وكالات – كتابات :
يتصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق؛ “بنيامين نتانياهو”، المنافسات في الانتخابات القادمة، لكنّ احتمالية فشله مجددًا بتشكيل حكومة قد يضع حدًا لمستقبله السياسي.
والانتخابات القادمة؛ في الأوب من تشرين ثان/نوفمبر المقبل، ستكون الخامسة في غضون: 03 سنوات ونصف، فشل خلالها “نتانياهو”: 03 مرات بتشكيل حكومة.
وكما هو الأمر في الانتخابات السابقة، فإن حزب (الليكود) اليميني، الذي يقوده “نتانياهو”، ما زال يتصدر قائمة الأحزاب بـ (الكنيست).
وتكاد تجري الانتخابات المرتقبة حول شخص “نتانياهو”، أكثر من أي أمر آخر.
ويقول “إيمانويل نافون”؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة “تل أبيب”، إن سبب إجراء جولة انتخابات خامسة خلال أقل من 04 أعوام، هو وجود أغلبية لصالح اليمين، وافتقاد هذه الأغلبية لصالح “نتانياهو”، بعد أن تخلت عنه بعض الأحزاب.
وأضاف “نافون”: “لهذا، فإذا ما نظرت إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن هناك أغلبية لصالح اليمين، ولكن نتانياهو لم يُترجم هذا الأمر بشكل جيد، لأنه لم يُعد يحظى بدعم سياسيين يمينيين إسرائيليين”.
وتابع: “لذا توجهت الأحزاب اليمينية الخارجة عن معسكر؛ نتانياهو، قبل عام من الآن إلى أحزاب من الوسط واليسار، رغم الخلافات السياسية فيما بينها”.
وتُسيطر أحزاب اليمين؛ (الدينية والقومية)، على نحو: 60% من مقاعد (الكنيست) الحالي.
وتابع الأكاديمي الإسرائيلي: “لذا فإن الانتخابات القادمة ستكون مرة أخرى عن شخص؛ نتانياهو، نفسه، بشكل أساس، سواء أكانت الأحزاب معه أو ضده”.
وتُظهر استطلاعات الرأي التي نشرتها محطات تلفزة وإذاعات وصحف في الأسبوعين الماضيين؛ أن معسكر “نتانياهو” يحصل على: 59 مقعدًا، مقابل: 55 مقعدًا للمعسكر الرافض له، و06 مقاعد للقائمة المشتركة؛ (تحالف 03 أحزاب عربية)، ترفض دعم أي من المعسكرين.
وإضافة إلى حزبه (الليكود)، يضم معسكر “نتانياهو” أحزاب: (شاس) و(الصهيونية الدينية) و(يهودوت هتوراه).
أما المعسكر المعارض، فيضم أحزاب: (أمل جديد) و(إسرائيل بيتنا) و(يمينا) اليمينية، وأحزاب: (هناك مستقبل) و(أزرق-أبيض) و(العمل) الوسطية، وحزب: (ميرتس) اليساري، و”القائمة العربية الموحدة”؛ برئاسة “منصور عباس”.
ويرفض قادة أحزاب: (أمل جديد) و(إسرائيل بيتنا) و(أزرق-أبيض)؛ الانضمام إلى حكومة برئاسة “نتانياهو”، لأسباب شخصية.
هل يعود للسلطة ؟
ويقول قادة هذه الأحزاب؛ إنهم لن يكونوا في حكومة يرأسها “نتانياهو”، الذي تنظُر “المحكمة المركزية الإسرائيلية” في لائحة اتهام ضده تشمل شبهات ارتكابه جرائم فساد.
ولكي يُشكل حكومة، فإن على “نتانياهو” ضمان تأييد: 61 من أعضاء (الكنيست): الـ 120.
ويُرجّح مراقبون إسرائيليون أن يسعى “نتانياهو” لضم حزب (يمينا)، الذي ترأسه وزيرة الداخلية؛ “إياليت شاكيد”، خلفًا لرئيس الوزراء السابق؛ “نفتالي بينيت”، من أجل ضمان تشكيل حكومة.
وقد يؤدي فشل “نتانياهو” بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات القادمة، إلى وضع حد لمستقبله السياسي؛ بحسب تقرير لشبكة (الأناضول) التركية.
وفي هذا الصدد يقول “نافون”: “قد نصل إلى طريق مسدود مجددًا، ويخفق نتانياهو في تجنيد: 61 نائبًا بـ (الكنيست)، وفي هذه الحالة ممكن أن يتخلى عنه حزبه والأحزاب الدينية المتحالفة معه؛ لأنهم لن يحتملوا الأمر أكثر بعد إجراء: 05 جولات انتخابية في أقل من: 04 أعوام”.
وأضاف: “حاليًا فإن حزب (الليكود) يتقدم دون منافس حقيقي، ولذا فإن الفشل يعني أن نتانياهو شخصيًا هو العقبة الرئيسة أمام تشكيل حكومة يمينية”.
وفي العام الماضي 2021، خسر “نتانياهو”، السلطة بعد أن بات الأطول في الحكم بين رؤساء وزراء “إسرائيل”، بفترة امتدت لأكثر من: 12 عامًا.
ونقلت “هيئة البث الإسرائيلية”؛ عن “نتانياهو”، قوله لمقربين منه، مؤخرًا، إنه إذا ما ترأس الحكومة القادمة فستكون ولايته الأخيرة في رئاسة الوزراء.
ولا يوجد في القانون الإسرائيلي سقفًا زمنيًا محددًا لرئاسة شخص للحكومة، ما دام قادرًا على نيل ثقة (الكنيست).
وتكتلت الأحزاب المعارضة لـ”نتانياهو”؛ العام الماضي، لتشكيل حكومة، ولكنها لم تدُم طويلاً.
وليس من الواضح إذا ما كان تكتلاً مشابهًا سينشأ بعد الانتخابات القادمة، ولكن المعطيات التي تُظهرها استطلاعات الرأي، تجعل مهمة تشكيل حكومة صعبة جدًا، سواء على “نتانياهو” أو على رئيس الوزراء الحالي؛ “يائير لابيد”، الذي يتزعم حزب (هناك مستقبل)؛ الثاني من حيث القوة في (الكنيست).
ويقول “نافون”: “ممكن أن يتشكّل تكتل جديد بعد الانتخابات، ولكن المشكلة هي أن هناك الكثير من الغموض حول فرص بقاء بعض الأحزاب الموجودة الآن بـ (الكنيست)، فبعض الأحزاب الموجودة حاليًا بالائتلاف قد لا تتمكن تخطي نسبة الحسم للتمثيل؛ (العتبة)، بالكنيست، وهي: 3.25% من عدد الناخبين”.
لماذا إنهارت الحكومة ؟
وذكر أن أحد الأسباب الرئيسة لإنهيار الحكومة الأخيرة؛ الذي أدى إلى حل البرلمان، هو عدم إلتزام بعض أعضاء (الكنيست) بقرارات قيادة أحزابهم، وسحب دعمهم لها.
وأضاف: “لذا، فإذا ما تم تشكيل ائتلاف مُشابه بعد الانتخابات القادمة، فإن على كل رئيس حزب أن يكون حذرًا جدًا في تشكيل قائمة حزبه للانتخابات، والتأكد من أن كل المرشحين يدعمونه”.
وتمرد أعضاء (كنيست) من أحزاب: (يمينا وميرتس والقائمة العربية الموحدة)، على بعض قرارات الحكومة، ورفضوا تأييد بعض مشاريع القوانين، وهو ما تسببت في النهاية بحل (الكنيست).
وكان “نتانياهو” قد هاجم الحكومة الأخيرة، لاعتمادها على “القائمة العربية الموحدة”، الجناح الجنوبي لـ (الحركة الإسلامية)، برئاسة “منصور عباس”، وتعهّد بعدم تشكيل حكومة بدعم من الأخير.
لكنّ “نافون”، يُذكّر أن “نتانياهو” نفسه كان قد فاوض؛ “عباس”، العام الماضي عندما كان يُحاول تشكيل حكومة، دون أن يستبعد تكرار ذلك رغم تصريحاته الأخيرة.
وقال “نافون”: “إذا ما احتاج نتانياهو؛ لعباس، من أجل تشكيل ائتلاف، فقد يُحاول ذلك، ولكن السؤال هو على أي أساس ؟”.
وكان “عباس” قد أبدى انفتاحًا على إمكانية دعم حكومة برئاسة “نتانياهو”، في حال تمت تلبية مطالبه المتعلقة بالمواطنين العرب داخل “إسرائيل”.