مسيحيو العراق .. تركوا الخوف جانباً واحتفلوا بـ”عيد القيامة”

مسيحيو العراق .. تركوا الخوف جانباً واحتفلوا بـ”عيد القيامة”

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

باتت المشاعر السيئة جزءاً من الماضي وتمكن المسيحيون العراقيون من الاحتفال بالأعياد هذا العام وقدموا الصلوات من أجل صلاح حال الأمة، وتجمع آلاف منهم في المنازل والكنائس تاركين مشاعر الخوف جانباً.. كما عادت أجراس الكانس تدق من جديد في أحياء محافظة “نينوى” احتفالاً بعيد القيامة للمرة الأولى منذ عدة سنوات.

على غرار قيامة “المسيح عيسى” من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته، كما هو مسطور في العهد الجديد، تمكن المسيحيون العراقيون من العودة إلى الحياة الطبيعية من جديد والاحتفال بـ”عيد القيامة”، الذي يعد أحد أهم الأعياد المسيحية، هذا العام عقب هزيمة تنظيم (داعش) الجهادي على يد القوات العراقية، مدعومة بقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة (داعش)، حسب ما أفادرت وكالة (برنسا لاتينا) الكوبية للأنباء.

وتعني كلمة “الأمن” الكثير بالنسبة للعراقيين عامة، والمسيحيين خاصة، إذ واجهوا الموت والرعب خلال فترة سيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة “الموصل”، حاضرة محافظة “نينوى”، والقرى المحيطة بها، لكن العملية العسكرية التي أعلنها الجيش العراقي، في تشرين أول/أكتوبر 2017، ألحقت بالتنظيم هزيمة ساحقة أجبرته على الفرار وسُمعت أجراس الكنائس من جديد أواخر العام الماضي.

العراق يتخلص من مشاعر الكره..

يحاول العراق التخلص من مشاعر الكره ضد الأديان الأخرى التي بثتها العناصر المتطرفة، خاصة في “الموصل”، التي أعلنوا منها خلافتهم المزعومة، وخلال فترة سيطرتهم تعرضت الكثير من الكنائس إلى التدمير وفقد، الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، ممتلكاتهم التي صادرتها العناصر المتطرفة.

وقال الآب، “روبرت خرخيس”، المقيم في “بغداد”: “إنه لمن البركة أن يتمكن الأخوة والأخوات من العودة إلى مناطقهم الأصلية وإعادة البناء من أجل المستقبل في بلد يتمتع بالتعددية الدينية”، وأضاف: “نشعر أن هناك أملًا في أن يعيش المسيحيون في العراق إلى جانب أشقاء من مختلف الأديان”.

وتقول إحدى أبناء الجالية المسيحية في العراق، المهندسة “أنّا يوسف”، إنها تخشى عودة العناصر المتطرفة مرة أخرى أو أن يصبح المسيحيون ضحية للأعمال الوحشية من جديد، وأضافت: “لدينا أمل في أن نتمكن من العيش في سلام مثل الجميع في هذه البلد، لكنني لا زلت أفكر في مستقبل غير مضمون للمسيحيين في العراق”.

55 ألف مسيحي فروا من “بغديدا”..

تشير تقديرات، غير رسمية، إلى أن حوالي 55 ألف مسيحي فروا من بلدة (بغديدا)، الواقعة بمحافظة “نينوى”، عقب دخول الدواعش إليها، وتؤكد مصادر رسمية أن 25 ألفاً منهم على الأقل عادوا إلى منازلهم، لكنهم يواجهون صعوبات كثيرة بسبب فقد ذويهم وممتلكاتهم، كما أن العناصر المتطرفة استخدمت بعض المنازل كمخازن للأسلحة ودمروا مناطق كثيرة تنتظر عملية إعادة الإعمار.

ويقدر حجم الإلتزامات الدولية حيال العراق حوالي 30 مليار دولار، بينما صرح وزير الخارجية، “إبراهيم الجعفري”، أن هذا المبلغ لن يكفي لتنفيذ مشاريع إعادة إعمار المناطق التي دمرتها العناصر المتطرفة خلال 3 أعوام، وذكر وزير التخطيط، “سلمان الجميلي”، أن العراق يحتاج إلى 88.2 مليار دولار.

صفحة جديدة..

قال البطريرك الكلداني، “لويس روفائيل الأول ساكو”، في رسالته بمناسبة الاحتفال بـ”عيد القيامة”؛ إنه يجب على المسيحيين الصفح وبدء صفحة جديدة والتعاون مع أبناء الديانات الأخرى؛ من أجل إقامة دولة السلام التي يحترم فيها حقوق الجميع، وأضاف أن الخطوة الأولى هي “السماح لحب الله أن يخترق قلوبنا لما له من نتائج جيدة على المستوى الاجتماعي”، مشيراً إلى أن المسيحيين العراقيين برغم الصعوبات التي مروا بها إلا أنهم لديهم روح جيدة للتعايش.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة