مركز دراسات إيراني يرصد .. الانسحاب الأميركي من المنطقة يعمق التطبيع “العربي-العبري” بغرب آسيا !

مركز دراسات إيراني يرصد .. الانسحاب الأميركي من المنطقة يعمق التطبيع “العربي-العبري” بغرب آسيا !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

دخل القرار الأميركي بشأن خفض مستوى وجودها العسكري في منطقة “غرب آسيا” حيز التنفيذ. والحقيقة أن ما كان قد بدأه، “باراك أوباما”، يمشي فيه، “جو بايدن”، بخطى متسارعة.

والواضح أن “الولايات المتحدة” تعتزم، عن طريق خفض إلتزاماتها العسكرية مع حلفاءها، التركيز على جبهات أخرى؛ وتحديدًا “جمهورية الصين الشعبية”. بحسب “نجمية بوراسمعيلي”، في “مؤسسة الدراسات والأبحاث الدولية” (ابرار معاصر) الإيرانية.

تأثر سعودي بالانسحاب الأميركي..

وقد تسبب القرار الأميركي في دفع “السعودية”، على سبيل المثال؛ للبحث عن خيارات بديلة في مواجهة تهديدات “الجمهورية الإيرانية” وحركة (أنصارالله) اليمنية.

وكان الموقع الإلكتروني للمجلة الإستراتيجية الأميركية، (breakingdefense)، قد كشف بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر الماضي؛ عن اتصالات سعودية مع “الكيان الصهيوني” بغرض شراء منظومة (القبة الحديدية)، وذلك بعد أن قررت “الولايات المتحدة” سحب المنظومات الدفاعية: (تاد) و(باتريوت) من “السعودية”.

وقد أعلنت هذه المصادر؛ سعي “السعودية” الجاد للبحث عن خيارات بديلة، من بينها “الكيان الصهيوني”، بخلاف: “الصين” و”روسيا”.

وقالت المصادر الصهيونية: “طالما تحصل البلدين على تأييد واشنطن، وهذه الصفقة ستكون واقعية. إذ يتفاوض السعوديون على مستوى منخفض مع تل أبيب، منذ سنوات بخصوص الأنظمة الإسرائيلية، لكن حين أتضحت نية الولايات المتحدة سحب منظوماتها للدفاع الجوي من السعودية، احتدمت وتيرة المفاوضات ومن المتوقع ألا تعترض الولايات المتحدة على بيع المنظومات الإسرائيلية إلى حلفاءها في الخليج”.

الطريق إلى التطبيع..

وحتى يتحقق هذا الأمر، كان لابد من استمرار ملف تطبيع العلاقات العربية مع “الكيان الصهيوني”. وإنطلاقًا من حيثية “السعودية” العالمية، بسبب “الكعبة”، أو باعتبارها: “قلب العالم الإسلامي”، وفق ما نصت: (رؤية 2030) السعودية، ودورها في دعم “فلسطين”، لا تستطيع الإنضمام سريعًا إلى ملف التطبيع، وإنما تنضم بعد تطبيع بعض الدول العربية مع “تل أبيب”.

لأن تحطيم التابوهات والمحظورات يجعل تطبيع “السعودية” مع “إسرائيل” أكثر سهولة. سوف ينتهي الأمر بتطبيع “السعودية” مع “إسرائيل”؛ بذريعة رضا دول العالم الإسلامي عن التطبيع.

من جهة أخرى، يبدو أن “السعودية” تسعى إلى إقامة علاقات مع “الكيان الصهيوني” في المجالات العسكرية والأمنية مبدأيًا؛ قبل التسرع في التطبيع إلى المجالات السياسية.

وتطبيع العلاقات في المجالات العسكرية والأمنية، وبخاصة الاستخباراتية؛ مع “الكيان الصهيوني”، لا يقتصر على “السعودية”، وإنما تضع جميع دول الخليج على رأس أولوياتها تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني” في إطار مواجهة التهديدات، وبالتحديد الإيرانية.

على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى الاتفاقية الأمنية بين “الكيان” و”الإمارات”، بعد أيام فقط من اتفاق الجانبين على فتح قنوات دبلوماسية.

كذلك تُجدر الإشارة إلى الأخبار المتعلقة بمساعي ووساطة المسؤولين الإسرائيليين في بيع منتجات التجسس إلى دول الخليج؛ مثل: “البحرين وعُمان والسعودية”، وأمراء “رأس الخيمة” و”أبوظبي”، في “الإمارات العربية المتحدة”.

وإزاء استمرار هذا الوضع؛ يمكن القول إن “الولايات المتحدة”، بانسحابها من المنطقة، نجحت من جهة في خفض تكاليفها، ومن جهة أخرى، في تحويل “الكيان الصهيوني” من عامل لإثارة الاضطرابات إلى شريك، (لو لا نريد القول: شريك موثوق)، بالنسبة للدول العربية، بتغيير مكانة “الكيان الصهيوني” بالمنطقة.

وبالنظر إلى قدرات “الكيان الصهيوني”، وبخاصة في مجالات المقاتلات والحرب الإلكترونية، يمكن القول: إن دول المنطقة التي تعمل على تطبيع العلاقات مع هذا الكيان، إنما ترتبط أمنيًا بـ”الكيان الصهيوني”.

وعليه؛ ما يحدث في المنطقة هو نوعًا من: “الاعتماد الذاتي الإقليمي”؛ بمعنى أن دول المنطقة تحرص على توفير أمنها بالاعتماد على الذات أكثر من الاعتماد على الدول من خارج المنطقة.

ومن المبكر الحديث عن دور ومكانة “الكيان الصهيوني”؛ في شبكة الاعتماد الذاتي الإقليمي، لكن يمكن الجزم أنه وبخلاف النظريات الوظيفية في تحليل وتوضيح ملامح التماهي مع “أوروبا”، بداية بالمجال الاقتصادي وسريان التعاون إلى سائر المجالات، إلا أنه وبالنظر إلى تطبيع علاقات دول المنطقة مع “الكيان الصهيوني”، والأولوية الأمنية في هذه المنطقة، وتعاون الدول العربية الخليجية مع “الكيان الصهيوني”، فقد بدأ التعامل في الحوزة العسكرية والأمنية؛ ومن ثم سوف ينتقل إلى المجالات الأخرى: كالبيئة والاقتصاد، وصولًا إلى المجالات السياسية بالنهاية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة