مركز بحثي يرصد .. الشرق الأوسط بعد السابع من تشرين أول ودور إيران في مستقبل الشرق الأوسط

مركز بحثي يرصد .. الشرق الأوسط بعد السابع من تشرين أول ودور إيران في مستقبل الشرق الأوسط

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

ما حدث بالأراضي المحتلة؛ بتاريخ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، هو جزء من التطورات التي بدأت قبل أعوام في منطقة الشرق الأوسط، واتضحت فقط بعد عمليات (طوفان الأقصى). والواقع أن الشرق الأوسط كان بيئة لظهور قوى جديدة وبلورة موازنة القوة بين الأطراف الفاعلة، التي تُحاول خلقة قوة مهيمنة على المنطقة. بحسب ما استهل الدكتور “محمد سلطان‌ پور”؛ تحليله المنشور على موقع “المركز الدولي لدراسات السلام” الإيراني.

وفيما يلي سوف نناقش دور الأطراف الفاعلة الأساسية، وأهدافها، ودوافعها، وإجراءاتها المستقبلية:

01 – “الكيان الصهيوني”:

ويُمثل النواة الأساسية للصراعات في الشرق الأوسط، ويقع في مركز التطورات، والأجراءات، والتغييرات في الشرق الأوسط.

وهو باعتباره كيان أصولي صهيوني، يسعى في المرحلة الأولى إلى تشيكل حكومة “عرقية-دينية” في الأراضي المحتلة، ثم الاستيلاء الكامل على المنطقة من “النيل إلى الفرات”. والمسّعى الرئيس للكيان الصهيوني، مكافحة حكومات الإسلام السياسي كخطوة أولى، ثم الحكومات القومية العربية بالمنطقة كخطوة ثانية.

ويحوّل بشكلٍ أساس دون بلورة أي قوة عسكرية؛ وبخاصة نووية في المنطقة. ويعتمد هذا الكيان سياسة رئيسة استخدام بطاقة “الولايات المتحدة” وقوتها العسكرية والاقتصادية لإزالة المنافسين في المنطقة. هذا الأمر أدى إلى بذل جهود نشطة للتأثير على السياسة الخارجية لـ”الولايات المتحدة”، وفي النهاية يمكن اعتبار انتخاب “ترمب” جزءًا من الجهود الواسعة التي تبذلها لوبيهات الكيان الصهيوني في “الولايات المتحدة”.

في ضوء هذه الخلفية، يمكن التنبؤ بأن الكيان الصهيوني سيُحاول بالتعاون مع “الولايات المتحدة”، سواء من خلال الدبلوماسية أو العمل العسكري، تقويض قدرة “إيران” على التحول إلى قوة عسكرية وتهديد الكيان الصهيوني، على الرغم من أن هذا الكيان قد بدأ جهوده منذ سنوات لمنع “إيران” من أن تُصبح قوة اقتصادية.

كما يمكن توقع أن يعمل هذا الكيان على إلحاق الضرر بتفكيك “إيران”؛ من خلال الدخول في صفقات وتعاون مع منافسين إقليميين آخرين لـ”إيران”.

02 – “تركيا”:

وقد بدأت بشكلٍ ملحوظ الاستفادة من سياسة الانتهازية للتحول إلى قوة مهيمنة بالمنطقة. والدافع الرئيس للنظام التركي يقوم على أساس سياسات الهوية والقومية تحت غطاء الإسلام السَّني.

ومع استمرار التوترات يتضح يومًا بعد آخر سعى “أنقرة” لتطوير نفوذها وقوتها في المنطقة بهدف إعادة بناء الماضي المثالي.

وحاولت؛ على مدار السنوات الماضية، استخدام قوة القوى الكبرى لصالح مكاسبها. وفي ضوء السياسة الواقعية للحكومة التركية، تسعى “أنقرة” من خلال سياسة الانتظار والترقب إلى استغلال ضعف القوى الإقليمية في الصراعات الداخلية الإقليمية، وذلك لاستخدام الفجوة الناشئة لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي.

ويمكن توقع أن تتمكن من التفاوض مع جميع القوى الإقليمية، وأن تصل بسهولة عند الضرورة إلى تسويات وشراكات اقتصادية وأمنية.

ومع ذلك؛ من المتوقع أن تسعى “تركيا”؛ حال اندلاع صراع عسكري بين “إيران” والكيان الصهيوني ودول المنطقة، لاستغلال الظروف الناتجة عن إضعاف المنافسين، خاصة “إيران”، وستوسع نطاق تحركاتها إلى حدود “إيران”.

03 – “المملكة العربية السعودية”:

تسعى “الرياض”؛ في عهد “محمد بن سلمان”، إلى مراجعة عقيدتها للنفوذ الإقليمي؛ لا سيّما بعد فشل الجهود العسكرية في “اليمن”. وتتطلع إلى أن تُصبح المحور الاقتصادي الرئيس على الصعيدين الإقليمي، ثم الدولي، من خلال بناء علاقات اقتصادية، وتعزيز الروابط التجارية مع القوى الكبرى.

لذلك يمكن توقع عدم سعى “السعودية”، على عكس المنافسين الآخرين، لامتلاك لهيمنة العسكرية على المدى القصير، بل ستكون أولويتها هي التنمية الاقتصادية، وذلك لتحقيق نفوذ سياسي وعسكري لاحقًا من خلال نتائج هذه التنمية.

ومن المتوقع أن تسعى “السعودية” على المدى المتوسط إلى إقامة علاقات منخفضة التوتر وخالية من المشاكل مع جميع دول المنطقة، بما في ذلك “إيران” وكيان الاحتلال الإسرائيلي، معتمدة على المصالح الاقتصادية.

ومع ذلك، يُتوقع أن تقف “السعودية”؛ في النهاية، إلى جانب “الولايات المتحدة” وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي “تركيا”، في النزاعات الإقليمية، على الرغم من أنها ستسعى إلى منع نشوب صراع بين “إيران” وكيان الاحتلال الإسرائيلي.

04 – “الجمهورية الإيرانية”:

سعت “إيران”؛ بصفتها الفاعل الرابع في التطورات المستقبلية بالشرق الأوسط، من خلال اتباع سياسة إيديولوجية قائمة على وحدة الأمة الإسلامية، إلى توسيع نفوذ فكرها عبر التيارات النقدية والتحررية في الأمم الإسلامية.

وتتركّز جهود “إيران” في سياستها الخارجية الإقليمية على احتواء النظام الصهيوني، وتحرير “القدس”، وتشكيل “دولة فلسطينية”؛ عاصمتها “القدس”.

والنقطة المهمة في تحليل وضع “إيران” في الشرق الأوسط هي مواجهتها لفاعلين لا يتشاركون معها في التوجه الاستراتيجي أو الإيديولوجي، بل يسعون، بالإضافة إلى الخلافات الإيديولوجية، إلى إضعاف نفوذ “إيران” في المنطقة. وهذا الأمر يتعارض مع استراتيجية “إيران” الرامية إلى بناء إجماع بين الفاعلين المسلمين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة