خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تحول تنافس دول الخليج الثرية على توسيّع نطاق نفوذها الناعم في العالم الإسلامي، إلى أحد القضايا الهامة في هذه البلدان. وقد أصبح هذا الموضوع ملحوظًا بعد أفول “الوهابية السعودية” وبروز “الإسلام الإماراتي” في معظم الأحداث الثقافية، في هذه الأثناء لا يُشّكل “مهرجان القاهرة للكتاب” استثناءً من هذه القاعدة. بحسّب ما استهل “محمد رضا بیطرفان”؛ تقريره المنشور على موقع مركز (دراسات الخليج) الإيراني.
ذلك أن “معرض القاهرة الدولي للكتاب”؛ والذي هو أكبر معارض الكتاب في “إفريقيا” والعالم الإسلامي، قد تأسس عام 1969م؛ بالعاصمة المصرية، ويستقبل الملايين سنويًا حيث بلغت الأعداد في العام 2018م؛ نحو أربعة ملايين ونصف زائر، وحل المعرض في العام 2006م؛ في المرتبة الثانية بعد “معرض فرانكفورت للكتاب” من حيث عدد الزوار.
حضور إماراتي طاغي..
وقد أُقيمت في الفترة 23 كانون ثان/يناير حتى 05 شباط/فبراير 2025م، الدورة الـ (56) لـ”معرض القاهرة الدولي للكتاب” تحت شعار: (اقرأ)، وقد كان لـ”منتدى أبوظبي للسلام” برئاسة؛ “عبدالله بن بيه”، كممثل عن “الإمارات العربية المتحدة”، بحضورٍ لافت في هذه المعرض، بدءًا من تنظيم جلسات متنوعة، مرورًا بمناقشة كتاب (تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع) من تأليف “بن بيه”، ووصولًا إلى التغطية الإعلامية الواسعة لهذا المشاركة، بالإضافة إلى زيارة المسؤولين المصريين، مثل وزير الثقافة المصري، لهذا الجناح.
وقد تأسس “منتدى أبوظبي للسلام” برئاسة؛ “عبدالله بن بيه”، في العام 2016م، تحت شعار نشر السلام العالمي والتقريب بين الأديان، بهدف خلق جسور تواصل بين أتباع الديانات المختلفة، ومواجهة تيارات الإسلام السياسي.
“الإمارات” ومشروع الإسلام التوفيقي عبر التطبيع !
وقد سّعى هذا المنتدى؛ عبر المؤتمرات وورش العمل والبيانات، إلى القيام بدور خاص في مشروع الإسلام التوفيقي.
وعليه فقد لفتت مكانة المنتدى، خاصة فيما يتعلق بسياسات “الإمارات” الإقليمية وتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، الكثير من الاهتمام والانتقادات، أحدها مواءمة أهداف المنتدى مع السياسات الإقليمية والدبلوماسية لدولة “الإمارات العربية المتحدة”.
ومن الواضح؛ فقد تحول هذا المنتدى إلى أداة لإضفاء الشرعية على عملية تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”؛ حيث تم إخضاع الأهداف الدينية والثقافية للمصالح السياسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيز المنتدى على تقارب الأديان وتعزيز العلاقات مع “إسرائيل يُعتبر غطاءً لتجاهل حقوق الفلسطينيين.
علاوة على “الإمارات”؛ تُعدّ مشاركة “سلطنة عُمان”؛ كضيف شرف في “معرض القاهرة الدولي للكتاب”، ونشاط الأجنحة السعودية والكويتية، من بين الإجراءات الأخرى التي تقوم بها دول الخليج في هذا الحدث العالمي والإسلامي المهم.
هذه المناقشات تبُرز بشكلٍ أكبر في سياق حرمان بلدنا “إيران”؛ لسنوات عديدة، من المشاركة في هذا المعرض المهم، وعلى الرُغم من الجهود التي يبذُلها النشطاء الثقافيون والدينيون الإيرانيون منذ عدة سنوات للمشاركة في هذا الحدث، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.