11 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

مسلسلي المفضل هذا الموسم

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: بقلم- د. مالك خوري:

بعيدًا عن دراما الإبهار البصري المصّطنع والمسُّلحة بالاتفاق المالي المبُّالغ وبأصوات وبوستات الذباب الإلكتروني والإعلامي التي هيمّنت على فضاءنا الرمضاني هذه السنة، يبقى هناك المزيد من الأمل ببدائل فنية ما زالت قادرة على فرض نفسها.

المخرج “هاني خليفة”؛ استلم قصة ومعالجة درامية للكاتبة؛ “ألما كفارنة”، (وورشة كتاب سيناريو موفقة)، مبنّية على “ماذا لو ؟”؛ منفتحة على كل الاحتمالات وحولها إلى أحد أفضل مسلسلات رمضان 24: (بدون سابق إنذار).

“خليفة” مخرج محترف عُرف لسنين بقدرته، ومن غير تصّنع، على تلمّس المعالم العميقة لواقع الطبقات الاجتماعية المتوسطة في مصر وطبيعة وأشكال معاناتها المادية كما الفكرية والثقافية. وهو أيضًا رسّخ لنفسه تميزًا في جدية وأصالة إبداعه الفني. و”خليفة” من ناحية ثانية استطاع من وقتٍ لآخر أن يُخيّب آمالنا، بشكلٍ خاص حين كان يقع في فخ “التناغم” مع هيمنة أجواء الأفكار القدرية على مجتمعاتنا، خصوصًا في “لحظات التجلي” وترندات الرجوع إلى “الإيمان” والتقوى. فيلمه الأخير (الرحلة 404) نجح في بلورة السقوط في هاوية مثل هذه الأجواء، أي أجواء أفلام السينما “النظيفة”؛ الذي هبط على بلادنا بقدرة أموال النفط والغاز.

لكن “خليفة” في (بدون سابق إنذار)، عاد إلينا بزخم إبداعه وتميّزه في التعاطي القوي والمحكم مع فرضيات القصص ذات الطابع الإنساني المفتوحة وغير المكّبلة بمحدوديات آفاق سّرديات الإيديولوجيا السّائدة.

والمسلسل من أول حلقاته إلى آخرها حافظ على وقع متوازن في تسّلسله، وأعطى مساحة واسعة من الانفتاح على احتمالات عديدة. وهذا برأي ما ميّز هذا المسلسل، ربما عن كل ما شاهدناه من دراما في هذا الموسم. حيث كانت الحلقات المتتابعة تراكم المزيد من التعقيدات الدرامية ومن دون أن تسمح لنفسها أن تُعطي المشاهد فرصة “للتمّتع” بفرضيات الحلول التقليدية التي طالما تعّود عليها. و”خليفة” كان أيضًا في قمة قدرته على اطلاق الطاقات الكبيرة الكامنة في المجسّدين للشخصيات الرئيسة (آسر ياسين وعائشة بن أحمد، والطفل سليم يوسف)، كما في الشخصيات الأخرى.

و”خليفة” لم يكتف بكل هذا، بل ختم المسلسل بنهاية من الصعب أن ينطبق عليها وصف “القفلة” الدرامية التقليدية. إذ أنها تهبط علينا بعد ستة شهور من نجاح عملية “عمر”، لكنها نهاية تأخذ شكلاً خاصًا وغير “مفصل”. وهي تبدو أتية من عالم آخر من خارج المجتمع الذي نعيش فيه لأنها تفترض كسّر تابوهات كثيرة قبل أن تتحقق على أرض الواقع. لكنها نهاية لا بأس من أن نحلم بأن تكون واحدة من الافتراضات المطروحة لوضعية عائلية مشابهة لحدوتة مروان وليلى.

(بدون سابق إنذار) كان العمل المفضل بالنسبة ليّ في هذا الشهر.

وكل عام وشعوبنا وأوطاننا بخير وقادرة على أن تحلم !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب