اعلن في بغداد اليوم عن تلقي العديد من الصحافيين في بغداد لتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل جماعات مسلحة وسياسيين نافذين بسبب تغطياتهم الأخبارية للعنف المسلح والفساد المالي والأداري ..
وقال مرصد الحريات الصحافية العراقي انه وثق خلال الايام القليلة الماضية شهادات عديدة لصحافيين عراقيين يعملون في بغداد تعرضوا لتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل جماعات مسلحة وأخرى سياسية نافذة، بسبب تغطياتهم الأخبارية عن العنف المسلح والفساد المالي والأداري. وقال المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي في تصريح صحافي اليوم “إننا قلقون جداً من التهديدات التي يتعرض لها الصحافيون العراقيون الذين يعملون على التغطيات الإخبارية وعلى السلطات الأمنية والحكومة العراقية التعامل بجدية مع تلك التهديدات وأن لاتهوِّن من خطورتها”.
واكد تضامنه الكامل مع الصحافيين الذين يتعرضون للتهديد والإبتزاز بسبب عملهم الصحافي، وطالب الحكومة العراقية بأن تكون أكثر جدية في تأمين أجواء ملائمة لهم لممارسة مهامهم في بيئة مضطربة تفتقد لشروط العمل والتحرك الآمن دون عوائق وتهديدات . ودعا الى وضع إستراتيجية ملائمة تكبح نوايا كل من يحاول أن يقوض الجهد الصحفي في البلاد.
ويأتي ذلك بعد التهديدات الموثقة التي تعرض لها صحافيون في مدينة الموصل، حيث عثرت القوات الامنية هناك على قائمة “تصفية” تضم أسماء 44 صحافياً ومصوراً محلياً، في عمليات دهم لمقرات الجماعات المسلحة، فيما شكا صحافيين في بغداد من تهديدات مباشرة تعرضوا لها تهددهم بالتصفية الجسدية.
وقال الصحافي حسام محمود فرج، إنه أضطر لمغادرة العراق إثر تعرضه لضغوط نفسية غير مسبوقة إثر سلسلة من التهديدات طالته بعد إنتاجه لأعمال صحافية وتحقيقات إستقصائية لتلفزيونات محلية تلاحق ملفات العنف والفساد في العراق. وفرج الذي يعمل مخرج برامج في قناة “الإتجاه” الفضائية ووسائل إعلام أخرى قال، إن قناته تعرضت الى ضغوط ومساءلات من قبل “جهات نافذة”، بعد بثها أفلاما وثائقية ، لاحقت ملفات فساد وفي فيلمه الوثائقي “عصر الفوضى” الذي عرض نهاية الشهر حيث تلقى معد البرنامج سليم محمد “التهديد بالقتل مباشرة بعد عرض حلقة البرنامج التي بث الفيلم فيها ” ما دفعه لترك البلاد بعد يومين من تلقيه التهديدات” وهو الأمر الذي طاله هو أيضا ولمرات عديدة .
وكشف مسح أجراه مرصد الحريات الصحافية، إن حوالي 40 صحافياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية بعد سلسلة الإغتيالات التي شهدتها المحافظة، حيث غادر 12 صحافياً البلاد متوجهين إلى تركيا، فيما غادر 6 أخرون إلى إقليم كردستان، في حين توجه مايقارب من 20 صحافيا الى الأقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان، والتي تعدُ أكثر استقراراً. وتشير شهادات وثقها المرصد الى تورط جهات سياسية نافذة بتهديد صحفيين رفضوا أن تنشر معلومات تهديدهم تخوفاً من تصفيتهم.
وعبر مرصد الحريات الصحافية وهو منظمة مستقلة مقرها بغداد تعنى بالدفاع عن الصحافيين والحريات الصحافية وتعمل بشراكة منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقه العميق لتصاعد التهديدات التي تطال الصحافيين ووسائل الإعلام من جهات عدة وشدد على ضرورة التحرك العاجل لمنع تكرار حالات التهديد والتصفية الجسدية ضد الصحافيين والإعلاميين العراقيين والتي لم تجد للآن من يوقفها ، أو يحجم منها وهي تكاد تتسبب بتقويض كل المكتسبات التي تحققت للصحافة العراقية بعد عام 2003 .. كما اكد ضرورة قيام القوات الأمنية بواجباتها وتفتح تحقيقات موسعة لمعرفة الجهات التي تقف وراء هذه التهديدات وملاحقتها قضائيا وتقديمها للعدالة.
يذكر أن مستوى العنف ضد الصحافيين في العراق بلغ خلال عام 2013 الحالي، أعلى مستوياته، وفقاً لما سجله المرصد حيث بلغت الانتهاكات 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة احتجاز واعتقال و 95 حالة منع وتضييق و68 حالة اعتداء بالضرب وسبعة هجمات مسلحة و 51 انتهاكاً متفرقاً و13 حالة إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات إعلامية محلية وأجنبية في حين سجل العام الحالي ايضا مقتل صحافيين اثنين، وهو ما يدلل على أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي ما تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من “السلامة المهنية” في بلد يعاني من آثار العنف والانقسامات.
واكد المرصد أن “265 صحفيا عراقيا و أجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي قتلوا منذ عام 2003 منهم 151 صحفياً قتلوا بسبب عملهم الصحافي، إلى جانب 55 فنيا و مساعدا إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي”. واشار الى اختطاف 65 صحفياً ومساعداً إعلامياً، قتل اغلبهم فيما لا يزال 14 منهم في عداد المفقودين .. مؤكدا أن “جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها وبأن تصنيفها يتجاوز بكثير أي بلد آخر في العالم”.