مساعدو طالباني يقرون بفساد في حزبهم ويبحثون ترميم بقاياه  

مساعدو طالباني يقرون بفساد في حزبهم ويبحثون ترميم بقاياه  

 ضمن محاولات قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بزعامة الرئيس العراقي طالباني لانهاء ازمة الحزب التي تهدد حاضره ومستقبله فقد دعا قياديون فيه الى تنازلات متبادلة ترمم الشروخ التي اصابت قيادة الحزب فيما طالب ناشطوه بتطهير صفوفه من العناصر الفاسدة ومحاسبة المقصرين.
وفي اطار محاولات المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني لاحتواء الازمة الراهنة التي يمر بها الاتحاد فقد اجتمع  المجلس مع النائب الثاني لطالباني ألامين العام للاتحاد برهم احمد صالح حيث تم بحث اهم واخر التطورات التنظيمية والسبل الكفيلة بانهاء الازمة. وخلال الاجتماع اكد صالح في كلمة له تمسكه بوحدة الحزب لافتا الى ان الازمة الراهنة ليست وليدة الساعة وهي لاتقتصر على القيادة وان تجاوزها يتطلب تعاون الجميع. واشار الى انه قدم العديد من التقارير والمذكرات في اجتماعات المكتب تشير الى انتهاج سياسات وبرامج وخطط لا تنسجم مع الاهداف والبرامج التي تبناها الاتحاد الوطني مما ادى بالنتيجة الى حصول اخفاقات متكررة ومن ثم تدني شعبية الاتحاد وانحسار جماهيره.  
واوضح برهم صالح ان الجميع يدرك خطورة المرحلة وجسامة تحدياتها وقال “ان رسالتنا الان هي ضرورة ان تكون ارادة الاصلاح والتجدد والتغيير قوية كاساس لعمل الجميع في المرحلة المقبلة”. وأعرب عن استعداده للحوار والتفاهم مع الاخرين في القيادة لمعالجة الاخطاء والمشاكل وتدشين مرحلة جدية تعتمد سياسات وستراتيجيات فاعلة تتناغم مع مقتضيات ومتطلبات المرحلة الراهنة “لان الحزب يمر بمرحلة خطيرة من تاريخ نضاله تقتضي تشخيص مكامن الخلل والقصور والاتفاق على سبل واليات التغلب عليها كي يكون الاتحاد مرآة لتطلعات الجماهير”. وشدد على انه وان اختلف في رؤيته لمعالجة التحديات التي تواجه الحزب مع بعض من اعضاء القيادة الا انه لم ولن يفكر مطلقا بالانسلاخ عن صفوفه  وانه متمسك بدوره وتأريخه الطويل في الاتحاد مبينا ان الالتزام بالاتفاقات الاخيرة المبرمة بين القيادة ضمان للاسراع في عقد المؤتمر الرابع والخروج من الازمة الراهنة.      
ومن جهته اكد سكرتير المجلس المركزي عادل مراد ضرورة انهاء الخلافات الراهنة بين اعضاء المكتب السياسي والهيئة القيادية “عبر التمسك بالثوابت الاساسية التي رسخها طالباني وتقديم التنازلات المشتركة لتحقيق اكبر قدر من التوافق والانسجام بين القيادة من اجل عدم الافراط بالتضحيات الجسام ودماء الشهداء والتأريخ النضالي الطويل للاتحاد انسجاما مع رؤية ومتطلبات جماهيره وكوادره والتجاوب مع مطاليبها” كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع . وأكد ان وحدة ومتانة الاتحاد الوطني خط احمر لايمكن لاحد تجاوزها والقفز عليها بحسب قوله.
واشار مراد الى انه وكوادر الاتحاد يدركون التحديات والعراقيل والتجاوزات التي يعاني منها الحزب مبينا ان معالجتها يحتاج الى ارادة وتصميم حقيقيين من قبل القيادة في اداء المهام الحزبية وفقا للنظام الداخلي وهي مستعدة لتقديم جميع انواع الدعم والمساندة للجهود الاصلاحية والبناءة لترميم الشرخ الحاصل في قيادة الحزب. واكد ان المجلس المركزي سوف لن يتغاضى عن الخروقات والتجاوزات من قبل بعض المسؤولين والقيادات على اموال ومقدرات الحزب .. موضحا ان المجلس  “سيشكل لجانا لمكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين والمتلاعبين باموال وممتلكات الاتحاد الوطني وسيكون سدا منيعا للدفاع عن مكانة ودور وهيبة الرئيس طالباني في غيابه الذي اكد انه لن يطول”.
وشدد مراد على “رفض أي تكتلات او صراعات او افكار تهدف الى احداث الشقاق او الانشقاق داخل صفوف الاتحاد الوطني” . واكد رفضه لما اسماها “الاملاءات والنصائح المزيفة والتدخلات الخارجية لاية جهة او حزب لاستغلال الازمة الراهنة لفرض املاءات وتصورات غير مبررة على الاتحاد الوطني او مناطق حكمه”. واوضح ان المجلس المركزي اعد برامج وخطط جديدة تحتوي على مختلف الاراء والطروحات والتصورات الراهنة للقيادة والتي يمكن اعتمادها كاساس للبدء بمرحلة جديدة .
وبدورهم طالب اعضاء المجلس المركزي القيادة الحالية الى التصدي لمحاولات زرع الخلافات داخل صفوف الحزب والتوافق على اليات جديدة لعقد المؤتمر الرابع وتنفيذ الاجراءات وطالبوا بتطهير صفوف الحزب من العناصر الفاسدة ومحاسبة المقصرين. واكدوا أستياء الكوادر من استمرار الخلافات العقيمة داخل صفوف القيادة التي عكست صورة سلبية للحزب محذرين من ان ضعف الاتحاد الوطني وتدني شعبيته سيلقي بظلال سلبية على مختلف مدن ومحافظات الاقليم داعين الى انهاء الخلافات التنظيمية والادارية باسرع وقت ممكن تمهيدا لخوض الاستحقاقات المقبلة المتمثلة في انتخابات مجلس النواب ومجالس محافظات الاقليم.
وكان نائبا طالباني في الحزب برهم صالح وكوسرت رسول وجها الاحد الماضي دعوة تخلفت عنها عقيلته هيرو احمد لاجتماع عاجل لقيادة الحزب وانتخابات بلا تزوير رافضين قرارا للقيادة بتولي الثلاثة صلاحيات زعيمهم الغائب عن العراق منذ اواخر عام 2012 في المانيا لتلقي العلاج من جلطة دماغية خطيرة. وأقرا ان الاتحاد يمر بمرحلة حساسة تتطلب التعجيل بعقد مؤتمر شرعي للاتحاد بعيدا عن التزوير.
 وكان المجلس المركزي للاتحاد قد اعلن في اعقاب اجتماع عقده بعد اجتماعه بالمجلس القيادي للحزب الجمعة الماضي عن تأجيل المؤتمر الرابع للحزب الذي كان مقررا له في اليوم نفسه الى موعد اخر “ينسجم مع المعطيات والاوضاع الداخلية للاتحاد الوطني” كما قال .. معبرا عن الامل في ان تشهد صحة طالباني “تحسنا اكبر يمكنه من العودة معافى للمشاركة في المؤتمر العام الرابع وهي رغبة جميع مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني” بحسب قوله. و قرر”البدء من الان ولحين عقد المؤتمر الرابع باجراء تغييرات في مختلف مفاصل ومؤسسات الحزب والعمل بشكل جدي على وضع برامج وخطط جديدة لمعالجة النواقص والخلل وعدم فسح المجال امام الفساد والتقصير والخمول داخل مؤسسات الاتحاد”. 
 ويعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني أحد الأحزاب السياسية الكردية الرئيسة في العراق وقد  تأسس في الاول من حزيران (يونيو) عام 1975 عقب انشقاقه عن  الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني وتقاسم الحكم في اقليم كردستان العراق الشمالي مع الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني لاكثر من 20 عاما . ورفع الحزب لدى تأسيسه شعار حق تقرير المصير والديمقراطية وحقوق الإنسان للشعب الكردي في العراق. وقد فاز الحزب
وفي أول انتخاب لبرلمان إقليم كردستان عام 1992 فاز الاتحاد الوطني بنصف مقاعد البرلمان البالغة 111 مقعدا لكن اصواته تراجعت في الانتخابات الماضية التي جرت في الاقليم في نيسان (أبريل) الماضي حيثمتاثرا بأنشقاق حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى ولم يحصل الاتحاد في هذه الانتخابات الاخيرة الا على 18 مقعدا حيث جاء ثالثا بعد حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحركة التغيير.
واثر ذلك اعلن حزب طالباني عزمه على اجراء تغييرات عاجلة في مفاصله ومؤسساته على ضوء خسارته الاخيرة لانتخابات برلمان اقليم كردستان التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي .. تغييرات “تنسجم مع حجم وموقع وتاريخ الحزب” على حد قوله .. مؤكداً أن هذه الخسارة تؤشر إلى العديد من نقاط الضعف والقصور في العمل التنظيمي.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة