9 أبريل، 2024 3:54 م
Search
Close this search box.

مستقبل العلاقات “الإسرائيلية-الخليجية” .. بين التفاؤل والحذر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تسعى “إسرائيل” دومًا إلى ترسيخ وجودها في المنطقة وتطبيع علاقاتها مع دول الجوار، وهي تركز في الآونة الأخيرة على إقامة علاقات شبه طبيعية مع دول الخليج، لكن هناك عقبات تعوق التطبيع بين “تل أبيب” وعواصم الدول العربية، وعلى رأسها “القضية الفلسطينية”.

إسرائيل لم تُعد دولة منبوذة !

تقول الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، “نيريت أوفير”: يبدو أن المؤتمر الاقتصادي الذي إنعقد مؤخرًا في “مملكة البحرين”، وشارك فيه وفد إسرائيلي بشكل علني، لم يكن مُوفقًا إلى حد كبير.

فالمقاطعة الفلسطينية للمؤتمر وعدم حضور مسؤولين خليجيين رفيعي المستوى، قللا من احتمال حدوث إنفراجة كبيرة، تساعد على دفع العلاقات “الإسرائيلية-الخليجية”. ومع ذلك، فإن مجرد إنعقاد المؤتمر لم يكن هو الغاية المنشودة، فهناك شيء ما جيد يحدث منذ عقدين في منطقة الشرق الأوسط، ألا وهو أن  “إسرائيل” لم تُعد دولة منبوذة في نظر العالم العربي.

خطط إسرائيل لغزو الخليج..

ترى “أوفير” أن تحَسُّن صورة “إسرائيل” في الذهنية العربية، قد بدأ في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة، عندما قام رجال أعمال إسرائيليون، ممن يحملون جنسيات أخرى، بزيارة إمارتي، “دبي” و”أبوظبي”، وما صاحب ذلك من قيام خبراء إسرائيليين بعقد دورات أكاديمية في “قطر”، وإنشاء فرع تابع لجامعة “نيويورك”، في “أبوظبي”، على يد البروفيسور، “رون روبين”.

واستمرت المسيرة بزيارة وزير الطاقة الإسرائيلي، “عوزي لانداو”، للخليج، في عام 2010، وتوجُّه وفود رياضية إسرائيلية مختلفة، تحمل جوازات سفر إسرائيلية، للمشاركة العلنية في المسابقات التي استضافتها “دبي”، مع صمود “المفوضية الاقتصادية الإسرائيلية”، رغم قضية اغتيال “المبحوح”، وإنشاء لوبي أعمال إسرائيلي في “المملكة العربية السعودية”.

ورغم بعض التقلبات، فإن العلاقات الرسمية بين “إسرائيل” ودول الخليج قد وصلت الآن إلى ذروة جديدة، عندما أعلن رئيس الموساد، “يوسي كوهين”، عن إنشاء مفوضية دبلوماسية في “سلطنة عُمان”.

وتخطو “إسرائيل” حاليًا، ضمن مسار واضح وصريح، نحو إقامة علاقات قوية مع دول الخليج، لكن السؤال الأهم هو: هل سيتمكن الطرفان من الحفاظ على العلاقات المشتركة، رغم استمرار الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني” ؟.

مشاكل تهدد استقرار دول الخليج..

بحسب “أوفير”؛ فإن الدول الخليجية، على اختلاف ظروفها، لا زالت تواجه توابع ما يُسمى بأحداث “الربيع العربي”..

فها هي “المملكة العربية السعودية”؛ ما زالت غارقة في مشاكلها الداخلية، إضافة إلى استمرار القتال في “اليمن”، كما تواجه لأول مرة في تاريخها، تهديدات أمنية حقيقية، تلقي بظلالها على باقي دول التحالف، لا سيما القطيعة غير المسبوقة بينها وبين كل من “قطر” و”إيران”.

كما تبدو كل من “الشارقة” و”دُبي” في حيرة من أمرهما؛ بعد الأحداث المؤسفة التي ألَمَّت بهما، حيث توفي ولي عهد الشارقة، “خالد القاسمي”، بسبب تعاطي المخدرات في “لندن”، وهربت الأميرة “هيا”، زوجة حاكم “دبي”، في تموز/يوليو من هذا العام؛ وابنته، “لطيفة”، العام الماضي.

أما “سلطنة عُمان” الهادئة، فهي تواجه الآن تداعيات التفجيرات الأخيرة التي استهدفت ناقلتي النفط.

إسرائيل واحة الاستقرار في المنطقة !

توضح “أوفير”؛ أن ثورات “الربيع العربي” لفتت إنتباه حكومات العديد من الدول العربية والإسلامية، إلى أن “إسرائيل” لم تُعد هي “العدو الصهيوني”، بل هي واحة الاستقرار في الشرق الأوسط. وعليه فإن الإعتراف العربي بأن “إسرائيل” شريك في المصير الأمني والاقتصادي، يعد حَدَثًا فارقًا.

ولقد تم الكشف، في الآونة الأخيرة، عن بعض المبادرات المشتركة لـ”إسرائيل” وعدد من دول الخليج، خاصةً مع الإنفراجة السياسية الكبيرة، في أعقاب زيارة عضوي الكنيست، “ميري ريغيف” و”آفي غباي”، لإمارة “أبوظبي”، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ورئيس الموساد، “يوسي كوهين”، إلى “سلطنة عُمان”، وكذلك زيارة عضوة الكنيست السابقة، “تسيبي ليفني”، إلى “البحرين”.

وليست تلك الزيارات سوى مُقدمة للعديد من الزيارات القادمة لمسؤولين إسرائيليين، والتي وصل الإعداد لها مرحلة متقدمة.

العلاقات “الإسرائيلية-الخليجية” قائمة على المصالح الأمنية..

في نظر عدد غير قليل من كبار المسؤولين الخليجيين، يُعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، رجل دولة من الطراز الأول، في حين أن مكانة الفلسطينيين في تدهور مستمر، لا سيما بسبب الانقسام الداخلي، ولأن الكثير من الأموال التي خصصتها الدول الخليجية للشعب الفلسطيني تضيع أدراج الرياح، على الإمتيازت الشخصية لكبار المسؤولين وعلى الإرهاب.

وختامًا ترى “أوفير”؛ أن الوضع الحالي بين “إسرائيل” ودول الخليج  يبدو واعدًا، لكنه غير مضمون، وذلك لأن العلاقات الثنائبة تعتمد في الأساس على المصالح الأمنية.

كما أن عدم بذل جهود إسرائيلية مع الجانب الفلسطيني، في الوقت الراهن، يُشكل عقبة أمام تطور العلاقات “الإسرائيلية-الخليجية”.

ولذا فإن “إسرائيل”، رغم رضاها وتفاؤلها بمستقبل العلاقات مع دول الخليج، لا بد أن تأخذ جانب الحيطة والحذر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب