4 مارس، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

مركز دراسات إيراني يبحث .. مدى استفادة إسرائيل من اغتيال العالم النووي الإيراني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بينما تستعد إدارة “دونالد ترامب” للخروج من “البيت الأبيض”، تفقد إسرائيل وسائر حلفاءها، كـ”المملكة العربية السعودية”، والدول العربية أهم داعم، ومما لا شك فيه فإن الممارسات؛ على شاكلة اغتيال العالم النووي الإيراني، لم تكن تستهدف بشكل أساس تكوينات وعناصر الطاقة النووية الإيرانية.

وتعمد الولايات المتحدة وإسرائيل لإطلاق آخر سهماهما نحو إيران ومحاولة تقييدها بالعقوبات المتتالية.

ويبدو أن “ترامب”، وكذلك إسرائيل، لا يريدان للإدارة الأميركية الجديدة برئاسة، “جو بايدن”، دون مخطط لإنهاك إيران، وعرقلة سياسات “بايدن”. والبعض كذلك يعتقد أن “ترامب” يفكر، قبل تسليم السلطة إلى “بايدن”، في إمكانية توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني. بحسب “مريم خالقي نژاد”، محلل العلاقات الدولية، في مقاله التحليلي المنشور على موقع (مركز السلام الدولي) الإيراني.

خسارة منظومة الطاقة النووية الإيرانية..

علاوة على بعض الأخبار التي تتحدث عن مساعي ومناورات عسكرية استعدادًا للحرب على “إيران”، وأن اغتيال العالم النووي الإيراني قد يمثل عامل مساعد في تقوية هذه الاحتمالات.

وقد جاء اغتيال “محسن فخري زاده”، الذي سبق وأن صنفته مجلة (فورين بولسي) الأميركية كأحد أقوى 500 شخصية في العالم، وتعرض للعقوبات من بعض المحافل الدولية والأميركية، بعد ان وضعه (الموساد) على قائمة الأهداف المطلوبة. والحقيقة فقد تعرضت مجموعة علماء الطاقة النووية إلى خسارة فادحة؛ باغتيال أهم علماءهم.

في المقابل تطالب إيران، أمين عام “الأمم المتحدة”، إدانة عملية الاغتيال بشدة. ورغم إدانة العديد من الدول، مثل “تركيا والاتحاد الأوروبي” الحادث، إلا أنه لا يخفى على أحد الأهداف والتداعيات المخبوءة في عملية الاغتيال. وثمة دوافع محتملة منها تهديد إمكانية تحسن العلاقات الإيرانية مع إدارة “بايدن”، وكذلك تحفيز إيران للقيام بعمل انتقامي.

إسرائيل وأميركا في بؤرة الاتهام..

ومن غير المستبعد، أن تلقي إسرائيل، في الأيام الأخيرة من عمر إدارة “ترامب”، بخطافها لإلحاق المزيد من الأضرار بإيران.

وعلى صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، غرّد “مارك فیتزپاتریک”، عضو المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية الغربية والمتابع للبرنامج النووي الإيراني: “لطالما اعتمد البرنامج النووي الإيراني على شخص واحد”. ويبدو أن حافز الاغتيال سياسي أكثر من كونه متعلقًا بالبرنامج النووي الإيراني.

ورغم تحفظ إسرائيل وأميركا، حتى اللحظة، بخصوص تنفيذ الاغتيال، إلا أنهما حلفاء ولطالما أدلوا بتصريحات تتعلق بالطاقة النووية الإيرانية. وعملية اغتيال “فخري زاده”؛ قد تنطوي على تداعيات كبيرة بالنسبة لإدارة “بايدن” المستقبلية، وقد يخلق سريعًا رد فعل قوي في إيران.

أضف إلى ذلك، أن الهجوم يستهدف تعقيد عملية إحياء “الاتفاق النووي” الإيراني. لذا وبعد اليأس من إمكانية شن حرب عسكرية ضد إيران تتركز جهود “ترامب” و”نتانياهو”، في الوقت الراهن، على عرقلة إحياء “الاتفاق النووي” للإبقاء على حالة التوتر التي تسود منطقة الشرق الأوسط والعلاقات “الإيرانية-الأميركية”.

رد الفعل الإيراني..

وبخلاف الأهداف الرامية إلى التأثير على إدارة “بايدن”، وبخاصة رد الفعل الإيراني، فإن رد الفعل الإيراني على عملية الاغتيال قد يتمخض عن تحديات صغيرة أو كبيرة في المنطقة، كما في الهجوم الإيراني على قاعدة (عين الأسد) الأميركية، قبل نحو أشهر، ردًا على اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”. ومما لا شك فيه أن إيران سوف تنتقم بذكاء.

تخوفات إسرائيلية من إدارة “بايدن”..

والمثير للتأمل هو اختلاف النظرة إلى إسرائيل؛ حتى داخل إدارة “بايدن”، والتحديات الجديدة التي يواجهها “الكيان الصهيوني”. وإن كان الأهم قلق إسرائيل من سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، وإمكانية تهدئة التوتر “الإيراني-الأميركي”.

كذلك، وعطفًا على سياسات “بايدن” العامة والتعددية، مثل القرار المتعلق بالأزمة اليمنية وغيرها، يتضح أن إسرائيل سوف تتعرض إلى ضرر شديد. والقيادات الإسرائيلية على إطلاع بتغير الأوضاع العالمية، وتسعى لتحقيق الاستفادة القصوى أثناء هذه الفترة وتوتير الأجواء في المنطقة.

ثمة تخوف “إسرائيلي-سعودي” من تغير مسار السياسات في الشرق الأوسط، وعواقب هذا التغيير بمجرد استلام “جو بايدن” للعمل.

وإزاء هذه الأحداث الاستراتيجية المحتملة، فيما يتعلق بمقاربات إسرائيل المستقبلية تجاه إيران، هناك عدة خيارات يجب وضعها في الاعتبار :

1 – المزيد من الجهود الرامية للوقيعة بين إيران وأميركا، وعطفًا على إنعدام الثقة الإيرانية في الولايات المتحدة، بخصوص “الاتفاق النووي”، فسوف تسعى إسرائيل إلى الاستفادة من هذه العمليات ومضاعفة عدم الثقة الإيرانية في الولايات المتحدة بما يحفظ مصالح إسرائيل.

2 – الاستفادة القصوى من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة؛ بما يضمن التماهي الأميركي مع السياسات الإسرائيلية تجاه إيران، لاسيما “الاتفاق النووي” ومواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي.

3 – العمل لكسب تضامن الكثير من الدول العربية الإقليمية، مثل “السعودية”، لأن إسرائيل تعلم جيدًا أن إيران سوف تتبنى سياسات شديدة الصعوبة تجاه إسرائيل ردًا على عملية الاغتيال، لذا سوف تنهض “تل أبيب” لكسب المزيد من الدعم.

عمومًا، سوف تزيد عملية الاغتيال من وتيرة التوتر بين إيران وأميركا، خلال الفترة المتبقية من عمر الإدارة الأميركية الحالية.

وهذه العمليات قد تسمم، إلى حد ما، العلاقات مع طهران بشكل يستحيل معه التفاوض لإحياء “الاتفاق النووي”. وعلى كل حال سوف تبذل إسرائيل كل جهودها، (حتى مع الإدارة الأميركية الجديدة)، للإبقاء على التوتر “الإيراني-الأميركي” بغرض إنهاك إيران على مختلف المحاور.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب