مسؤولة أميركية: أيام عصيبة بانتظار المالكي  ‏‏ ‏

مسؤولة أميركية: أيام عصيبة بانتظار المالكي  ‏‏ ‏

كشفت مسؤولة الملف العراقي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش أن الحكومة العراقية تنتظرها ‏أياما عصيبة، وأكدت أن العام الحالي لن يكون سهلا عليها، وفي حين وصفت الأزمة بين المركز ‏والإقليم بالمأزق المعقد، أكدت ان الشارع العراقي اصبح اليوم أقوى من البرلمان.‏
وقالت المسؤولة عن الملف العراقي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش، ميغان اوسوليفان، في ‏مقابلة مع مؤسسة العلاقات الخارجية الأمريكية ان “الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء نوري ‏المالكي ستواجه اياما عصيبة في العراق هذا العام”، مضيفة أن “السنة المقبلة لن تكون سهلة على ‏العراق أيضا لأنها لن تقتصر على مواجهة حشد المشاكل المحلية القائمة، بل تقتضي ايضا التعامل مع ‏القوى الإقليمية التي ستكون كافية لتحدي التقدم الحاصل في العراق”.‏
وبينت اوسولفيان أن “المالكي يتعرض لضغط كبير ليس من السنة والأكراد فقط، بل من الشيعة ايضا ‏بقيادة مقتدى الصدر الذي يعارض الكثير من سياساته”.‏
وأوضحت اوسولفيان ان “ما سيزيد من الأيام العصيبة بالنسبة للمالكي هو عدم تحسن الأوضاع ‏المعيشية للعراقيين”، وتبين بالقول “وعلى الرغم من أن العراق غني بثروته النفطية وغيرها من ‏الثروات الضخمة الا ان اغلب العراقيين لم يروا هذه الثروات تترجم على ارض الواقع بشيء يحسن ‏من حياتهم اليومية”، مؤكدة ان “معظم العراقيين يلومون الحكومة على فشلها ويتهمونها بالفساد”.‏
ولفتت اوسوليفان إلى أن “الشارع العراقي الآن بات أقوى من البرلمان وقد يكون مصدرا للضغط ‏السياسي على المالكي”، إلا انها أكدت ان “هذا الأمر يتطلب اندماج الحركة السنية مع حركة الشارع ‏الصدري القوي لتكون نوع من التحدي”.‏
وعدت اوسوليفان أنه “منذ انسحاب القوات الأمريكية في العام الماضي لم يطرأ اي تحسن في العراق ‏على مستوى الخدمات كما أن الوضع السياسي تدهور بشكل تراجيدي وهذا ما جسده العام 2012 من ‏استمرار للازمات السياسية”.‏
ووصفت اوسوليفان العلاقة بين المركز والإقليم بـ”المأزق الذي بدا اكثر تعقيدا من اي فترة سابقة”، ‏مشيرة الى ان “التوترات بين بغداد واربيل كانت على مستوى واطئ في العام 2003 إلا انها كادت ان ‏تؤدي إلى التصادم بين قوات الطرفين حاليا”.‏
وتدهورت العلاقة بين إقليم كردستان العراق والمركز بشكل غير مسبوق في خريف العام 2012 على ‏خلفية تشكل قوات عمليات دجلة ونشرها في المناطق المتنازع عليها وهو ما اعتبره الكرد استفزازا ‏سرعان ما تطور على خلفية حادثة الطوز في منتصف تشرين الثاني 2012 إلى تصعيد عسكري ‏وصل إلى حد الاشتباك ودفع بالطرفين إلى استقدام تعزيزات عسكرية ثقيلة إلى تلك المناطق ووضعها ‏في مواجهة بعضها حتى الآن.‏
كما تشهد محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ الـ21 من كانون الأول 2012 ‏المنصرم، تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف وجاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير ‏المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، ‏والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراحهم، وإلغاء قانوني المساءلة ‏والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة ‏الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.‏
وعلى الرغم من أن الاعتصامات التي تشهدها تلك المحافظات وغيرها من المناطق، جاءت كرد ‏مباشر على عملية اعتقال عناصر حماية وزير المالية القيادي في العراقية رافع العيساوي، في الـ20 ‏من كانون الأول 2012 المنصرم، فإن اهالي تلك المحافظات كانوا وعلى مدى السنوات الماضية قد ‏تظاهروا في العديد من المناسبات ضد سياسة الحكومة الحالية وإجراءاتها بحقهم، وأهمها التهميش ‏والاقصاء والاعتقالات العشوائية والتعذيب في السجون وإجراءات المساءلة والعدالة وهي نفسها ‏المطالب التي يرفعونها اليوم.‏
وبحسب المراقبين فإن ما يجري اليوم في العراق يعد واحدة من “أخطر وأوسع” الأزمات التي مرت ‏به منذ سقوط النظام السابق سنة (2003)، إلى جانب الأزمة المزمنة بين الحكومة الاتحادية وإقليم ‏كردستان، وأبدت الأمم المتحدة اليوم عبر ممثلها في العراق، مارتن كوبلر، قلقها من استمرار الازمة ‏في البلاد ودعت الحكومة على عدم التعامل بقوة من التظاهرات مؤكدة حق المواطنين في التعبير عن ‏مطالبهم وحقوقهم بطريقة سلمية.‏
وفي خطوة ذات دلالة، قرر مجلس الوزراء في جلسته الأولى للعام (2013) الحالي، التي عقدها ‏الثلاثاء (8 كانون الثاني 2013)، تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين ‏الشهرستاني، وعضوية وزراء العدل والدفاع وحقوق الإنسان والبلديات والأشغال العامة والموارد ‏المائية والدولة لشؤون مجلس النواب والأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل وزارة الداخلية، تتولى تسلم ‏الطلبات المشروعة من المتظاهرين مباشرة من خلال وفود تمثلهم وترفع توصياتها إلى مجلس ‏الوزراء.‏
إلا أن الكثير من المراقبين عبروا عن خشيتهم من أن هذه اللجنة لن تسهم بأي حلول للأزمة خصوصا ‏وأن رئيس الحكومة أعلن عقب تشكيل اللجنة أنها لن تتسلم المطالب غير الدستورية ولن تتعامل معها ‏أبدا، موضحا أن مطالب المتظاهرين بإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب تتعارض مع ‏الدستور وتفتح الطريق امام البعثيين والإرهابيين.. في حين يؤكد المتظاهرون أن هذين المطلبين من ‏أهم مطالبهم ولا يمكن التخلي عنها وهو ما سيؤدي بحسب المراقبين إلى زيادة الوضع تفجرا خصوصا ‏وأن العامل الإقليمي بات يساعد بشكل كبير على توفير أجواء ملائمة لذلك.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة