25 سبتمبر، 2024 3:27 م
Search
Close this search box.

مركز بحثي إيراني يرصد .. تخوف الحكام العرب من انتفاضة عربية وإسلامية بعد “طوفان الأقصى” !

مركز بحثي إيراني يرصد .. تخوف الحكام العرب من انتفاضة عربية وإسلامية بعد “طوفان الأقصى” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

الانتفاضة الشعبية؛ باعتبارها حشد للمواطنين، تحظى باهتمام المشّرعين في الأدب السياسي والاجتماعي؛ باعتبارها أحد أهم تحديات التخطيط السياسي العام، وفي هذا القالب ذاته تُطبق الكثير من نوايا وأهداف السلطة. بحسّب ما يستهل “إسلام ذوالقدر پور”، تحليله المنشور على موقع “المركز الدولي لدراسات السلام” الإيراني.

بين الدول الهشة والمنتظمة..

ويختلف حشد المواطنين في الدول الهشة؛ (المضطربة)، عن الحشد في الحكومات المنظمة؛ (المستمرة).

وتسّتفيد الحكومات الهشة من الحشد كأحد مكونات الشّرعية بالنسبة للحكومة، بينما يوصف الحشد في الحكومات المنظمة كأحد عناصر ديناميات المجتمع المدني والحقوق المدنية.

والحكومات الهشة؛ (الاستبدادية ذات النظام السياسي والإداري غير المشّروع أو ضعيف الشّرعية)، ترعى بشدة في إطار مسّاعيها للحصول على الشرعية لحشد المواطنين؛ حيث تعتبر هذه الرعاية من الركائز الأساسية لسلطتها.

من ناحية أخرى تتخوف هذه الحكومات من الحشد السياسي والاجتماعي؛ والمعروف باسم: “انتفاضة الأمة”، وتعتبره خطرًا كبيرًا يُهدد وجودها.

التخوفات العربية من الانتفاضات الشعبية..

والانتفاضات الشعبية؛ تنطوي على نمط دوري والتاريخ حافل بالكثير من النماذج، التي تحظى بالاهتمام بوصفها مكون للإصلاح أو تغييّر السلطة متكرر في تاريخ العلاقات الدولية.

والنماذج مثل الانتفاضات العربية والإسلامية في العقد الأخير؛ مثل: “الربيع العربي، والربيع الإسلامي، والصحوة الإسلامية” وغيرها واحدة من الأنماط المرعبة للانتفاضة أو الطوفان السياسي والاجتماعي؛ وقد أدت تداعياتها غير المتوقعة للإطاحة بالكثير من الحكومات الهشة والمستبدة.

ويتخوف الحكام العربي الذين تمكنوا من المحافظة على مكانتهم خلال “الربيع العربي” من تكرار هذه الانتفاضات مجددًا.

الرعب من “طوفان الأقصى”..

الآن وبينما يعيش العالم ذروة الأوليغارشية، يمكن دراسة عمليات (محور المقاومة)؛ باسم (طوفان الأقصى) ضد “الكيان الصهيوني”، في إطار خوف حكام العالم الإسلامي والعربي على النحو التالي:

01 – خوف الحكومات العربية الهشة من انتفاضة بعد “طوفان الأقصى”:

هجوم (حماس) المُثير للدهشة على المسّتوطنات الإسرائيلية، وعجز وفشل النظام العسكري والاستخباراتي والأمني الإسرائيلي في توقع هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م، جدير بالبحث باعتباره مثّار تهديد كبير للحكومات العربية والإسلامية الاستبدادية.

والآلية التي تهدد بقاء الأسر الحاكم والقيادات المسّتبدة في العالمين العربي والإسلامي، وإعادة إنتاج تطورات “الربيع العربي” وتداعياته في أذهان هؤلاء الحكام، يُثير المخاوف من إحياء الحركات الشعبية ضد الاستبداد في مرحلة ما بعد (طوفان الأقصى).

في ظل هذه الأوضاع؛ التزام الحكم العرب الصمت، بل وإدانة عمليات (حماس) العسكرية ضد “الكيان الصهيوني”، بدلًا من إعلان دعم (طوفان الأقصى) والتذكير بهدف تحرير “القدس” !..

لكن لماذا لم تدعم الحكومات العربية (حماس) وفصائل المقاومة ؟.. يمكن مشاهدة الإجابة، في تأثير عمليات (طوفان الأقصى) منقطع النظير على الرأي العام في العالم العربي الذي عبر عن سعادته الغامرة من (طوفان الأقصى) وتأهب للنصر النهائي على “الكيان الصهيوني”.

و(طوفان الأقصى) يمكن أن يكون مثل الشرارة في مخزن وقود الأهداف والمشاعر الوطنية والدينية في العالم العربي، والتي نجحت الحكومات الإقليمية الاستبدادية في إخمادها عبر التنكيل باعتراضات المواطنين.

لعل صمت القادة العرب على عمليات الإبادة الجماعية والإبادة العرقية التي تُنفذها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين، لا سيما في “غزة”، يسّتند إلى قناعة المشّرعين العرب بأن القضاء على “غزة” وإبادة النساء والأطفال قد يحد من ضغوط الحركات الاحتجاجية المستقبلية في العالم العربي.

02 – خطورة إحياء القومية العربية:

الروح الثورية والتحررية لفصائل المقاومة والفلسطينيين؛ وبخاصة الغزاوييّن، تُمثل بالنسبة للدول العربية الهشة كالسيف الذي قد يقضي على كل استثمارات الأسر الحاكمة طوال عقود في محاولة السّيطرة على موجات القومية في العالم العربي.

وتضرب القومية العربية المعاصرة بجذورها في أهداف التحرر الفلسطينية، وتُمثل تحديًا كبيرًا للحكومات العربية الهشة.

ويُدرك الحكام العرب بشكلٍ جيد تداعيات (طوفان الأقصى) على إحياء القومية العربية، ويعلمون أن صحوة القومية في العالم العربي تعني النهاية لحكمهم. وتقود ذكرى حركات وموجات القومية العربية الفاشلة؛ لا سيما في الفترة: (1950 – 1970م)، في مواجهة تطور الجيوسياسية الإسرائيلية، ونجاح (حماس) المثير للدهشة في اختراق “إسرائيل”؛ بتاريخ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، الرأي العام العربي باتجاه إحياء القومية العربية عبر تغييّر أنظمة الحكم والقيادات العربي التي تميل للتطبيع، ولذلك يُصّر الحكام في العالم العربي ويستثمرون في عدم انتصار (حماس) على “إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة