7 أبريل، 2024 8:54 م
Search
Close this search box.

مركز بحثي إيراني يرصد .. التشّدد الديني والأمن الإنساني في الشرق الأوسط (1)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

من بين التطورات الأمنية خلال السنوات الأخيرة؛ يُعتبر التشّدد أكثر تحديات النظام الدولي حدة وتعقيدًا؛ حيث لم تقتصر هذه الظاهرة على منطقة “غرب آسيا” فقط؛ (الشرق الأوسط)، وإنما طالت جميع المجتمعات المتقدمة، وتُشكل مجتمعات العالم الثالث تهديدًا بما تواجه من أزمات سياسية، واجتماعية، وثقافية، واقتصادية. بحسب تقرير “سيد جمال محفوظيان”؛ المنشور على موقع “مركز دراسات العلاقات الدولية” الإيراني.

وهذا التهديد؛ هو ظاهرة عابرة للحدود، بحيث تحولت تحديًا خطيرًا للنظام الدولي. وهذا لا يعني بالطبع تنحية الجوانب العسكرية والأمنية، وإنما هي تحظى بالأهمية رفقة الموضوعات السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية. ونظرية الأمن البشري حاليًا تُركز على الفرد كسلطة أمنية بدلًا من الحكومة.

التشّدد الديني في الشرق الأوسط..

حصد التشّدد القائم على الإيديولوجية الدينية، والسلوك العنيف، أرواح الكثير من البشر بسبب الاختلاف في المعتقد أو العرق أو القومية. ويعتمد أنموذج فكر وسلوك التشّدد الديني أسلوب خلق العنف لأنه يقوم على توحيد العقيدة والسلوكيات والمعايير وأسلوب حياة المجتمع.

وهذا العنف يُهدد حياة وعادات الناس اليومية. ويتوهم الناس الأمن البشري، والهدف والمرجعية الأمنية.

وعليه فكل عامل يُهدد في الأبعاد المختلفة أمن الناس، إنما يعتبر تهديدًا لحياتهم. ويرتبط الأمن البشري بمفهومين نظريين مثل التنمية البشرية، وحقوق الإنسان.

والتشّدد الديني بتجاهل الحقوق الذاتية للإنسان، يُمثل تهديدًا للحياة والكرامة البشرية. وكما سبقت الإشارة يسّتند الأساس فوق النظري للأمن البشري على الحقوق الذاتية للبشر المنصوص عليها في حقوق الإنسان وجودتها على أساس التنمية، في حين تأسس البُنيان فوق النظري للتشّدد الديني على مبدأي الجهاد؛ (باعتباره فريضة واجبة)، والتكفير.

وعليه يتعارض نموذج فكر وأسلوب التشّدد الديني مع منطق الأمن الإنساني.

التشّدد الديني مظهر جديد للإرهاب..

الشرق الأوسط؛ تمتاز بنسيج غني بالتنوع من حيث القوميات، والعرقيات، واللغة، والدين، وقد تسبب نمو وقوة التشّدد الديني في شكل الإرهاب الجديد، في الحاق أضرارًا بالغة بالأمن البشري بالشرق الأوسط.

ولطالما هيأ هذا النسيج متعدد الهوية المقترن ببناء حكومات ديكتاتورية ومهزومة، المناخ والأجواء المناسبة للصراعات العنيفة.

من جهة أخرى؛ كان الشرق الأوسط محل تلاقي مصالح القوى الكبرى الإقليمية والدولية، وهو ما قد زاد من تعقيد الطبقات المختلفة للصراعات في المنطقة. ويندرج تيار التشّدد الديني من منظور الفكر السياسي تحت مظلة الإسلام السياسي. بمعنى أنه يعتبر الإسلام دين السلطة، وأنه السبيل لإخراج المجتمع الإسلامي من الأزمات والمشكلات.

ومن منظور التشّدد الديني، فأي نموذج للحكومة يُغاير نموذج الخلافة، هو غير شرعي وعين الكفر. وعليه فالجزء الأكبر من العالم الإسلامي بما في ذلك الشيعة والسُّنة، كافر وخارج عم دائرة التدين وهو جزء من المجتمع الجاهلي لأنه يرفض قبول السلطة والقوانين الشرعية.

والتشّدد الديني سلفي تكفيري من حيث التقليد الفكري، ويُعتبر جهادي من منظور النهج السياسي. ومفهوم الجهاد هو الأساس في فكر التيار السلفي التكفيري، ولا يعرف استراتيجية سوى الحرب والجهاد لإقامة الدولة الإسلامية.

والإرهاب الجديد كان مختلفًا حتى في اختيار الاسم، وقدم نفسه باسم الدولة الإسلامية في “العراق والشام”؛ (داعش)، استنادًا إلى مبدأ إقامة خلافته الإسلامية. وادعى إرهاب (داعش) السلطة، ولفظ النظام القائم، والقوانين والحدود.

وعليه فقد استفاد من التكنيكيات العملياتية تحت مسّمى: “فقه الدماء” وأسلوب الترويع، والتوحش، واستعراض العنف على مستويات واسعة، في إثارة الفوضى والاضطرابات بـ”العراق وسورية” لإقامة خلافته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب