابه ان ايام عيد الفطر الثلاثة لا تدخل في المدة الدستورية لتكليف المرشح بتشكيل الحكومة الجديدة التي تنتهي اليوم الخميس وبالتالي سيكون نهاية المدة الدستورية لتحديد الكتلة الاكبر والمرشح منها لتشكيل الحكومة المقبلة هو يوم الاثنين المقبل.