مسرحيون : جهلة “الثقافة” يسعون لالباس بغداد العمامة

مسرحيون : جهلة “الثقافة” يسعون لالباس بغداد العمامة

وصف فنانون مسرحيون موقف وزارة الثقافة من مهرجان منتدى المسرح العالمي الذي تقوم به دائرة ‏السينما والمسرح، بسبب عرض افتتاح المهرجان الذي ظهرت فيه ممثلة شبه عارية بأنه مخجل ‏وبعثي ‏واتهموا مسؤولين في الوزارة بأنهم جهلة يهيمنون على هيكلية الوزارة.

وقال المسرحي أحمد شرجي في حديث لـ”السومرية نيوز” إن “من المؤسف أن يتعاطى صغار ‏المدراء من وزارة الثقافة وصغار الساسة مع المسرح بهذه العدوانية” مشيراً إلى إن “غايتهم أن يكونوا ‏في مناصب أكبر داخل الوزارة، علماً إن ما حدث هو مجرد اختلاف ثقافي وهناك مشكلة كبيرة في ‏العقلية السياسية التي تريد أن تحول بغداد إلى قندهار، وتريد أن تلبس بغداد عمامة‎”.
وأضاف عضو لجنة التحكيم في المهرجان أن “كل ما حدث هو عرض مسرحي لم يخدش الذائقة ‏العراقية ولم يكن عرضاً هابطاً كما جاء في بيان الوزارة الذي يشبه بيان حزب البعث والذي كتب ‏بطريقة فجة”، مبيناً إن “ما حدث من ردود فعل إزاء هذه القضية مخجلة جداً من بعض الساسة ولا ‏أتوقع أن نبني العراق وبعض سياسييه ممن كانوا حاضرين في الافتتاح خرجوا عندما بدأت الفرقة ‏القومية بتقديم رقصات فلكلورية تمثل موروث العراق‎”.
وأكد شرجي إن “من يتحمل المسؤولية هو الجهل الموجود في الهيكلية الإدارية في وزارة الثقافة وعلى ‏مدرائها أن يعرفوا تماماً إن ما قاموا بهِ من فعل هو ضدهم بالدرجة الأولى فبهذا الفعل يعبرون عن ‏جهلهم وتبعيتهم السياسية والآديولوجية لأحزابهم ويريدون أن يكون المسرح والثقافة تابعة لتلك ‏الأحزاب‎”.
وبيّن شرجي أن “الثقافة لن تتطور في بلد يزعم بأنه ديمقراطي وإن هناك تعددية بوجود مثل هؤلاء ‏الساسة الذين لا يتقبلون الاختلاف الثقافي وهم يريدون تحويل العراق إلى دولة إسلامية ويجب أن ‏يعرفوا إن الثقافة العراقية لا يجب أن تتحجب وإن ما يقدم في بعض المسارح العراقية من مسرح ‏تجاري هو قمة الإبتذال وليس تعري الممثلة ميناكو سيكي‎”.
من جانبها قالت الفنانة المسرحية آلاء حسين في حديث صحافي إن “بعض المفاصل الإدارية داخل ‏الوزارة تحاول أن تأخذ الموضوع بمنحى آخر في محاولة منها لإلباس الثقافة اللباس الديني وتحجيم ‏دور الثقافة والفن‎”.‎‏ وقالت حسين إن “المشهد لم يكن حسياً ولا غريزياً وليس مثيراً للشهوات وتعامل ‏معه الجمهور بمنتهى الاحترام والإجلال”، مبينة إن “الممثلة لم تتعرى بشكل كامل بل لبست ملابس ‏لحمية ورسمت عليه ملامح جسدها وهذا المشهد جزء مهم من عرضها المسرحي فيه عودة للجذور ‏وبداية الإنسان الذي يرفض العنف وترفض تبعية الإنسان، أما من يريد أن يشوه شكل الثقافة لأن داخله ‏مشوه فهذا لا يعنينا‎. 
وأكدت حسين إن “بعض المتملقين في وزارة الثقافة يتحملون مسؤولية الحملة التي تشنها الوزارة ضد ‏إدارة المهرجان ودائرة السينما والمسرح، ممن لم يظهروا يوماً في واجهة العراق الثقافية ويخشون ‏حتى كتابة أسمائهم في بيان الوزارة وعليهم أن يفكروا بعريّ الشعب قبل أن يفكروا بعريّ ممثلة ‏مسرحية‎”.
وكانت وزارة الثقافة قد أصدرت بيان يوم الثلاثاء (30 نيسان 2013)، حول العرض المسرحي الذي ‏قدمته فرقة ألمانية مشاركة في إحدى فعاليات دائرة السينما والمسرح, على خشبة المسرح الوطني، ‏معتبرة العرض قد تجاوز وخرق منظومة القيم الوطنية والأخلاقية والثقافية ومزعجاً لذائقة التلقي العام. ‏معتبرة إن ما حدث هو تقصير من إدارة المهرجان ، وقد أحيل الموظفون المقصرون إلى التحقيق ‏والمحاسبة، في إطار توجه وزارة الثقافة إلى إعادة النظر في البنية الكلية لدائرة السينما والمسرح‎.
يذكر إن القيادي بالمجلس الأعلى الإسلامي صدر الدين القبانجي، طالب أمس الجمعة، محاسبة وزير ‏الثقافة على خلفية استضافة فرقة ألمانية للتمثيل، معتبرا أن تعري إحدى فتيات هذه الفرقة على ‏المسرح الوطني ببغداد، تنكيل بالثقافة الإسلامية. منتقداً صرف الأموال على “الفواحش”، محملا ‏‏”ووزارة الثقافة ومجلس الوزراء مسؤولية مكافحة هذا التعدي على قيمنا الإسلامية‏‎”.
ويذكر أن المسرح الوطني العراقي وسط العاصمة بغداد، شهد عرضاً لفرقة ألمانية للتمثيل، كان من ‏ضمن فعاليات العرض هو خلع الممثلة لملابسها والظهور بملابس شفافة توحي بالعري، ما أثار ردود ‏فعل غاضبة من وزارة الثقافة، الأمر الذي دفع بالوزارة إلى إحالة مجموعة من المسؤولين للتحقيق ‏بتهمة التقصير والسماح بعرض الفرقة هذا المشهد أمام الجمهور‎.‎

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة