خاص : ترجمة – محمد بناية :
أكد المساعد الأول للرئيس الإيراني، “محسن جهان غيري”، على ضرورة دعم دول المنطقة للجمهورية العراقية في حربها ضد الإرهاب، ومن ثم تجفيف جذور الإرهاب التي تهدد المنطقة بالاضطرابات.
وبحسب بيان مكتب المساعد الأول للرئيس، الذي حصلت صحيفة (إطلاعات) الإيرانية، المحسوبة على التيار الأصولي، على نسخة منه؛ فقد إمتدح “جهان غيري” خلال لقاءه الرئيس العراقي، “فؤاد المعصوم”، الدور العراقي في المنطقة والعالم الإسلامي، وقال: “كل الطوائف والتيارات السياسية والمذاهب الدينية العراقية تسعى للوحدة، وهذا أهم عوامل التقدم العراقي والقضاء على الإرهاب”.
يجب زيادة التبادل الاقتصادي بين العراق وإيران عن 7 مليار دولار..
دعا “جهان غيري” إلى المحافظة على هذه الوحدة في إطار الدستور. وتطرق إلى الدعم الإيراني للعراق حكومةً وشعباً، لاسيما في أوقات الأزمات، وأردف: “في كفاح الشعب العراقي ضد (داعش)؛ أثبتنا أن إيران ليست بمعزل عن العراق، واليوم وبالتوزاي مع أطروحات إعمار العراق فإننا على أتم الإستعداد للوقوف إلى جانب العراق، لأننا نعتبر أمن ورفاهية العراق من أمن ورفاهية إيران”.
وشدد “جهان غيري” على ضرورة رفع مستوى التبادل الاقتصادي بين البلدين إلى أكثر من 7 مليار دولار، وقال: “القضاء على العقبات الإدارية والبنكية قد تؤثر بشكل إيجابي، ولحسن الحظ فالتعاون السياسي بين العراق وإيران في أعلى مستوياته، وهو ما يهيء لتعاون أكثر جدية بين قطاعي الأعمال الخاصة في البلدين.. إننا نريد تعاون وكل دول المنطقة ونحن نعتقد أن الدول الإسلامية بالمنطقة قادرة على حل المشكلات فيما بينها عبر الحوار”. وأثنى المساعد الأول للرئيس على دور وشخص المرحوم، “جلال الطالباني”، في تطوير العلاقات بين طهران وبغداد.
من جهته أكد الرئيس العراقي، “فؤاد المعصوم”، على عمق العلاقات التاريخية والثقافية والدينية بين البلدين، وقال: “العراق لن ينسى الدعم الإيراني في مكافحة الإرهاب و(داعش)، ونحن اليوم في مرحلة الإعمار في أمس الحاجة إلى التعاون.. والعراق يرحب بالاستثمارات الإيرانية في المشاريع الاقتصادية بل ويدعو القطاع الخاص الإيراني إلى دور أقوى”. وأكد على أولوية التعاون مع الدول الصديقة بالنسبة لبغداد، وأضاف: “علاقات البلدين تقوم على أساس المصالح المشتركة؛ ونحن متأكدون أن العراق لن يشارك في أي عمليات ضد دول الجوار.. نحن نريد الإستفادة من الخبرات الإيرانية في حل مشكلاتنا”.
وشدد “المعصوم” على حرص الشعب العراق بشأن الحفاظ على الوحدة الراهنة، واعتبره عاملاً مهماً في تجاوز العراق لمشكلاته.
استعداد إيران للمشاركة في إعمار العراق..
أكد المساعد الأول للرئيس على حاجة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين إيران والعراق إلى بلورة اتفاقيات بناءة، وقال؛ حسبما نقلت صحيفة (إطلاعات): “تحتاج إيران والعراق إلى وثيقة جامعة للتعاون الاقتصادي تكون أساساً في التعاون الاقتصادي بين البلدين”.
وهنأ “جهان غيري”، في جلسة المباحثات المشتركة “الإيرانية – العراقية” بحضور رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، المرجعية الدينية والحكومة العراقية والشعب بالإنتصارات المتتالية ضد (داعش)، وقال: “حقق الشعب العراقي نجاحات كبيرة على صعيد توحيد الأرض، وأحبط بتدبير المسؤولين والشعب مؤامرت العدو”.
ووصف العلاقات بين البلدين بالجيدة والبناءة، وأردف: “بلغت العلاقات بين البلدين في القطاعات المختلفة مستوى مقبول، والعلاقات السياسية بين طهران وبغداد إستراتيجية، والمشتركات الكثيرة بين الشعبين قد توسع نطاق العلاقات الاقتصادية الثنائية.. ونحن الآن في مرحلة إعادة الإعمار بعد نجاح العراق في التغلب على الكثير من المشكلات؛ وقد كانت إيران باستمرار إلى جانب العراق في المشاكل والإنتصارات، ونحن مستعدون للمشاركة الحقيقة في مرحلة الإعمار. لكن ما تزال القضايا البنكية بين البلدين في المرحلة الابتدائية، الأمر الذي يتطلب حل هذه المشكلات بالتدبير والتعاون المناسب. كذا قد تهيئ التجارة الحرة المجال أمام زيادة التبادل الاقتصادي الإيراني – العراقي”.
وتطرق “جهان غيري” إلى مشكلات بعض المقاولين والشركات الإيرانية الخاصة العاملة في العراق، وقال: “لم تؤدي بعض الشركات الإيرانية مديونياتها حتى الآن، ولابد من حل هذا الأمر؛ حتى تستطيع هذه الشركات القيام بدور أكثر فاعلية في عملية إعمار العراق”.
وشدد على ضورة ربط السكك الحديدية في إيران والعراق، وأردف: “وصل السكك الحديدية في البلدين يتطلب مد خطوط سكك حديدية بطول 30 كيلومتر، وهذا قد يربط العراق فيما بعد بآسيا الوسطى والصين، كذلك قد تمتد السكك الحديدية الإيرانية حتى البحر الأبيض المتوسط”.