6 أبريل، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

مسيحيو “عراق 2018” .. يحتفلون بعيد الميلاد بين فزع داعشي قائم وخلافات داخل البرلمان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الأولى، بعد إعلان الانتصار على تنظيم (داعش) الإرهابي، يستعد المسيحيون في “العراق” للاحتفال بعيد الميلاد في المناطق التي تم تحريرها وسط إجراءات أمنية مكثفة.

وفي السنوات الأخيرة، غادرت جماعات كبيرة من مسيحيي “العراق” البلاد إلى الخارج، فيما نزح آخرون من مدنهم وقراهم تحت وطأة موجات عنف تعرضوا لها على أيدي تنظيم (داعش).

إلا أنهم يعاودون اليوم، في “العراق”، التمتع بحقهم في إقامة احتفالاتهم الدينية، وتدفقوا على كنيسة “القديس يوسف” للكلدان الكاثوليك.

وفي “السليمانية”، بـ”إقليم كُردستان العراق”، سيحتفل مسيحيون بأعياد الميلاد، وكذلك عشرات العائلات في “الموصل” و”نينوى”، والتي كانت قد فرت من (داعش)، ثم عادت بعد هزيمة التنظيم.

الإحصاءات الرسمية اليوم؛ تقول إن عدد المسيحيين في “العراق” كانوا، قبل الغزو الأميركي، نحو 1.5 مليون، ولكن العدد تراجع اليوم إلى 300 ألف.

يوم عيد الميلاد إجازة رسمية..

وفي 10 كانون أول/ديسمبر الحالي، أرسل بطريرك طائفة الكلدانيين، “لويس روفائيل”، إلى رئيس البرلمان العراقي بطلب اعتبار يوم عيد الميلاد إجازة رسمية في “العراق”.

وأستجابت الحكومة العراقية للطلب، وقرر مجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي، ليوم الثلاثاء 25 كانون أول/ديسمبر 2018، بمناسبة عيد ميلاد “السيد المسيح”، على أن تكون العطلة ليومين متتاليين بالنسبة للمسيحيين، بالإضافة إلى اعتماد مشروع باعتبار “يوم الميلاد” عطلة رسمية.

ومن جانبها؛ أعلنت حكومة “كُردستان العراق” تعطيل المدارس، اليوم الثلاثاء، احتفالات بعطلة “عيد الميلاد”.

تحذيرات من عدم عودة المهجرين..

القساوسة العراقيون يحذرون من أن المسيحيين، الذين غادروا مناطقهم في “العراق” لن يعودوا إليها، الأمر الذي يشكل تهديدًا للمسيحية في تلك المناطق.

ويقول القس، “بشار ورده”، في تصريحات لصحيفة (ناشيونال كاثوليك ريغيستر) في “أربيل”، أن (داعش) “بالنسبة إلينا كان محكمة يجب أن نواجهها، ولكنا الآن ليس هدفنا البقاء على قيد الحياة، بل كيف نساعد المسيحيين على البقاء هنا ؟”.

في ناحية “قرقوش”، التي تُعد من المناطق المسيحية الأكثر بروزًا وتقع الى الشرق من مدينة “الموصل”، من مجموع نحو 90 ألف أسرة؛ بقيت اليوم 40 ألف أسرة فقط.

ويقول القس، “عمار ياكو”، أحد القساوسة الكاثوليك في “قرقوش” أن “التغيير الديموغرافي؛ عامل إحباط بالنسبة لنا، فإذا خسرنا قرقوش فهذا يعني أننا خسرنا المسيحية في العراق”.

ومثل أنحاء عدة من “العراق”، مرت قرية “تل السقف”، التي تقطنها أغلبية مسيحية بفترة مرعبة، فقد هاجمتها عناصر (داعش)، بين 2014 و2016، وهجرها الأهالي عندما أصبحت القرية خط مواجهة بين عناصر التنظيم المتطرف وقوات “البيشمركة” الكُردية، والآن بعد دحر (داعش)، عادت العائلات المسيحية العراقية إلى ديارها، ولكن لا يعرف، لكم من الوقت ؟!

هناك من العائلات العراقية في “تل السقف” من يحبذ المغادرة، للإلتحاق بمن اختار أن يبدأ حياة جديدة في “أوروبا الغربية” و”الولايات المتحدة” و”أستراليا”، ولكن هناك من وضعيته المالية لا تسمح له بذلك.

وقد عرفت قرية “تل السقف” تراجعًا كبيرًا لعدد سكانها من المسيحيين، الذين تضاءل عددهم من 1400 عائلة إلى أقل من 600 عائلة حاليًا. وهناك خشية من أن يزيد عدد المغادرين إذا لم تتحسن الخدمات، ويتحسن الوضع نحو الاستقرار.

وتُعد محافظة “نينوى” وشرق مدينة “الموصل” موطن مسيحيي “العراق”، وهناك توجد آثار آشورية ومعالم دينية، ولكن هذا الإرث لا يكفي حتى يقنع هؤلاء العراقيين بالبقاء في بلدهم.

اتهامات للشبك بالضغط على المسيحيين..

وبحسب تصريحات القس، “بهنام بينوكا”، فإن الأمر المُقلق هنا هو المصير المجهول الذي ينتظرهم؛ “ما الذي يضمن بقاءنا في نينوى”.

وكما تشير إليه الصحيفة؛ فإن “بهنام” يتهم “الشبك” في مناطق من محافظة “نينوى” بأنهم؛ “يحاولون أن يغيروا ديانة المسيحيين إلى الإسلام، ويخبرون الناس عبر المساجد أن هذه المناطق ستعود للشبك وليس للمسيحيين”.

وفي الوقت الذي يزعم “بهنام” بأن “الشبك”، في منطقة “برطلة”، هربوا من “الموصل” عام 2000 خوفًا من (القاعدة) وسكنوا هذه المنطقة، فإن “الحكومتين العراقية والإيرانية تقومان بدعمهم في القيام بشراء أملاك المسيحيين”.

سياسة إغراء المسيحيين للهجرة..

ومن جانبه؛ أعرب بطريرك الكلدان الكاثوليك، الكاردينال “لويس ساكو”، عن قلقه حيال مصير المسيحيين في المنطقة، وإغرائهم للهجرة إلى الغرب.

وقال فى تصريحات صحافية: “نحن قلقون من سياسة إغراء مسيحيي العراق لتهجيرهم إلى الغرب تحت عنوان “لم الشمل”، لاستقبال العائلات المسيحية”.

وأضاف: تقول المعلومات إنّ هذه الدول تقدّم كل التسهيلات الممكنة لتمكين هؤلاء من ترك أرضهم، والتوجه إلى الدول الأوروبية و”الولايات المتحدة”.

واستطرد الكاردينال العراقى، أن مسيحيي “العراق” يتطلعون إلى “لبنان”، حيث الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط، ويعوّلون على دور لبناني، وبالأخص رئيسه، في تثبيت الوجود المسيحي في الشرق.

آمال بالعودة..

ويأمل القساوسة أن يعود المسيحيون إلى مناطقهم، لأن العراقيين سئموا من (داعش)، ومع ذلك لا يخفون بأن (داعش) مازال يهددهم عن طريق الهواتف والرسائل، و”أن (الدواعش) مازالوا موجودين بالمنطقة”.

فيقول “يوحنا يوسف”، وهو فلاّح من أهالي “قرقوش”، بهذا الصدد: “الآن عندما يُقتل قس هنا لا يتم اعتقال أحد بهذا الشأن”.

ويطالب القساوسة، من أجل حماية مكونهم المسيحي، بالأمن والحرية وفرص عمل في مناطقهم، وعكس ذلك فإن المسيحيين قد يغادرون هذه المنطقة أيضًا من محافظة “نينوى”.

عودة 16 ألف عائلة لـ”نينوى”..

وتحدثت تقارير صحافية عن عودة نحو 16 ألف عائلة مسيحية إلى مناطق سكناها بمحافظة “نينوى”؛ من أصل أكثر من ربع مليون مسيحي، وفيما أشارت إلى أن تجديد العقارات المسيحية يتطلب نحو 15 مليار دينار عراقي، أطلقت منظمات حقوقية نداء للدفاع عن ضحايا جريمة الإبادة الجماعية في “العراق” ضد المسيحيين والإيزيديين؛ معتبرة أن ذلك واجب وطني وإلتزام أخلاقي وإنساني.

وبحسب التقارير الصحافية؛ قامت عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي بتدمير الآلاف من منازل المسيحيين في “الموصل”، وأكثر من 120 موقعًا يتضمن كنائس أثرية في المحافظة التي اعتبرها المسيحيون العراقيون دومًا كأكثر المناطق الآمنة سابقًا.

وفي 2014؛ إستحوذ مسلحوا (داعش) على مساحات من محافظة “نينوى”، وقاموا بإجبار سكانها المسيحيين على تحول ديانتهم، أو دفع ضريبة دينية، أو مغادرة “الموصل”، حيث اختارت الأغلبية الخيار الثالث، على الرغم من أنهم لم ينجوا من حكم (داعش) دون أن يصابوا بأذى.

وبحسب التقارير الإعلامية؛ فإن: “إرهابيي (داعش) قاموا بخطف أكثر من 100 مسيحي في منطقة الحمدانية، (30 كلم شمال شرق الموصل)، عندما جاءوا إلى الموصل والمناطق المحيطة بها، حيث نجا 20 منهم فقط، و55 قتلوا، ومصير 25 آخرين غير معروف، وكان بعض المسيحيين الذين تم أسرهم من النساء”.

يوجد حاليًا 300 ألف مسيحي في العراق من أصل 1.5 مليون..

ووفقًا لأرقام غير رسمية ـ كان هناك ما يقرب من 1.5 ملايين مسيحي في “العراق”، في الثمانينيات، معظمهم يعيشون في “بغداد والموصل ودهوك وأربيل وكركوك والبصرة”.

بينما يوجد حاليًاً ما بين 250 ألف إلى 300 ألف مسيحي في “العراق”، غالبيتهم يعيشون في “إقليم كُردستان”.

ولذلك قرر نصف عدد النازحين المسيحيين، في “إقليم كُردستان”، عدم العودة إلى “الموصل”، حيث وجدوا وظائف هناك وأرسلوا أطفالهم إلى مدارس “كُردستان”.

وحتى الآن، عادت 16000 عائلة مسيحية، معظمهم إلى “الحمدانية”، فيما عادت 40 أسرة فقط إلى مدينة “الموصل”. وتشير المصادر بأن التقدير المبدئي لتجديد هذه العقارات سيكلف أكثر من 15 مليار دينار.

أهم الأحداث التي واجهت “مسيحيو العراق” خلال 2018..

وفي 4 شباط/فبراير، قام إرهابيون بتفجير عبوة ناسفة أمام مقر “الحركة  الديمقراطية الآشورية” في العاصمة العراقية، “بغداد”، مسفرًا عن إصابة أربعة اشخاص كانوا خارج المقر، فيما تعرضت مرافق المقر لأضرار مادية نتيجة العصف الناتج عن الانفجار، وقامت فرق تابعة للأجهزة الأمنية بالحضور لموقع الحادث بغية إجراء تحقيقات في الحادث للكشف عمن يقف ورائه.

وفي 25 شباط/فبراير؛ أقدم مسلحون يستقلون سيارة ودراجة نارية على قتل الشاب، “سامر صلاح الدين يونس”، في منطقة “النعيرية” ببغداد، ولم يعرف حتى الآن الجاني.

وفي 1 آذار/مارس؛ طالب المسيحيون، في مناطق “سهل نينوى” بضمانات دولية حقيقية لحمايتهم في حال عودتهم إلى مناطقهم، مؤكدين رفضهم للضمانات المقدمة من الحكومة في “بغداد”.

وفي 9 آذار/مارس؛ قُتل طبيب مسيحي وأفراد عائلته طعنًا بسكاكين على أيدي مسلحين اقتحموا منزله شرقي “بغداد”، وقيل عن الحادث أنه بسبب سرقة الأموال.

واتحّدت الأحزاب والكنائس المسيحية في إدانة الحادثة؛ ومطالبة الحكومة العراقية بإجراءات فعلية لوقف استهداف المسيحيين، الذين يشاركون في انتخابات آيار/مايو 2018، في أجواء سياسية وأمنية مغايرة عما كان عليه الحال خلال العقد الماضي. ولكن على ما يبدو فإن ظاهرة الانقسامات داخل الأحزاب الشيعية والسُنية والكُردية إمتدت أيضًا إلى الأحزاب المسيحية، التي فشلت في تشكيل تحالف انتخابي واحد، وقررت الدخول في ثمانية تحالفات انتخابية متصارعة على خمسة مقاعد مخصصة لها وفق نظام “الكوتة” من مجموع أعضاء البرلمان العراقي، البالغ 328 نائبًا.

وعلى عكس ما يحدث دائمًا، قررت الكنيسة هذه المرة الوقوف إلى جانب أحد التحالفات، وأعلن بطريرك الكلدان في “العراق” والعالم، “لويس روفائيل الأول ساكو”، وهو من أبرز رجال الدين المسيحيين في “العراق”، دعمه لـ”ائتلاف الكلدان”، وقوبل هذا القرار بإمتعاض وانتقاد من الأوساط السياسية المسيحية، واعتبرته خطوة قد تزرع الطائفية داخل مكونات المجتمع المسيحي الثلاثة في “العراق”؛ وهم: “السريان والآشوريون والكلدان”، وجاء تشكيل “ائتلاف الكلدان” ليزيد الحواجز بين المكونات المسيحية، ولكن الخلاف الأبرز هو الصراع الخفي الدائر بين قوى شيعية وكُردية على مقاعد المسيحيين.

وحصل 5 مسيحيين على المقاعد النيابية الخمسة المخصصة لهم، والآن يدور سجال حاد بين نواب المكون المسيحي لمنح الثقة من عدمه لمرشحة وزارة الهجرة، وهي واحدة من ضمن المرشحات في التشكيل الوزاري المعقد حاليًا.

وأكدت كتلة “بابليون”، (من المكون المسيحي)، أنها لن تسمح بـ”تهميش” دور نواب المكون المسيحي، داعيةً، “عبدالمهدي”، إلى إستبدال المرشحة لتولي وزارة الهجرة والمهجرين، “هناء كوركيس”.

وفي 14 آذار/مارس؛ وقعت مكونات “سهل نينوى”، وثيقة التعايش السلمي، تأكيدًا للوحدة الوطنية وللبدء بمرحلة إعادة الإعمار وتطييب النفوس من جراحات أوغلت عصابات (داعش) في تعميقها؛ متناسية أن العراقيين جسدٌ واحدٌ لا تفرّقهم الاختلافات ولا تُضعف من عزيمتهم التخّرصات والفتن..

في 30 تشرين ثان/نوفمبر؛ استقبل رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، بطاركة الشرق الكاثوليك في مقر إقامته بـ”بغداد”.

وشدد البطاركة، خلال اللقاء، على أن المسيحيين هم ليسوا أقليات في الشرق، وعددهم في “العراق” مليون وربع كاثوليكي في العالم، وبالتالي على الحكومة الجديدة أن تخلق البيئة التي تشجع على عودة الشعب العراقي وتكريس المواطنة واحترام مبدأ المساواة دون تمييز بين مسيحي ومسلم.

ومع إنتهاء عام 2018؛ في وسط ميدنة “بعقوبة”، مركز محافظة “ديالى”، يتم الآن إعادة تأهيل الكنيسة الوحيدة للمسيحيين؛ في ذات الوقت الذي تم هجرها منذ 15 عام مع حريق “فتنة بعقوبة” وبروز الملثمين أصحاب الأفكار التي توصف بـ”المتطرفة”، ليسدل الستار على تنوع طالما كانت ميزة تفاخر بها الأهالي لعقود طويلة.

ويتم إعادة تأهيل الكنيسة المسماة، بـ”أم البشارة الصالحة”، على أيدي الشرطة، فيقول العقيد “غالب العطية”، أن مشروع إعادة تأهيل الكنيسة تم بتوجيهات قائد شرطة “ديالى”، اللواء “فيصل العبادي”، وتنسيق مع “مفوضية حقوق الإنسان” والهجرة بالدولة، بالإضافة إلى الشرطة المجتمعية التي كان لها السبق في العمل الميداني من خلال مفارزها.

“العطية”، وهو يشارك في عمليات الترميم، يقول أن: “الشرطة لديها برنامج؛ هو الأول من نوعه في العراق يهدف إلى إعادة الأقليات إلى كل مدن ديالى، ومساعدتها قدر الإمكان من أجل إعادة التنوع المميز لمجتمع المحافظة”.

“العطية” يبين أن: “تأهيل الكنيسة هي بداية دعوة شاملة لعودة كل أبناء الطائفة الذين هجروا أو انتقلوا للعيش إلى مدن أخرى بالعودة مرة أخرى إلى بعقوبة المدينة، التي جمعت كل الأطياف العراقية”.

تاريخ المسيحية في العراق..

ويعود الوجود المسيحي في “العراق” إلى بداية ظهور الديانة المسيحية؛ قبل ألفي عام.

وتُعد “المسيحية” ثانية كبرى الديانات في “العراق”، من حيث عدد الأتباع، بعد “الإسلام”. وهي ديانة مُعترَف بها في “الدستور العراقي”، الذي يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية يتوزع أبناؤها على أنحاء مختلفة من البلاد، وتتكلم نسبة عالية منهم “اللغة العربية”، بجانب اللغات القديمة التي سادت في المنطقة إبان العصور القديمة. ومن أبرز هذه اللغات “اللغة السريانية” بلهجاتها العديدة.

المراقبون يؤكدون أن حكومة الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، التي أتسمت بطابع علماني، وكانت تحكم قبضتها على البلاد، وخصوصًا في الجوانب الأمنية، لم تمارس اضطهادًا منهجيًا ضد الأقلية المسيحية بشكل خاص؛ كما فعلت على سبيل المثال مع “الكورد” أو “الشيعة” في الجنوب.

فيما تعرضت بعض التجمعات المسيحية، خلال فترة حكم “حزب البعث”، الذي استمر في السلطة لأكثر من ثلاثة عقود، لعمليات ترحيل من مناطق سكنهم الأصلية.

ويتركز الوجود المسيحي في العاصمة، “بغداد”، إلى جانب مدن تقع في الشمال مثل؛ “كركوك وأربيل والموصل”، مع وجود أعداد أقل في مناطق أخرى من “العراق”.

ومع الدخول الأميركي لـ”العراق”، في 2003، كان عدد المسيحيين قد تراجع إلى حوالي 800 ألف، بينهم 400 ألف كاثوليكي يتبع غالبيتهم الكنيستين “الكلدانية” و”السريانية”.

واستمرت وتيرة التراجع، خلال السنوات التي أعقبت الإطاحة بنظام، “صدام حسين”، نتيجة مغادرة الكثير منهم “العراق” بسبب أعمال العنف التي طالت جميع فئات المجتمع العراقي.

واضطر الكثير من المسيحيين إلى مغادرة مناطق سكنهم والانتقال نحو مناطق أخرى أكثر أمنًا داخل “العراق”، أو الهجرة إلى خارج البلاد.

يُذكر أن عددًا من الهجمات وقعت بين عامي 2004 و2005؛ قد استهدفت الأقلية المسيحية.

فقد تعرضت كنيستان في “الموصل” لهجمات، كما وقعت هجمات في “بغداد” ومناطق أخرى، وذلك ضمن موجة العنف التي هزت غالبية مناطق “العراق”.

ودمرت أكثر من 30 ديرًا وكنيسة، في “الموصل”، منذ دخول عناصر التنظيم، في العام 2014، ولم يُعمر منها سوى كنيسة واحدة في “أيسر المدينة”.

ويشير مراقبون إلى أن المسيحيين كانوا الضحية الأكبر لأساليب الترهيب والتهجير من مناطق سكنهم؛ خلال السنوات السبع الماضية.

ويتعرض رجال الدين المسيحيون، الذين قرروا البقاء داخل “العراق”، لتهديدات بالإختطاف والقتل من قِبل جماعات متطرفة.

كما تتهم بعض الجماعات المسلحة المناوئة للحكومة العراقية بالتعاون مع القوات الأجنبية.

كنائس العراق..

“الكنيسة الكاثوليكية السريانية”؛ هي واحدة من عدة كنائس كاثوليكية تتمتع ببعض الاستقلال في أداء طقوسها الدينية، رغم أنها تعلن ولاءها لـ”بابا الفاتيكان”.

ويعتبر الكلدانيون من السكان القدماء في هذه المنطقة، ويتحدث بعضهم “اللغة الآرامية” القديمة، التي يعتقد أنها اللغة التي تحدث بها “المسيح عيسى بن مريم”.

كما يمثل “الآشوريون” قسمًا آخر من المجتمع المسيحي في “العراق”، حيث يعود وجودهم لأيام المملكتين “الآشورية” و”البابلية” وانتشروا في مناطق مختلفة في الشرق الأوسط؛ بعد إنهيار إمبراطوريتهم، بين القرنين السادس والسابع قبل الميلاد.

وأعتنق “الآشوريون”، الدين المسيحي، في القرن الأول للميلاد، ويعتبر البعض أن هذه الكنيسة هي الأقدم في “العراق”.

وتعرض “الآشوريون” لمذبحة كبيرة على يد الجيش العراقي، عام 1932، وسط اتهامات لهم بالعمالة للجيش البريطاني.

وتعرضت قرى مسيحية، خلال تلك الفترة، للتدمير كما تم تخريب كنائس وأديرة، إلا أنه تمت إعادة بناء بعض تلك الكنائس لاحقًا.

ويوجد عدد محدود من “الأرثوذوكس اليونانيين” و”الروم الكاثوليك”، في “العراق”، إلى جانب بعض أتباع الكنيسة “الإنجليكانية” و”الإنجيلية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب