6 مارس، 2024 8:35 ص
Search
Close this search box.

مركز بحثي إيراني يرصد .. تطوير الاتفاقيات الإبراهيمية والعلاقات الرسمية بين “باكو” و”تل أبيب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد فترة من الوجود الإسرائيلي المثير للأزمات على الحدود الإيرانية، وإنجازاتها الأولية تتمثل في مواقف وتحركات “آذربيجان” المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، ومن المتوقع وفق “برلمان باكو” تطوير تعاون الحكومة مع “إسرائيل” في مختلف المجالات؛ بالتوازي مع فتح سفارة “أذربيجان” في “تل أبيب”؛ بحسب الدكتور “محمد مهدي مظاهري”، في تحليله المنشور على موقع (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني.

يُذكر أن العلاقات توطدت بين الجانبين؛ منذ العام 1992م؛ فقد كانت “تل أبيب” من أوائل الأطراف التي تعترف بـ”أذربيجان” بعد استقلالها إثر إنهيار “الاتحاد السوفياتي”، وسارعت إلى افتتاح سفارة في “باكو” عام 1993م.

تحطيم تابو التطبيع الكامل..

مع هذا لم تقم “أذربيجان”؛ طوال هذه السنوات، ورغم العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، على افتتاح مكاتب تجارية وسياحية في “تل أبيب”، فضلًا عن سفارة؛ خوفًا من غضب الدول الإسلامية الأخرى.

لكن خلال العامين الماضيين ساهمت التطورات الإقليمية في الحد من تكلفة خطوة قيادة “أذربيجان” نحو افتتاح سفارة في “إسرائيل”، أبرزها “الاتفاقيات الإبراهيمية” والتطبيع الدبلوماسي “الإمارات-البحريني-السوداني”؛ مع “الكيان الصهيوني”، برعاية “دونالد ترامب”؛ الرئيس الأميركي السابق، وتحطيم تابو تطبيع الدول الإسلامية مع “إسرائيل”.

علمًا أن صعود “بنيامين نتانياهو”؛ إلى السلطة مجددًا نتيجة الانتخابات الأخيرة في الأراضي المحتلة، وإحياء اتفاقه غير المكتوب مع “المملكة العربية السعودية”، إنما يُعيد الحياة مرة أخرى إلى “الاتفاق الإبراهيمي”، و”أذربيجان” تعتبر هذه المسألة بمثابة فرصة لإعلان علاقاتها الرسمية مع هذا الكيان.

دور الاضطرابات الداخلية في تشجيع “باكو”..

كذلك فإن استئناف تطبيع العلاقات السياسية وتبادل السفراء بين “إسرائيل” و”تركيا”، من جملة العوامل التي ساهمت في التخلص من العقبات على مسار تطبيع “باكو” مع “تل أبيب” وبدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية.

والاضطرابات الداخلية الإيرانية، وإنشغال القيادة بمواجهة التحديات الداخلية، من جملة الأسباب التي ساعدت “باكو” على اتخاذ هكذا خطوة دون اهتمام أو على الأقل الخوف من ردود الفعل الإيرانية المحتملة.

العلاقات “الأذربيجانية-الإسرائيلية”..

وعليه؛ فلقد ارتبطت “أذربيجان” على مدى العقود الثلاث الأخيرة، بعلاقات مع “إسرائيل” في مختلف المجالات، لكن الأوضاع الراهنة تُساعد قيادات “أذربيجان” بالمكاسب التي ستحصل عليها بافتتاح السفارة وإعلان العلاقات مع “إسرائيل”.

ووفق تقرير (المركز الدولي لدراسات السلام) في “السويد”، فقد بلغت صادرات “إسرائيل” من السلاح إلى “أذربيجان”؛ في الفترة: (2016 – 2020م)، نسبة: 69%، ناهيك عن صفقات المُسيّرات الانتحارية خلال الحرب الأخيرة بين “أذربيجان” و”أرمينيا”.

في المقابل؛ تُلبي “أذربيجان” حاجة “إسرائيل” من “النفط” بنسبة: 40%، فضلًا عن استغلال موقع “أذربيجان” الإستراتيجي في بناء قواعد عسكرية بالقرب من “إيران”.

وتطبيع العلاقات مع “باكو” يُتيّح لـ”الكيان الإسرائيلي” إمكانية تكثيف التواجد في “أذربيجان”، ومضاعفة مبيعات السلاح، أضف إلى ذلك أن التواجد على مقربة من الحدود الإيرانية لطالما كان جزءًا من المخططات الإسرائيلية الإستراتيجية، وقد يكون الورقة الرابحة في التجسس والرصد الدائم وتنفيذ عمليات فورية ضد “إيران”.

من جهة أخرى؛ ميل القيادات الإسرائيلية إلى فرض حالة من العزلة والضغوط الشاملة على “إيران”، سيكون أحد الأسباب التي تُساعد “الكيان الصهيوني” وتحفز قيادات “باكو” للسيطرة على معبر (زنغازور) وقطع طرق التواصل الإيراني مع “أرمينيا” و”أوروبا”.

ماذا على إيران فعله ؟

وعليه يبدو أن على جهاز السياسية والدبلوماسية الخارجية الإيراني اتخاذ قرارات تُناسب هذا الوضع قبيل تفعيل مقترح “برلمان أذربيجان” بشأن افتتاح سفارة في “إسرائيل” وتوسيع نطاق “الاتفاق الإبراهيمي”، واستخدام الإستراتيجيات التي من شأنها الحيلولة دون سقوط “أذربيجان” بالكامل في أحضان “إسرائيل”.

ويجب في البداية الاستفادة من الإستراتيجية الأكثر فاعلية في التعامل مع هذا الوضع، هي الحد من التوتر والعمل على استعادة “أذربيجان” إلى جبهة الدول الإسلامية المخالفة لـ”الكيان الإسرائيلي”، من خلال التوجهات الإيجابية وتعظيم مزايا التعاون الاقتصادي، والتجاري، بل والعسكري الثنائي.

والاستفادة من الشبكات الاجتماعية وتوعية الرأي العام في “أذربيجان” والمنطقة بتبعات قرار البرلمان بشأن التطبيع مع “إسرائيل” من جملة الحلول التي قد تكون مؤثرة ومفيدة في بناء جبهة شاملة ضد “إسرائيل”.

والخطوة الأخيرة تتمثل في قدرة الحكومة و”وزارة الخارجية” من خلال التعاون مع المؤسسات والأجهزة العسكرية والاستخباراتية، على إقناع القيادات في “أذربيجان” بالتراجع عن هذا القرار لأن تكلفة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” ستكون باهظة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب