6 أبريل، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

مسؤولون داخل العراق وإيران ينفذون إستراتيجية .. اللعب على أرض “غربية-عربية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الجمهوريتين الإيرانية والعراقية، خلال السنوات الأخيرة، مع التخطيط للإرتقاء بمعدلات التبادل التجاري إلى مبلغ 30 مليار دولار، إنما يمثل فرصة بلا نظير بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وقد بلغت هذه الفرصة من الأهمية؛ مع جعل بعض التيارات تقع فريسة تضليل المنافسين والأعداء الإقليميين وفوق الإقليميين، وزادوا بوعي أو بدون وعي صعوبة الأوضاع بتصريحاتهم العجيبة والغريبة. بحسب صحيفة (الشباب) الإيرانية؛ التابعة للحرس الثوري.

أهمية العراق وتركيا لـ”طهران”..

ومن بين دول الجوار، الأكثر جاذبية بالنسبة للسوق الإيرانية، هي دول “العراق” و”تركيا”، إذ استحالت “تركيا”، في السنوات الأخيرة؛ وفي أصعب أيام العقوبات، قاعدة مهمة للتخفيف من وطأة هذه العقوبات. ولقد تمكنت “تركيا” برفع معدلات التبادل التجاري مع “إيران” مؤخرًا من أداء دور بالغ الأهمية في الحد من تأثير الضغوط الاقتصادية، وحاليًا يلعب “العراق” نفس الدور الذي سبق وأن لعبته الدولة التركية.

في المقابل رأينا انتشار تحليلات مثيرة للعجب، من جانب بعض التيارات، والتي تنم في أحسن الحالات عن مستوى السطحية، فقالوا إن “إيران” تتكلف سنويًا مليارات الدولارات في “العراق”، دون النظر إلى عوائد البلدين.

فـ”العراق” يحقق عوائد نفطية أكبر من “إيران”، بالنظر إلى قدرته على إنتاج أكثر من 5 مليون برميل نفط يوميًا، وكثافة سكانية تناهز 38 مليون نسمة، في حين تنتج “إيران” نصف الصادرات العراقية النفطية، (في الظروف العادية ودون عقوبات)، وكثافة سكانية أكثر من 80 مليون نسمة.

والواقع إذا يتم الاتفاق على المساعدات الاقتصادية، فإن على “بغداد” ضخ مساعداتها المالية إلى “طهران”. ومع ضوء هذه التحليلات، التي تتحدث وكأن أموال وثروات الإيرانيين قد وُضعت قيد تصرف حكام “العراق”، لا يمكن تقدير المساعدات الإيرانية في القطاعات الأمنية والعسكرية بالأعداد والأرقام التي يُروج لها بين أوساط الرأي العام، لكن للأسف هناك حتى من بين المسؤولين أنفسهم من يعمل على تقوية هذه التحليلات المغلوطة.

الإشاعات والتصريحات الداخلية المضادة..

بيژن نامدار زنگنه

فلقد لفتت الأكاذيب وتضخيم مستوى العلاقات “الإيرانية-العراقية” إنتباه المجتمع، وساهمت بعض التيارات الداخلية، وإن إدعت الوطنية في تشويه نظرة الشعب الإيراني إلى هذا البلد المجاور؛ بطرح الإدعاءات الواهية، وذلك في إطار تحركاتها داخل المدارات “الغربية-العربية”، وللحقيقة ينشط نفس هذا التيار داخل “العراق”، وهو بصدد الترويج لفكرة عداء “الجمهورية الإيرانية” للعرب من خلال التشويش على الرأي العام.

ومن سافروا إلى “العراق” يدركون جيدًا شكل الأجواء في المحافظات العراقية الجنوبية، وبخاصة “البصرة”، يلمس كيف تعمل “المملكة العربية السعودية” تحت غطاء النفوذ الاقتصادي؛ دورًا لا يُنكر في تحفيز المشاعر ضد “إيران” وتمكنت من إنشاء قواعد مناوئة لـ”الجمهورية الإيرانية” من خلال إطلاق الكثير من الإشاعات عن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي لـ”العراق”.

وبجولة بسيطة على الفضاء الإلكتروني والإعلامي للبلدين، خلال العامين الماضيين، سوف نكتشف أن فئة تتقدم في تنفيذ مخططاتها لفك الإرتباط بين البلدين وتحفيز شعبي البلدين للضغط على الحكومات.

ورغم الأهمية الإستراتيجية للبلدين، لكن للأسف بعض الشخصيات الحكومية والسياسية الإيرانية تشارك في هذه اللعبة وتلقي تصريحات تعارض والمصالح القومية. أحدها وزير النفط، “بيژن نامدار زنگنه”، الذي أطلق العديد من التصريحات المغلوطة ودشن، خلال الأشهر الأخيرة، حملات عجيبة ضد “العراق”، بدءً من عدم تسوية أموال “الغاز الإيراني” وحتى فردية هذا البلد في الإنتاج النفطي.

وكأن هذه التصريحات تصدر عن شخص محسوب على المعارضة، حيث حظيت هذه التصريحات بتغطية وسائل الإعلام الخاصة بشكل غريب وعجيب، والهدف الرئيس تنفيذ السيناريو “الغربي-العربي”.

من ثم فإن عدم الإدراك المنطقي للوضع القائم داخل الهيكل التنفيذي بالدولة، وعدم العناية بالتبعات الإعلامية الأشد خطرًا من تلكم التصريحات، فإن تكثيف جهود العقليات التي تستهدف الأمني القومي، لن يحقق أي عوائد سوى اللعب على أرض العدو واحتمالات انفجار هذا اللغم حاليًا أكبر مما مضى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب