10 أبريل، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

مركز بحثي إيراني يرصد .. التطبيع “السوري-السعودي” بين الظافر والخاسر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تم الاتفاق على إعادة فتح “السفارة السعودية”، في مدينة “دمشق”، وعودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية” كأول خطوة للتطبيع بين البلدين.

والسؤال: لماذا تعتزم “السعودية” فتح سفارتها في “سوريا” ؟.. أو إلى أي مدى قد تؤثر تغيرات المنطقة وخطوات السعودية و”الجامعة العربية” ؟.. بحسب “فاطمة خادم الشيرازي”؛ بـ (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

أهداف السعودية من فتح السفارة في سوريا..

تسعى “السعودية” إلى توسيع نطاق قدراتها في المنطقة بتغير اتجاهاتها، من الهجوم إلى التهدئة؛ مع “إيران وسوريا واليمن”، ناهيك عن الاستثمار في “سوريا”؛ والعمل على عودتها إلى “الجامعة العربية”.

ومن عوامل تغير الموقف السعودي إزاء “سوريا”، الصدام الأميركي مع، “بن سلمان”. وقد لوحظ مؤخرًا أن “السعودية” تتطلع، بالتقارب مع “سوريا”؛ للحصول على عدد من الإمتيازات؛ هي :

(أ) تحذير “أميركا” بتوطيد العلاقات مع “روسيا”.

(ب) استعادة دورها في “لبنان” بمساعدة سورية.

(ج) الحيلولة دون رغبة “تركيا” في تقسيم “سوريا”.

(د) الحد من النفوذ الإيراني و”محور المقاومة” في “لبنان”.

وفي هذا الصدد، اتخذت “السعودية” بعض الإجراءات في سبيل جذب “دمشق”؛ تتسق وإنهيار سعر العُملة السورية، من مثل غلق حسابات المعارضة السورية، كنوع من دعم النظام المالي والمصرفي السوري. كذلك الدخول على مسار المفاوضات مع المعارضة السورية للحد من النفوذ التركي وتدعيم حكومة “بشار الأسد”.

ولطالما وقف النظام المصري إلى جانب السوري، ويبدو أن استئناف العلاقات العربية مع “سوريا”؛ يرتبط بشكل كبير بالجهود المصرية والجزائرية. ومن الدول العربية التي استأنفت علاقات مع “سوريا”؛ يمكن الإشارة إلى: “الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعُمان”.

كذلك بدأت “السعودية” في الخطوات التمهيدية للتطبيع، بينما لايزال التردد سمة الموقف الكويتي، و”قطر” تعارض تمامًا.

دور السعودية في عودة “سوريا” إلى الجامعة العربية..

شهد العام 2011م؛ تعليق عضوية “سوريا”، بـ”الجامعة العربية”؛ بسبب موقف “السعودية” و”قطر”. وكانت “الجامعة العربية” تعتقد في الاطاحة بنظام “الأسد”؛ وتشكيل حكومة سُنية في المنقطة.

وعلاوة على ذلك؛ عملت “السعودية” على تسليح ودعم قوات المعارضة السورية. ووصفت “السعودية” و”قطر”، بشكل علني، في “مؤتمر أصدقاء سوريا”، فكرة تسليح المعارضة: بـ”الجيدة”. وسارعت الدولتان إلى إقامة ملاجيء آمنة على الحدود “السورية-التركية” للمعارضة، وهو ما تسبب في إعلان الهجوم التركي على “سوريا”.

وبالنظر إلى قرب إنتهاء الحرب الأهلية السورية؛ تسعى الدول العربية، وبخاصة “السعودية”؛ إلى دعم قرار عودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”.

وتتخوف الدول العربية من بعض الأشياء؛ مثل تنامي أعداد اللاجئين السورين في الدول المختلفة، وتقوية التنظيمات الإرهابية في “سوريا” مجددًا. وكانت “الجامعة العربية” قد اتخذت قرارًا بإلغاء عضوية “سوريا”، بسبب طول فترة الحرب الأهلية. كذلك تسعى “روسيا”، كمعظم الدول العربية؛ إلى تسهيل عودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”.

وقد طلبت الدول العربية إلى “الولايات المتحدة الأميركية”؛ إلغاء العقوبات على “دمشق”، في إطار مساعيها للتواجد مجددًا على الأرض السورية والحد؛ في الوقت نفسه من النفوذ الإيراني والتركي.

وقد عقدت “السعودية” مع “سوريا” اتفاقيات في مختلف المجالات، يبقى فقط الاتفاق على حصة الشركات السعودية قبل استئناف العلاقات.

آفاق التطبيع..

تقارب الدول العربية السُنية، ودعم ملف إعادة الإعمار وكسر العقوبات على “سوريا”، سوف يُفضي إلى ضعف النفوذ الإيراني في المنطقة على المدى الطويل، لأن “إيران” لا تتمتع بالقوة المالية التي تؤهلها لإعمار “سوريا”، كالدول العربية.

و”إسرائيل”؛ هي الدولة الوحيدة التي ستستفيد من تراجع النفوذ الإيراني في “سوريا”، لأن الدول العربية سوف تستمر في مسار التطبيع مع “إسرائيل”.

وبالتوازي مع تطبيع العلاقات “الإيرانية-السعودية”، فالعلاقات “السعودية-السورية” مرهونة نسبيًا بالتطبيع بين “طهران” و”الرياض”. فإذا تقبلت “إيران” فكرة الاستثمارات السعودية في “سوريا”، في إطار التطبيع مع “السعودية”، فستكون “إسرائيل” هذا الخاسر.

ومنذ الانسحاب الأميركي من المنطقة؛ والتركيز على “روسيا” و”الصين”؛ تتعرض “السعودية” لاتهامات أميركية. والاستفادة الإسرائيلية من القوات العسكرية في “سوريا” والهجمات المتفرقة؛ إنما تعكس تخوف “إسرائيل” من تطبيع الدول العربية مع “سوريا”. ويمكن أن تتعرض المنطقة، بعد الانسحاب الأميركي؛ إلى أحد احتمالين :

(أ) استعادة “روسيا” نفوذها؛ وتغيير تصنيف الكتلة الإقليمية، حينها ستكون “إسرائيل” الخاسر في هذه اللعبة السياسية.

(ب) في حال تفوق الدول العربية؛ فقد تقع الخلافات بين المؤيدين للتطبيع مع “إسرائيل” والمعارضين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب