10 أبريل، 2024 12:50 ص
Search
Close this search box.

“مستشرق إسرائيلي” : سننجح فيما فشلت فيه السعودية وسنُسقط النظام الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (ميدا) العبري مقالاً للمستشرق الإسرائيلي، “مردخاي كيدار”، تحدث فيه عن أطماع إيران التوسعية في الشرق الأوسط, وكيف أنها تغلبت على المملكة السعودية في الصراع الدائر بينهما منذ سنين, مما جعلها تتجرأ الآن لتحقيق مكاسب أخرى، لكن في هذه المرة على حساب إسرائيل.

أول صدام مباشر..

يقول “كيدار”: “قبل قرابة أسبوع شهدت إسرائيل تصعيداً عسكرياً بينها وبين الوجود الإيراني في سوريا، عندما أطلقت القوة الإيرانية بذاتها – وليس «حزب الله» ولا أي ميليشيات شيعية أخرى – طائرة بدون طيار نحو الأجواء الإسرائيلية. وقد قامت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الإسرائيلي بإسقاط تلك الطائرات الإيرانية المسيرة, التي كان بإمكانها التجسس أو شن هجوم على حد سواء. ورداً على إنتهاك إيران للأجواء الإسرائيلية, شن سلاح الطيران الإسرائيلي هجوماً ضد أهداف إيرانية وسورية, وخلال ذلك الهجوم سقطت طائرة إسرائيلية مقاتلة”.

طهران تسعى إلى جر إسرائيل للمستنقع الدموي..

إن الذي يفهم كيف يفكر الإيرانيون يعلم جيداً أنهم يسعون لتصعيد الصراع ضد إسرائيل، من أجل الإضرار بقوة الردع الإسرائيلية وضرب الاقتصاد والسياحة والروح المعنوية العامة والتماسك الداخلي للمجتمع الإسرائيلي. كما أن عضوة الكنيست، “عايدة توما سليمان”، التي تمثل القائمة المشتركة عن “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”, قد انضمت هي الأخرى إلى حملة الدعاية الإيرانية؛ عندما تظاهرت أمام مكتب التجنيد ودعت الشباب إلى رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي بسبب ما وصفته بـ “الإنتهاك الإسرائيلي للسيادة السورية”.

ويحاول الإيرانيون بكل ما أوتوا من قوة جر إسرائيل إلى المستنقع الدموي الذي أنشأوه في العراق واليمن ولبنان؛ عن طريق تسليح وتمويل الجماعات الشيعية في تلك البلدان. حيث تحاول طهران تطويق إسرائيل والأردن والسعودية عبر أذرع الأخطبوط التي أطلقتها شمالاً، (في العراق وسوريا ولبنان)، وجنوباً، (في اليمن). أما باقي دول الخليج مثل قطر، التي أصبحت بالفعل تحت سيطرتها، فلا يوليها الإيرانيون أهمية لأنها سوف تسقط تلقائياً في أيديهم دون قتال.

يُضيف” كيدار” أن المملكة العربية السعودية قد فشلت في مواجهتها مع إيران التي إمتدت لسنوات طويلة، وكان السبب الرئيس لهذا الفشل هو دعم الرئيس، “باراك حسين أوباما”، لطموحات زعماء إيران ومليارات الدولارات التي حولها إليهم. كما أن الاتفاق النووي المتساهل رفع عنهم العقوبات التي هددت استقرار نظامهم الإستبدادي. إن فتور “أوباما” مع المملكة العربية السعودية ودعمه للإيرانيين أدى إلى إنهاك الاقتصاد السعودي، مما اضطر المملكة إلى تخفيض دعمها لأصدقائها في الشرق الأوسط. والآن تحاول إيران المضي قدماً في نجاحاتها على حساب إسرائيل.

التفكير من خارج الصندوق..

إن السؤال الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية الآن هو: “كيف ستتعامل مع التحدي الإيراني المتنامي ؟”.. فليس هناك مفر من التخطيط لإتخاذ إجراءات عملية ضد إيران. وإحدى الطرق لمواجهة إيران هي مواصلة نفس النمط الذي فشلت فيه المملكة العربية السعودية، والمتمثل في محاربة القوى التي تعمل بالوكالة لصالح إيران, ومنها الميليشيات الشيعية التي تمولها وتسلحها طهران. وهذا النمط لو إتبعناه سنظل لسنوات طويلة في مواجهة مع إيران, وكل منا سيتكبد الخسائر. حيث سيطلقون النار علينا ونحن سوف نرد عليهم، وسنشهد جولات من العنف مما سيتلف أعصاب المجتمع الإسرائيلي ويضر باقتصاده. وسوف تتحدث وسائل الإعلام باستمرار عن الوضع ولن يعرف أحد كيف ستُحل المشكلة.

لذلك، وقبل أن نسقط في هذا الفخ الذي تريد إيران أن توقعنا فيه، علينا أن نفكر بطريقة مختلفة, وأن نستفيد من الأخطاء التي وقع فيها السعوديون وملايين السنة الآخرون في الشرق الأوسط, الذين فشلوا في فعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يقضي على المشكلة الإيرانية نهائياً وإلى الأبد, وأن يُخلص العالم من تهديد نظام الملالي, وذلك من خلال تفكيك إيران إلى مكوناتها العرقية.

الأقليات العرقية تهدد مستقبل النظام الإيراني..

إن كل من يدرك طبيعة المجتمع الإيراني يعلم الحقيقة؛ وهي أن إيران بلد يضم العشرات من المكونات العرقية مثل: “الفرس”، الذين يشكلون نسبة تزيد قليلاً عن نصف السكان، والباقي هم “الأذريون والبلوش والأكراد والعرب والتركمان واللور” وآخرون. وينتمي “البلوش والأكراد” وبعض العرب للمذهب السني، وتلك القوميات الثلاث في حالة مستمرة من التمرد ضد الحكومة المركزية. حيث تقوم فصائل المقاومة التابعة لهم بأعمال تخريبية ضد المؤسسات الحكومية، فضلاً عن استهداف ضباط الجيش والشرطة. ويدعي أبناء الأقلية العربية في إيران أن أراضيهم – التي تقع بها حقول النفط والغاز – مُحتلة منذ عام 1925,  ويطالبون بالإستقلال عن إيران.

مظاهر رفض النظام..

يبذل النظام الإيراني قصارى جهده للتكتم على ما يحدث من مظاهر رفض النظام ومقاومته، ولا يسمح للصحافيين الأجانب بالدخول إلى مناطق التمرد حتى لا يكشفوا نقاط ضعف النظام. ومن وقت لآخر، تُنشر تقارير خاصة بذلك الوضع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها في كثير من الأحيان لا تلقى اهتماماً من المجتمع الدولي.

وبالإضافة إلى ذلك، بدأت قطاعات عريضة من الشعب الإيراني تُظهر العداء الشديد للزعامة الدينية الإيرانية، وبدا ذلك واضحاً في المظاهرات العارمة التي إجتاحت الشوارع الإيرانية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، والتي لم تتوقف حتى اليوم. وردد الكثيرون شعار (الموت للديكتاتور)، ووقف العديد من النساء على الملأ بعدما خلعن الحجاب وعلقنه على العصي للتلويح به إزدراء بالأحكام الإسلامية التي تفُرض عليهن بالإكراه.

نقاط ضعف النظام الإيراني..

لقد دفع احتجاج النساء أحد رجال الدين الشيعة للإعلان بأن حجاب المرأة ليس فرضاً، ومثل هذا الإعلان – إضافة إلى تصريحات أخرى تؤيد احتجاجات الغضب ضد الفساد الذي إستشرى في أروقة مؤسسات السلطة – هو دليل واضح تماماً على الخوف الذي يراود رجال الدين من الجماهير الغاضبة.

تلك هي نقطة الضعف الحقيقية؛ التي يجب على كل من يخشى إيران أن يوجه إليها جهوده وسهامه: “إنها الجماعات العرقية التي تكافح من أجل الإستقلال, والشباب الذين يواصلون النضال من أجل الحرية”. ويمكن لإسرائيل بناء قنوات تواصل مع المعارضين للقيادات الدينية في إيران، وتلك هي الخطوة الصائبة تماماً لأن هذا هو بالضبط ما تفعله إيران لزعزعة استقرار الدول الأخرى في الشرق الأوسط.

طهران وتل أبيب في حالة حرب..

أضف إلى ذلك، أن الدعم الذي تقدمه إيران، منذ سنوات، للمنظمات “الإرهابية” الفلسطينية، وعلى رأسها “الجهاد الإسلامي” و”حماس”، وحربهم “الإرهابية” ضد إسرائيل، يبرر أي عمل ضد حكام طهران. وهذا يأتي في إطار الدفاع عن النفس، الذي يقره القانون الدولي ويُجيزه في ظروف الحرب. فعندما تدعم إيران المنظمات الإرهابية داخل إسرائيل وترسل الطائرات إلى أجوائها، عندئذ تضع نفسها في حالة حرب ضد إسرائيل. وهذا الوضع يجعل من حق إسرائيل إتخاذ إجراءات مضادة على جميع المستويات.

تضافر الجهود الدولية..

لكن تلك المهمة ليست مُلقاة على إسرائيل وحدها. فهناك دول أخرى في الشرق الأوسط وخارجه تعاني من أطماع إيران التوسعية وتخشى من المشروع النووي الإيراني، الذي سيشكل تهديداً حقيقياً للأمن العالمي.

فيجب أن تكون الجهود الرامية لزعزعة استقرار إيران دولية ومُعلنة وواضحة ومعلومة أيضاً. كما ينبغي على بلدان العالم الحر أن تدعم، بكل السُبل الممكنة، الأقليات العرقية داخل إيران؛ التي تتوق للحرية وترزح تحت نير الحُكم الفارسي. ولا بد أن يدقق المجتمع الدولي في سلوك النظام الإيراني ويعاقبه على أي إنتهاك لحقوق الإنسان أو حقوق المرأة أو الأقليات. هكذا سيشعر كل مواطن إيراني بأن هناك من يسانده ويدعم مطالبه. وهذا الشعور سيمنحه القوة  للصمود والسعي بمزيد من العزم والإصرار لنيل حريته من ذلك النظام الظلامي الذي يهيمن على إيران.

ذلك إذاً هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة الطويلة للشعب الإيراني تحت قبضة “نظام الملالي”، ولحماية بقية شعوب الشرق الأوسط والعالم من إرهاب أسوأ من عرفتهم البشرية. فيجب على دول العالم أن تُشعل حريقاً هائلاً في الفناء الخلفي لحُكام إيران كي يُلقوا بهم إلى جهنم وبئس المصير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب