29 مارس، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

مستشرق إسرائيلي : الخلافات الإيديولوجية بين “فتح” و”حماس” تجعل المصالحة بينهما شبه مستحيلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

“هناك بون شاسع وخلافات عميقة بين حركتي، فتح وحماس، من حيث المباديء الإيديولوجية والثقافية التي تتبناها كل منهما، لذا فمن شبه المستحيل أن تتحقق المصالحة الوطنية بين هذين الفصيلين المتناحرين”.. هذا ما أكده المستشرق الإسرائيلي، “مردخاي كيدار”، في المقال الذي نشره على موقع (ميدا) العبري، وتطرق فيه إلى أسباب عدم التوافق بين “فتح” و”حماس” والفرقة الدائمة بينهما.

يقول “كيدار”: إن الفقه الإسلامي يميز بين “الطلاق الرجعي”؛ الذي يملك فيه الزوج حق الرجعة، و”الطلاق البائن”؛ الذي لا يحقّ للزوج بعده أن يقوم بإرجاع مطلقته.

كما ميز الفقهاء المسلمين أيضًا بين حالة الغضب العارض بين الزوجين، والذي يمكن تصفيته لتحقيق الصُلح وإعادة الوئام بينهما، وبين الحالة التي تتراكم فيها الرواسب السلبية بين الزوجين؛ بحيث يسحيل الصلح بينهما.

طلاق بائن..

استهل “كيدار” مقاله بهذا المدخل الفقهي؛ ثم أخذ يتحدث عن الرواسب العدائية الشديدة بين حركتي “فتح” و”حماس”، منذ سيطر مسلحو “حماس” على “قطاع غزة”، في حزيران/يونيو 2007، أي قبل أكثر من 11 عامًا.

ويؤكد المستشرق الإسرائيلي على أنه منذ ذلك الحين أصبحت القطيعة نهائية وبات الطلاق بائنًا بين “أبومازن” من ناحية وبين كل من “خالد مشعل” و”إسماعيل هنية” و”يحيى السنوار” من ناحية أخرى، ولذلك فإن جميع جهود المصالحة؛ سواء من جانب الفلسطينيين أو غيرهم، (وخاصة المصريين والأردنيين)، قد باءت بالفشل في السابق، كما ستفشل الآن وفي المستقبل أيضًا.

وحتى لو توصل الطرفان إلى اتفاق للمصالحة بينهما، فلن يكون لذلك أثر فعلي على أرض الواقع.

بين الدين والقومية..

بحسب “كيدار”؛ فإن أسباب عدم وجود إمكانية للمصالحة بين الحركتين كثيرة لدرجة أنها تشمل كل مناحي الحياة. فمن الناحية الإيديولوجية، تُعد حركة “حماس” هي الجناح الفلسطيني لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، وهي الجماعة التي تعارض بشدة جميع الأفكار القومية، التي طرأت على العالم العربي منذ بداية القرن العشرين، حيث ترى الجماعة أن فكرة “القومية” تتعارض تمامًا مع “الإسلام”.

أما القوميين فيرون أن مبدأ “القومية” – وليس “الدين” – هو أهم المباديء. بمعنى أنه إذا كان المرء ينتمي لـ”القومية العربية” فلا ضير أن يكون مسلمًا أو مسيحيًا أو درزيًا أو علويًا أو يتبع أي دين آخر.

لكن على الجانب الآخر؛ نجد أن “جماعة الإخوان المسلمين” ترفع شعار: “الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”.

يضيف “كيدار”؛ أن اعتبارات القوميين هي اعتبارات نسبية، تتأثر بالوضع المتغير فتتغير معه. لكن الاعتبارات الدينية هي اعتبارات ثابتة وراسخة ومطلقة، ونابعة من القول الأبدي السرمدي المنسوب لله سبحانه وتعالى.

ونظرًا لأن “حركة فتح” تُعد فصيلاً وطنيًا؛ فإنها تقوم بتعديل مواقفها بحسب المستجدات. فعندما تأسست، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، كان الهدف الذي تريد تحقيقه هو تدمير دولة “إسرائيل” داخل الحدود التي تم ترسيمها، بعد حرب عام 1948. أما الآن فتقول “حركة فتح” إنها مستعدة للاعتراف بـ”إسرائيل” ضمن تلك الحدود، وأصبح هدفها الحالي هو تحرير المناطق التي تم احتلالها في حرب عام 1967، أي “الضفة الغربية”، حيث لم يعد “قطاع غزة” تحت سيطرة “إسرائيل”.

لكن على الجانب الآخر؛ فإن “حركة حماس” لا ترى أي وسيلة لإضفاء الشرعية على دولة “إسرائيل”.

ويستند موقف “حماس” على ثلاثة مباديء إسلامية.. أولاً: أن اليهودية أصبحت ديانة باطلة – وليس هناك سبب يدعو لإقامة دولة لأصحاب دين باطل. وثانيًا: أن اليهود ليسوا شعبًا بل هم طوائف متعددة تنتمي إلى شتى شعوب العالم، ويجب أن يعيشوا بصفتهم “أهل ذمة” تحت حكم الإسلام. لذلك لا يوجد سبب لإنشاء دولة لأُناس لا يمثلون شعبًا. وثالثًا: أن “فلسطين” هي أرض وقف تخص جميع مُسلمي العالم، ولا يحق  لأي شخص، مهما كان، أن يوافق على تخصيص أي جزء منها كي يمنحه لليهود.

إيجاد إطار مشترك..ي

ؤكد “كيدار” على أنه من الناحية الإيديولوجية، هناك خلاف لا يمكن رأبه بين حركتي “حماس” و”فتح”. وأقصى ما يمكن فعله، للتقارب بينهما، هو إيجاد أجندة مشتركة لبناء إطار واسع يتسم بالمرونة كل يمكن من خلاله لم شمل الطرفين دون الوقوع في مزيد من الصراعات.

ولا يمكن بناء هذا الإطار دون أن تكون لدى قادة الطرفين الرغبة والإرادة للجلوس معًا من أجل الاتفاق حول الأمور المشتركة.

حرب كلامية..

يضيف “كيدار”؛ أنه إذا تأملنا في تاريخ الفصيلين الفلسطينيين، منذ أن نشأت “حركة حماس”، في كانون أول/ديسمبر 1987، سنجد أن عدد المرات التي اتفق فيها الطرفان على إطار مشترك كان قليلاً للغاية، وفي معظم الفترات الماضية – أي على مدى أكثر من ثلاثين عامًا – كان الجانبان منفصلين ومتخاصمين. حتى أن كراهيتهما لإسرائيل ورغبتهما في تدميرها، والتي كان من المفترض أن توحد بين الحركتين، لم تُفلح في التوفيق بينهما.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب