“مركز دراسات طهران” يكشف .. مساعي أميركية لتنفيذ نفس النموذج السوري في اليمن !

“مركز دراسات طهران” يكشف .. مساعي أميركية لتنفيذ نفس النموذج السوري في اليمن !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

نفذ “الكيان الصهيوني” مؤخرًا هجومًا جويًا ضد البُنية التحتية في “صنعاء”؛ التي تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى أكبر تحديات “إسرائيل” الأمنية؛ وتوحي تصريحات قادة هذه الكيان إلى انعدام الحلول الأساسية والجذرية للقضاء على هذا التحدي. بحسّب تحليل أعده مركز (دراسات طهران).

15 شهرًا من الوجع اليمني للكيان الصهيوني..

بلغت المعركة؛ التي ابتدأها “اليمن” بالتوازي مع (طوفان الأقصى)، شهرها الخامس عشر، ولم يوقف طول هذه الفترة الحصار البحري على الصهاينة ولو بشكلٍ مؤقت، كما تستهدف الهجمات اليمنية المباشرة بالصواريخ والمُسيّرات، الأراضي المحتلة؛ وبخاصة “تل أبيب” بشكلٍ مباشر.

لم تعدّل حكومة “صنعاء” عن وعودها بشأن مساندة شعب “غزة” ولم تتراجع عن وجودها رُغم الضغوط والمشاكل الكثير مثل العقوبات، والحصار، وسوء الأوضاع الاقتصادية بخلاف التهديدات الأمنية؛ إذ من الممكن تفعيل الحبهة الداخلية بدعم وتحفيز خارجي، وكذلك العمليات الجوية المتوالية “الأميركية-البريطانية-الإسرائيلية” ضد الأهداف العسكري والبُنية التحتية المدنية.

في حين نجح “الكيان الصهيوني”؛ بدعم وتوجيه أميركي، في تعطيل جميع الجبهات الأخرى الناشطة ولو مؤقتًا بطرق مختلفة.

حيرة إسرائيلية أمام الصمود اليمني..

هذا الصمود دفع القيادات الصهيونية إلى تكرار التصريحات؛ خلال الأيام الماضية، بشأن عدم وجود حلول مؤثرة لوقف هجمات اليمنيين، واقترح “ديفيد بارنيا”؛ الهجوم على “إيران” في إطار محاولات احتواء “اليمن”.

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن خبراء عسكريين وأمنيين، قولهم: “بُعد المسافة وانعدام المعلومات الكافية، عقبات كبيرة في المواجهة مع اليمن”. وجميع هذه التصريحات تعكس يأس “الكيان الصهيوني” البالغ.

وفي السيّاق ذاته، يقول “عيران أورتال”؛ لواء احتياط بالجيش الصهيوني: “لا يمكن هزيمة اليمنيين بالهجمات الجوية، وهذا الأمر يستلزم الدخول البري؛ وهو ما لا تقدر عليه إسرائيل”.

الحقيقة أن العوامل من مثل بُعد المسافة، والفقر المعلوماتي، وعدم وجود بنك أهداف متُاح ومحدَّد، والجهل بهيكل (أنصار الله)، والتعقد الجغرافي للمناطق تحت سيّطرة حكومة “صنعاء”، هي سبب حيرة “الكيان الصهيوني” وأعوانه، ودفعت الصهاينة للاعتراف بعدم جدوى الردع في مواجهة “اليمن”.

الصمود أمام العدوان الأميركي..

القضية الأخرى الجديرة بالاهتمام؛ هي صمود اليمنيين منقطع النظير في مواجهة “الولايات المتحدة”.

وكان “اليمن” قد نجح من قبل في إجبار حاملات الطائرات الأميركية؛ (غرالد فورد وآیزنهاور)، على الخروج من المياه الإقليمية تحت وطأة الهجوم بالصواريخ والمُسيّرات. كما أجبرت حاملة الطائرات الثالثة (هاري ترومن)، والتي كانت قد داخلت مؤخرًا “البحر الأحمر” على الفرار باتجاه الشمال بعد التعرض للعشرات من الصواريخ والمُسيّرات واسقاط مقاتلة (F-18‌) من طراز (هونت).

سلاح الاغتيالات آخر الخيارات الإسرائيلية..

اقتنع المسؤولون الصهاينة؛ بعد العجز عن احتواء “اليمن”، استخدام سياساتهم الدائمة أي: (الاغتيالات)، ضد “اليمن” وأعلنوا ذلك.

وفي هذا الصدّد ربما يقوم الكيان بتنفيذ اغتيالات الرموز كما في الحالات المشابهة، ولن تكون شخصية مثل: “يحيى سريع”، الذي تحول إلى رمز للعمليات العسكرية اليمنية، إلا خيارًا رئيسًا.

كذلك من الممكن أن يكون بعض المستشاريين الإيرانيين المعروفين في الملف اليمني على قائمة الاغتيالات، وأخيرًا قد يكون التخلص من زعيم (أنصار الله) على جدول أعمال “الكيان الصهيوني”.

جدير بالذكر أن تحدي الرئيس لـ”الكيان الصهيوني”؛ فيما يتعلق بمسّار الاغتيالات، هو عدم الإلمام الكامل بهيكل (أنصار الله)، والتدرج القيادي، والشخصيات الرئيسة للحركة بخلاف (حزب الله)، وهو الأمر الذي سيكون سببًا في إعدام تأثير سياسة الاغتيالات؛ (حال تفعيلها)، على أداء (أنصار الله)؛ بل على العكس قد تكون مبررًا للقيام بعمليات يمنية أكثر خطورة.

الحلم الإخواني وتكرار السيناريو السوري..

كانت الفصائل المعارضة لـ (أنصار الله)؛ وبخاصة (الإخوان) تأمل بعد سقوط “بشار الأسد”، في تكرار النموذج السوري في “اليمن”، وفي هذا الصدّد شوهدت بعض التحركات السياسية المدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.

مع هذا تبدو إمكانية نجاح عملية تفعيل الجبهة اليمنية الداخلية منخفضة للغاية بسبب أفضلية الأوضاع تحت سيطرة حكومة (الإنقاذ الوطني)، وقوة المقاتل اليمني، وخلافات الفصائل المسلحة الأخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة