26 أبريل، 2024 5:30 م
Search
Close this search box.

مسلسل التصعيد لا ينتهي .. “إيران” تستفز بوقف بندين من الاتفاق النووي و”ترامب” يهدد بمحوها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إطار التصعيد المتبادل بين “أميركا” و”إيران”؛ الذي يتزايد يومًا بعد يوم، أعلن مسؤول إيراني كبير أن بلاده ستتوقف عن الإلتزام ببندين آخرين من “الاتفاق الدولي” حول “برنامجها النووي”؛ اعتبارًا من السابع من تموز/يوليو القادم.

وأضاف أنه: “بدءًا من 7 تموز/يوليو 2019، ستبدأ الخطوة الثانية بشكل جاد في تقليص إلتزامات إيران ضمن الاتفاق النووي”، حسبما نقلت (فرانس برس)؛ عن وكالة أنباء (فارس)، الثلاثاء.

واعتبر “علي شمخاني”، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الدول الأوروبية تمارس ضغوطًا لإرغام إيران “على الاستمرار في تنفيذ الإلتزامات” بموجب الاتفاق النووي “بدون تنفيذ سائر الأطراف لإلتزاماتها المتبادلة”.

وفي إطار التوترات المتزايدة، أعلنت “طهران”، في الثامن من أيار/مايو 2019، أنها أوقفت الحد من مخزونها من المياه الثقيلة و(اليورانيوم) المخصب؛ والذي كانت قد تعهدت به بموجب “الاتفاق النووي”، الموقع في “فيينا” عام 2015، مع الدول الست الكبرى، ردًا على انسحاب “الولايات المتحدة” منه قبل سنة.

وأمهلت “طهران”، الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، “60 يومًا” لمساعدتها على الإلتفاف على العقوبات التي تشل اقتصادها، خصوصًا قطاعها المصرفي وصادراتها النفطية.

وفي حال لم يحصل ذلك؛ هددت “طهران” بوقف إلتزامها بالقيود المفروضة في ما يتعلق بـ”نسبة تخصيب اليورانيوم”، (المحددة بـ 3,67% بموجب اتفاق فيينا)، وباستئناف مشروع بناء مفاعل (أراك) للمياه الثقيلة؛ الذي أوقف العمل به بموجب الاتفاق.

وأكد “شمخاني” على أن خطوة “طهران” تأتي “لكي تنتبه الدول التي تصورت صبر الجمهورية الإسلامية ضعفًا وتقاعسًا، من أن رد إيران على إنتهاك الطائرة الأميركية المُسيرة لأجوائها، (التي أسقطت في 20 حزيران/يونيو 2019)، لا يختلف عن الرد على محاولات المراوغة والخداع السياسي لتقييد حقوق الشعب الإيراني المشروعة”، حسب ما جاء في المدونة التي نقلتها وكالة (فارس).

أميركا ستزيل إيران من الوجود !

من جانبه؛ قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، أمس، إن أي هجوم إيراني ضد مصالح “أميركا” سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة لدرجة الإزالة من الوجود، مضيفًا أن القادة الإيرانيين أنفقوا أموال الشعب الإيراني على الإرهاب، ولا يفهمون إلا لغة القوة؛ و”الولايات المتحدة الأميركية” تمتلك أكبر قوة عسكرية في العالم بفارق كبير عن الآخرين، علمًا بأنه “يتم استثمار 1.5 تريليون دولار في هذا المجال في آخر عامين فقط”.

حيث كانت “طهران” قد قالت، في وقت سابق من اليوم نفسه، إن “العقوبات الأميركية” الجديدة أجهضت أي دبلوماسية، وكان وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، قد هاجم “ترامب”، بعد تصريحات الأخير حول قلقه حيال مقتل 150 إيرانيَا في الضربات العسكرية الأميركية، واتهم “أميركا” بقتل عدد كبير من الأشخاص باستخدام السلاح النووي، في حين وصف الرئيس الإيراني، “حسن روحاني” إن “البيت الأبيض” يعاني من “مرض عقلي” فيما يتعلق بفرض عقوبات على “إيران”.

وقال “ترمب”، على (تويتر): “بيان إيران الذي ينطوي على جهل شديد وإهانة، والذي صدر اليوم، إنما يظهر فحسب أنهم لا يدركون الواقع.. أي هجوم من إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة.. في بعض المجالات كاسحة تعني المحو”.

وأضاف الرئيس الأميركي قائلًا: “الشعب الإيراني الرائع يعاني بلا سبب على الإطلاق، فقيادته تنفق جميع أموالها على الإرهاب، ونسبة قليلة على الأمور الأخرى، لم تنس الولايات المتحدة الهجوم الإيراني بقنابل الـ (IED) والـ (EFP)، والتي أسفرت عن مقتل 2000 أميركي وأصابت الكثير”.

كل الخيارات مطروحة على الطاولة..

وقبل هذه التصريحات؛ قال مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، إن “إيران” تشكل تهديدًا لكل المنطقة جراء سلوكها وصواريخها (الباليستية)، مشيرًا إلى أن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة بخصوص “إيران”.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي على أن الطريق مفتوح أمام “إيران” للدخول في مفاوضات مع “واشنطن” بشأن برنامجها النووي؛ حتى بعدما شددت “الولايات المتحدة” العقوبات عليها.

وقال “بولتون”: “ترك الرئيس، دونالد ترمب، الباب مفتوحًا أمام إجراء مفاوضات حقيقية للقضاء على برنامج الأسلحة النووية الإيراني بشكل كامل يمكن التحقق منه وعلى أنظمة إطلاق صواريخها (الباليستية)، وعلى دعمها للإرهاب الدولي وتصرفاتها الخبيثة الأخرى في أنحاء العالم”.

وكان “بولتون” قد قال، الثلاثاء الماضي، إنه يعتقد أن العقوبات والضغوط التي تمارسها “واشنطن” على النظام الإيراني ستدفع به إلى طاولة المفاوضات.

عقوبات جديدة طالت “خامنئي”..

وكان “ترامب” قد وقع، أمس الأول، أمرًا تنفيذيًا بفرض عقوبات مشددة جديدة على “إيران”، وأكد أن العقوبات تستهدف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله “علي خامنئي”.

وطالب “ترامب”، “إيران”، بوقف رعايتها للإرهاب، موضحًا أن العقوبات تأتي ردًا على إسقاط “طهران” للطائرة الأميركية المُسيرة، الخميس الماضي.

وشدد الرئيس الأميركي على أنه لن يسمح لـ”طهران” بإمتلاك أسلحة نووية أو مواصلة رعايتها للإرهاب.

وأوضح أن العقوبات الموقعة على “طهران” لن تستثني مكتب “خامنئي”، مشيرًا إلى أن “العقوبات الأميركية” المفروضة على “إيران” قد تستمر لأعوام.

وغداة إسقاط الطائرة المُسيرة، قال “ترامب” إنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية. وأفادت وسائل إعلام أميركية أنه في المقابل سمح بشن هجمات إلكترونية ضد أنظمة إطلاق صواريخ وشبكة تجسس إيرانية. وتقول “طهران” إنها لم تتعرض لأي ضرر.

وارتفعت أسعار “النفط” جراء هذه التطورات في منطقة الخليج؛ ما عزز المخاوف من تعرقل حركة نقل “النفط” عبر هذا الممر البحري الإستراتيجي، “مضيق هرمز”.

تهدم جسور التحاور..

من جانبها؛ قالت “وزارة الخارجية الروسية”، إن واشنطن “تهدم الجسور” فيما يتعلق بالوضع حول “إيران”.

وأضافت الوزارة، في بيانها: “بعد إسقاط الطائرة المُسيرة، الذي أثار ضجة، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات شخصية على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، وعلى عسكريين إيرانيين كبار. يبدو أن واشنطن (تهدم الجسور) – على الرغم من تأكيداتها بالإلتزام بالحوار مع إيران”.

وأشارت “الخارجية الروسية”، إلى أن “واشنطن” تخيلت أنها “الطرف الذي يقرر مصير العالم”، وإنطلاقًا من ذلك أخذت تتبع سياسة عدوانية بشكل متزايد وتحاول “معاقبة”  كل من يرفض الإملاءات الأميركية.

خطأ فادح..

وخشية من اشتعال الوضع، دعت “باريس وبرلين ولندن”، الموقعة على “الاتفاق النووي”، والذي لا تزال تدافع عنه، إلى خفض التصعيد.

وردًا على إعلان “طهران” الأخير؛ اعتبرت “باريس”، أمس، أن إنتهاك “إيران” للاتفاق سيشكل “خطأ فادحًا”.

وفي إعلان صدر بإجماع أعضائه الـ 15، دعا “مجلس الأمن الدولي”، الإثنين، إلى الحوار. ويفترض أن يعقد، اليوم الأربعاء، اجتماع بشأن تطبيق “اتفاق فيينا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب