26 ديسمبر، 2024 4:15 م

مستهدفة الانتخابات العراقية .. هجمات “الكاتيوشا” تعود من جديد إلى ساحات “بغداد” بعد انتهاء الهدنة !

مستهدفة الانتخابات العراقية .. هجمات “الكاتيوشا” تعود من جديد إلى ساحات “بغداد” بعد انتهاء الهدنة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

عادت المخاوف الشعبية من جديد تدب في “العراق” بعدما سقطت ثلاثة صواريخ من نوع (كاتيوشا)، فجر الأحد؛ بالقرب من “المنطقة الخضراء”، التي تضم “السفارة الأميركية” ومقرات حكومية، في “بغداد”، وهو ما جعل المراقبون للشأن العراقي يربطونه بالانتخابات التشريعية التي رفضت نتائجها الكتل والفصائل موالية لـ”إيران”.

حيث اتهمت القوى المدعومة من “إيران”، السلطات؛ بالتزوير وبالتعاون مع: “الأعداء” على تغيير نتائج الاقتراع، مشيرة في ذلك إلى “الولايات المتحدة”. وقالت فصائل ضمن (الحشد الشعبي) أن النتائج تُهدد السلم الأهلي في “العراق”.

الهجوم الأول منذ أربعة شهور..

ويُعتبر هجوم الأحد؛ الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو أربعة أشهر قرب “المنطقة الخضراء”. ولا يتم الإعلان عادة عن الجهة التي تقف وراء مثل هذه الهجمات، لكن الاتهامات لا تُغادر دائرة الميليشيات التابعة لـ”إيران”.

وقالت مصادر أمنية إن: “ثلاثة صواريخ (كاتيوشا) سقطت على منطقة المنصور في بغداد”، وقع أحدها: “قرب مستشفى الهلال الأحمر”، والآخر: “في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي للمصرف الاقتصادي”، موضحًا أن: “البناية (المصرف) مهجورة”.

أما الثالث فقد: “سقط في بداية مدخل شارع الزيتون؛ داخل محطة دائرة مياه إسالة المنصور”.

وفي الأشهر الأخيرة؛ تكررت الهجمات من هذا النوع؛ التي تستهدف خصوصًا القوات والمصالح الأميركية في “العراق”، ولا تتبناها أي جهة، لكن “واشنطن” تنسبها عادة إلى فصائل عراقية موالية لـ”إيران” تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من “العراق”.

وتُقلق هذه الهجمات، المسؤولين العسكريين في “التحالف الدولي”؛ الذي يُكافح الإرهابيين بقيادة “الولايات المتحدة”، عدو “الجمهورية الإسلامية” في “إيران”. وتنشر “الولايات المتحدة”، 2500 عسكري في “العراق”؛ من: 3500 عنصر من قوات التحالف.

ومنذ بداية العام، استهدف أكثر من خمسين هجومًا، المصالح الأميركية في “العراق”، لا سيّما “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري “بغداد” و”أربيل”، آخرها استهداف “مطار أربيل” بطائرات مُسيرة مسلحة، منتصف أيلول/سبتمبر.

اعتصامات رافضة لنتائج الانتخابات..

هجوم الأحد؛ يأتي بعد أسابيع من انتخابات تشريعية لم تُحسم نتائجها بعد، لكن سجلت فيها كتل تُمثّل أطرافًا موالية لـ”إيران” تراجعًا، وفق النتائج الأولية.

كما ينظم معترضون على النتائج، منذ نحو أسبوعين؛ اعتصامًا على أحد مداخل “المنطقة الخضراء”، مطالبين بإعادة فرز صناديق الاقتراع من جديد، فيما تقوم المفوضية العليا للانتخابات العراقية بإعادة فرز بعض المحطات، حتى الآن، بناءً على طعون قدمت لها، فيما أعلنت نتائج: 03 محافظات، والتي جاءت متطابقة للعد والفرز الإلكتروني.

كذلك أعلنت كتل “الإطار التنسيقي”، السبت، رفضها لآلية إجراءات العد والفرز اليدوي التي تمت لبعض محطات الاقتراع.

وذكر “الإطار التنسيقي”، في بيان: “لاحظنا أن الإجراءات التي وضعتها المفوضية للعد والفرز اليدوي أفرغ العملية من مضمونها من خلال اعتماد المعايير الإلكترونية وليس المعايير البصرية في العد اليدوي؛ خلافًا لقانون الانتخابات”.

وأضاف، أنه: “مع إعلان المفوضية وجود أكثر من: 700 ألف ورقة اقتراع غير مقروءة، فقد أعلنت المفوضية نتيجة المطابقة: 100 بالمئة، مع وجود آلاف الأوراق التي لم تقرأ بواسطة الجهاز، وهو استمرار متعمد لتغييب إرادة الناخبين”.

وتابع البيان: “نؤكد رفضنا لهذه الإجراءات ونتائجها؛ ونُطالب الهيئة القضائية بالنظر بموضوعية في جميع الطعون المقدمة؛ وإيقاف هذا الهدر المتعمد لمئات الآلاف من أصوات الناخبين وإجراء العد والفرز اليدوي الشامل وفق المعايير الموضوعية”.

ويضم “الإطار التنسيقي”؛ ائتلاف (دولة القانون) وتحالف (قوى الدولة) وتحالف (الفتح) وحركة (عطاء) وحزب (الفضيلة)، وهي كتل سياسية شيعية موالية لـ”ايران”.

وفازت (الكتلة الصدرية): بـ 73 مقعدًا؛ من أصل: 329 بالبرلمان، فيما حصلت كتلة (تقدم)؛ بزعامة رئيس البرلمان المنحل “محمد الحلبوسي”، على: 38 مقعدًا. وحلت في المرتبة الثالثة، كتلة (دولة القانون)؛ بزعامة رئيس الوزراء السابق، “نوري المالكي”، بـ 37 مقعدًا.

مخاوف من عودة “خلايا الكاتيوشا”..

ونتيجة لما يدور على الساحة في الغالب يجد “العراق” نفسه نقطة تجاذب بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، إذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يُمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية.

وهو ما جعل الأوساط الشعبية العراقية، تُعبر عن قلقها من عودة المجاميع المسلحة، أو ما تُسمى: بـ”خلايا الكاتيوشا”؛ إلى استهداف المطارات المدنية، ومقرات البعثات الأجنبية، في ظل الإرباك العام الحاصل بشأن نتائج الانتخابات.

إنتهاء هدنة ما قبل الموسم الانتخابي..

المحلل الأمني العراقي، “كمال البياتي”؛ يقول تعليقًا على مستجدات الوضع أن: “عودة الهجمات الصاروخية على المقرات، والمناطق الحساسة، يعطي مؤشرًا بإنتهاء فترة الهدنة، التي أعلنت عنها الميليشيات، قبل انطلاق الموسم الانتخابي، وأن العراق مُقبل على تصعيد وتسخين كبير، بهدف الضغط، على المفوضية، وإيصال رسائل بالصورايخ، بضرورة الاستجابة لمطالب تلك المجموعات، وهو الحصول على مقاعد نيابية”.

موضحًا “البياتي” أن: “الساحة العراقية لا تحتمل مثل هذا التصعيد، في ظل الأجواء المتوترة، حيال نتائج الانتخابات، وانعكاساتها على الوضع الشعبي والاقتصادي”، مشيرًا إلى أن: “المجاميع المقربة من إيران لا تكترث للوضع الداخلي، وأشعلت عدة جبهات لمواجهة خسارتها في الانتخابات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة