19 أبريل، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

“مسيرات الأربعين” .. مزيج من السياسة والخرافة والمكاسب المادية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يسعى المسؤولون الإيرانيون، منذ سنوات، بالدعاية السياسية وتوسيع نطاق الهلال الشيعي إلى تصوير “مسيرات الأربعين”، حديثة النشأة، بإتجاه “كربلاء” والمشاركة في ذكرى، (مقتل الحسين بن علي)، ثالث الأئمة الشيعة، كـ”أكبر تجمع بشري” وأحد “التيارات الاجتماعية المؤثرة في العالم الإسلامي”.

وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي تثقل كاهل الكثير من طبقات المجتمع الإيراني، يهييء المسؤولون إمكانية مشاركة الطبقات البسيطة والمذهبية في هذه المناورة السياسية بأقل التكاليف والحد من مشكلات استصدار التأشيرة. بحسب “فيروزه رمضان”؛ الخبير الإيراني في علم الاجتماع، بصحيفة (كيهان) اللندنية.

وبينما تستخدم الحكومة كل الإمكانيات البشرية والحكومية لاستعراض قوة وعظمة هذه المراسم، لايزال موضوع تجمع أهل السُنة وسائر الطوائف غير الشيعية يمثل مسألة أمن قومي. والسؤال: ما هي أهداف “الجمهورية الإيرانية” من إطلاق مثل هذه القوافل الإيديولوجية ؟..

وللإجابة على هذا السؤال؛ ألتقت صحيفة (كيهان) اللندنية بعض المواطنين الإيرانيين؛ ومن بينهم مشاركون في “مسيرات الأربعين” على النحو التالي..

البحث عن “المُخلص” صاحب الشخصية الكاريزمية..

يعتقد أستاذ جامعي؛ مقيم في “طهران”: الأزمات الاقتصادية المتعددة التي كانت سببًا في تشريد ويأس الكثيرين، هي أحد الأسباب العقلية والمادية التي تستدعي إنطلاق هذه الكم، (أكثر من 3 ملايين كما يقال)، من “إيران” نحو “كربلاء”. لأنهم يعتمدون على الدعاء والتوسل بالمخلص لتجاوز الأزمات العقلية.

ويمكن في هذا الصدد؛ الإشارة إلى نظرية، (حنه آرنت)، بشأن تفتيت البشر والتعلق بإحدى الشخصيات الكاريزمية.

وأضاف: “متى واجه المجتمع الأزمات والتحديات الكبرى؛ يشعر المواطنون بالضعف والعجز الكامل عن حل المشكلات، ويبحث الجزء الأعظم من المجتمع عن مخلص. وكانت، (آرنت)، قد تطرقت للحديث عن تلكم القضية في المجتمع الألماني، وقالت: يبحث الناس عن شخصية كاريزمية، وقد رأينا هذه المسألة في العصر (القاغاري)، لأن مجتمعنا كان مذهبيًا وكان الناس يبحثون عن الكاريزما في الشخصيات أو العلامات الدينية. ولقد كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، خلال العصر (القاغاري) مأزومة، وهذا كان سبب ظهور، بهاء الله، بعد ذلك، فلقد كان الناس يمتطون خيولهم مساء الخميس والجمعة ويخرجون من المدينة بحثًا عن مخلص ويقولون: سيخرج إمام الزمان هذا الأسبوع، ويتكرر الوضع نفسه في الأسابيع التالية”.

ارتفاع تكلفة الزيارة..

وتقول عزباء عادت من زيارة “الأربعين”؛ حديثًا: “انتقلت من طهران إلى الأحواز بالطائرة، بتكلفة 250 ألف طومان، ثم إنطلقت إلى حدود جذابه ومنها إلى آنور ثم كربلاء، بتكلفة 150 ألف طومان للفرد. لا تتجاوز الرحلة مدة أسبوع، ومعظم من يذهبون إلى جنوب العراق إنما يقصدون زيارة كربلاء والنجف، في حين يريد معظم من يقصدون شمال العراق السياحة والتجارة”.

تضيف: “البنية التحتية هناك غير مناسبة أساسًا، فلا توجد فنادق جيدة، ومعظم الإيرانيون ينزلون في نُزل بتكلفة 100 – 200 ألف طومان بالليلة، وما من مجففات في هذه النُزل، وكنت أغسل حجابي باستمرار ولم استطع فعل شيء بدون المجفف. كذلك لا توجد مطاعم جيدة، وإذا وُجدت تكون تكلفة الطعام ثلاثة أضعاف التكلفة في إيران. وأجرة التاكسي تترواح بين 70 – 100 ألف طومان. وتنتشر في الطرقات خيام الاستراحة التي تقدم الماء والطعام. وكان بمقدورنا استخدام بطاقات البنوك الإيرانية على ماكينات البطاقات الائتمانية في الكثير من المحلات، بل إن العراقيين كانوا يقبلون بالعُملات الإيرانية، والطريف كان العاملون في معظم المحلات العراقية يجيدون الفارسية، واللافتات على الطرقات في بعض المناطق كانت تكتب بالفارسية والإنكليزية. وكان طاقم الخدمة في حرم أمير المؤمنين وبين الحرمين إيراني بالكامل، لكن هناك مشكلة النظافة، لاسيما في الحمامات بين الطرقات. وكانت بعض الأسر العراقية تستضيف الزوار الإيرانيين ويقدمون لهم الماء والطعام لقاء الخيرات. والخروج من إيران طوال فترة الأربعين مجاني؛ وكذلك التأشيرة العراقية. ولم تعد زيارة النساء إلى كربلاء تسبب مشكلة”.

قوة البروباغندا..

ويعلق مترجم في إحدى دور الترجمة بـ”طهران”، على البروباغندا الحكومية: “إذ تفتح أي قناة تليفزيونية، خلال فترة الأربعين، سوف ترى الدعاية للمشاركة في هذه المراسم والإمتيازات التي يقدمونها. على سبيل المثال يستطيع المجندون تسجيل أسماءهم في منظومة السماح دون تقديم كفالة والبقاء مدة عشرة أيام ثم العودة. بل يستطيع حتى من لا يمتلك جواز سفر استصدار هذه الورقة بدفع مبلغ 15 ألف طومان، إذا لم أكن مخطئًا أي بعبارة أخرى يمكنك أن تذهب بدون جواز سفر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب