خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
اختلاف الأجيال مسألة طبيعية في المجتمعات، وتلكم الظاهرة تبعث على حاجة إثنين من الأجيال المختلفة للحوار والتفاهم في فهم أحدهما الآخر.
والواقع أن جيل الألفينات يختلف بشكل كبير عن الأجيال السابقة؛ حيث يتمتع بالجرأة على طرح مطالبه.
وهذا التفاوت الكبير؛ جعل فهم هذا الجيل، بالنسبة للأجيال السابقة، أكثر صعوبة. وقد برز هذه المرة في شكل شجار بالأسلحة البيضاء.
فقبل أيام؛ انتشر في الفضاء الإلكتروني فيديو عن شجار مجموعة من الفتيات في إحدى الحدائق، في “إيران”، وأثناء ذلك سحبت إحدى الفتيات سلاحها الأبيض الكبير، (سنجة)، على سبيل تهديد الآخرريات، الأمر الذي أثار دهشة المتواجدين في الحديقة.
وهذا الفيديو يُمثل خطرًا اجتماعيًا كبيرًا، وربما يكون شجار الفتيات بالأسلحة البيضاء أولى مؤشراته.
العجيب أن جيل الألفينات يبدو أكثر غضبًا عن الأجيال الأخرى؛ ويقوم بتفريغ والتعبير عن هذا الغضب بطرق مختلفة. فهذا الجيل لا يعرف كيف يتحدث مع الآباء والأجيال السابقة والتعبير عن مطالبه ورغباته بهذه الطريقة، بل إنه لم يتعلم حتى كيفية حل المشكلات مع أقرانه بالطرق السلمية.
والجيل الغاضب، هي الكلمة الوحيدة التي يمكننا أن نصف بها جيل الألفينات. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
شجار الفتيات بالأسلحة البيضاء في “أصفهان”..
وقع شجار بين مجموعة من فتيات الألفينات؛ داخل إحدى الحدائق في محافظة “أصفهان”، وقامت إحداهن بسحب سلاح أبيض كبير على سبيل التهديد.
ووفق تقرير وكالة أنباء (إيمنا)، كانت الفتاة تخفي السلاح داخل بنطالها، وكان المشهد لينتهي بجريمة لولا وجود شباب.
وفي مداخلة مع وكالة أنباء (ركنا)؛ قال مصدر مطلع: “صاحب الفيديو المنشور ردود فعل سلبية كثيرة، والموضوع قيد الدراسة، وتعمل قوات الشرطة على تحديد هوية العناصر الموجودة بالفيديو. إذ أن صياح الفتاة، قبل سحب السلاح الأبيض؛ يعكس روحها الإجرامية، وقد تقع جريمة قتل مروعة قريبًا حال عدم السيطرة على مثل هذه الفتاة. وحتى الآن لا توجد معلومات عن سبب هذا الشجار الوقح وهوية المشتركين في الشجار”.
استعراض للقوة..
للتعليق على الحادث؛ يقول عالم الاجتماع، “أمير محمود حريرچي”، في حوار إلى صحيفة (آفتاب يزد) الإصلاحية: “تتعرض الفتيات في مجمتعنا للقمع بأشكال مختلفة، والمجتمع ينتظر منهن الطاعة. وتتعرض الفتيات في مجتمعنا إلى قدر كبير من الأوامر والتواهي؛ ما تسبب في تجاهل وجودهن، بحيث لم يُعد بمقدور الفتيات إبداء آرائهن وتعليقاتهن”.
موضحًا: “وقد تراجعت مؤشرات الثقة بالنفس بين أجيال التسعينيات والألفينيات؛ إلى أدنى مستوياتها. ومن ثم تسعى الفتيات إلى إثبات وجودهن في أشكال أخرى. وللأسف لا يعبأ مجتمعنا إلى ذكاء الشباب العاطفي، فلم يتعلم هذا الجيل كيفية إقامة اتصال صحيح. لذلك تسعى الفتيات إلى إرتداء ملابس الشباب، بحيث تحظى بقبول المجتمع”.
متابعًا: “والحقيقة أن هذا الفيديو مخجل بالنسبة للمجتمع، إذ لا يعبأ أحد بالأساس، في مجتمعنا، باحتياجات الشباب. وهذا الجيل لا يعرف الفرحة، وعندما تفقد الشعور بالفرحة ينتابك إحساس بالوحدة وتلجأ إلى الأعمال القذرة والمخدرات. هذا الجيل يسعى لاستعراض القوة لا اللياقة. والاستمرار في تجاهل مثل هذه القضايا سوف يُجذر للعنف في المجتمع، وبالتالي تفشي الشعور بالوحدة بين أجيال الشباب والمراهقين بما ينعكس على ارتفاع مؤشر الإكتئاب والانتحار”.
منافسة لكسب الاهتمام !
بدورها تقول “فاطمة رسولي”، حاصلة على ماجستير علم النفس السريري: “الغضب شعور إنساني طبيعي، بغض النظر عن المرحلة العمرية. لكن ووفق تعريف وزارة الصحة العالمية، فالصحة النفسية تشمل السيطرة على الغضب. ويوصف من يفتقر إلى هذه المقدرة: بـ (الشرس). ونحن نشهد في السنوات الأخيرة زيادة في معدل الشراسة بين أجيال الألفينات؛ لأسباب مختلفة، أحدها التوسع في الاستفادة من الفضاء المجازي بين أجيال أبناء هذا الجيل. والفضاء الإلكتروني يخلق في الأفراد حالة من الميل للملاحظة. بمعنى أن الجميع يسعى إلى تعويض الشعور بالتجاهل في الفضاء المجازي. والمقاربات والمقارنات التي تحدث في الفضاء المجازي تُفضي إلى تبني سلوكيات غير واقعية”.
لافتة إلى أن: “كثيرًا ما نعتقد أن كسب الاهتمام يجب أن يتم بصورة إيجابية، لكن المسألة ليست كذلك، حيث يمنح كسب الإهتمام بالطرق السلبية، الشباب اللذة. وهذه مسائل تؤثر بشكل تلقائي على سلوكيات الشباب. وقد إزدادات المنافسة على كسب الإهتمام خلال السنوات الأخيرة”.