مركز بحثي إيراني يحدد .. التداعيات الإقليمية والدولية لـ”الاتفاق الإبراهيمي” !

مركز بحثي إيراني يحدد .. التداعيات الإقليمية والدولية لـ”الاتفاق الإبراهيمي” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

وقّعت “الإمارات” و”البحرين”؛ “الاتفاق الإبراهيمي”، مع “الكيان الصهيوني”، أيلول/سبتمبر 2020م؛ بحيث قادت “الإمارات” بتلك الاتفاقية حركة تثبيّت التطبيع في المنطقة، وقد حفزت “المغرب” بعد ذلك على الانضمام للاتفاقية ثم “السودان”، وتسّعى حاليًا إلى تحفيز “السعودية” للانضمام.

واليوم تمر أكثر من ثلاث سنوات على “الاتفاق الإبراهيمي”، الاتفاق الذي أتاح لـ”الكيان الصهيوني” الحصول على الكثير من الأهداف والإنجازات، في حين لم تحصل “الإمارات” إلا على مكاسّب اقتصادية. ومع تكرار عمليات الاحتلال على “غزة”، وكذلك الاقتحامات المتكررة لـ”المسجد الأقصى”، وعدم تلبية مطالب هذا البلد، تدعى “الإمارات” أن التطبيع يصب في صالح الأهداف الفلسطينية؛ بحسّب تقرير “زینب چلداوی”؛ المنشور على موقع “مركز الدراسات السياسية والدولية”؛ التابع لـ”الخارجية الإيرانية”.

01 – اقتصادي..

كان الاقتصاد المنصة الأولى للوصول إلى “الاتفاق الإبراهيمي”، وحتى الآن نمّت العلاقات الاقتصادية والتجارية الصهيونية مع “الإمارات” بوتيرة متسّارعة بعكس الدول الأخرى.

ولم يكن في البداية حجم التبادل التجاري والاقتصادي لـ”الكيان الصهيوني”؛ مع كل دول الخليج يتجاوز مليار دولار، بلغ حجم التجارة السنوي بين “الكيان الصهيوني” و”الإمارات”؛ فقط مليار دولار بنهاية العام 2021م، دون احتسّاب السياحة والاستثمار.

والسرعة الفائقة لتلك التطورات في المجالات الاقتصادية والتجارية كانت سببًا في انضمام بعض الدول العربية إلى صف التطبيع للتحرر من العزلة الدبلوماسية والتخلص من الإصرار الإماراتي.

02 – سياسي..

رغم أن “الاتفاق الإبراهيمي”؛ هو أحدث اتفاقيات التطبيع مع “الكيان الصهيوني”، لكنه كان الأسرع بسبب اختلاف الأهداف.

ذلك أن اتفاقية السلام بين “مصر” و”إسرائيل”؛ وكذلك “الأردن”، هي نتاج حرب طويلة ماتزال آثارها قائمة حتى الآن، في حين أن “الاتفاقيات الإبراهيمية”؛ هي إلى حدٍ كبير اتفاقيات تدور حول المصالح ولها إنجازاتها التي جعلتها الأسرع.

وتنطوي “الاتفاقيات الإبراهيمية” على مكاسّب هائلة بالنسبة لـ”الكيان الصهيوني”، لأنه بعث من جهة على تسّريع وتيرة اتفاقيات التطبيع، وتمخض من جهة أخرى عن فجوة عميقة بين المجتمعات العربية والإسلامية.

والخطر الأكبر للاتفاق هو إنشاء دولة بين الدول العربية بالمنطقة، تحظى بالقبول والتطبيع وتهميش كامل للمباديء الفلسطينية، وبناء أجيال جديدة تحمي وتدعم الاحتلال وتعتبر وجوده في الأراضي الفلسطينية طبيعي تمامًا.

وقبل الإعلان عن التوقيع على “الاتفاق الإبراهيمي”، كانت “الإمارات” قد أعلنت الوصول إلى اتفاق مع “الكيان الصهيوني” بخصوص تعليق ضم مناطق من “الضفة الغربية” المحتلة، وأعلنت “الإمارات والبحرين”؛ في بيانات مختلفة، أن قرار التطبيع من شأنه زيادة فرص: “حل الدولتين”.

03 – أمني..

قررت “الإمارات”؛ بالنظر إلى الصراعات السياسية والأمنية المتعددة خلال الفترة الأخيرة، وارتفاع مؤشرات الخطر، والمتطلبات الأمنية، تطبيع العلاقات للاستفادة من تفوق “الكيان الصهيوني” في المجالات التكنولوجية والأمنية.

ومن جملة أهداف “الإمارات” من التطبيع الحصول على أسلحة بقيمة مليارات الدولارات، والبحث عن بدائل أمنية تعوض الانسحاب الأميركي المحتمل من المنطقة.

وحسّبما ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية، يُمهد اتفاق التطبيع بين “تل أبيب” و”أبوظبي”؛ طريق رفع مستوى التعاون العسكري بين الطرفين في “البحر الأحمر”، وتُعنى شركات التسّليح الإسرائيلية لرفع حجم صادراتها إلى دول الخليج.

04 – الرأي العام..

تمكن “الكيان الصهيوني”؛ من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات المختلفة والتبادل الثقافي والسياحي في إطار “الاتفاق الإبراهيمي”، بالحصول على فضاء أمن في المجتمعات العربية؛ وبخاصة دول الخليج التي كان يصعب التطبيع معها سابقًا.

ورغم ترحيب الكثير من المسؤولين في “الإمارات” بمسّألة التطبيع، لكن استمرار هجمات “الكيان الصهيوني” على الفلسطينيين و”المسجد الأقصى”، دفع بعض هذه الأصوات إلى تغيّير موقفها من اتفاق التطبيع وانتقاد النظام.

وقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي وجهات نظر غير مواتية لـ”الاتفاق الإبراهيمي”.

وبعد مرور أكثر من عامين على اتفاق التطبيع الإماراتي مع كيان الاحتلال، والتوقيع على الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية، يمكن القول إن الاتفاق المعروف باسم: “الإبراهيمي”، هو الأخطر على مدى التاريخ لأنه يهدف بشكلٍ مباشر إلى دمج “الكيان الصهيوني” في المجتمعات العربية والإسلامية، والتغاضي عن المسألة الفلسطينية لقاء بعض المكاسب.

ورغم الطفرة التجارية بين “الكيان الصهيوني” و”الإمارات”؛ في العام 2021م، فقد تراجع مؤشر قبول اتفاقيات التطبيع بين المواطنين نتيجة استمرار هجمات “الكيان الصهيوني” المتكررة على الفلسطينيين، لكن “الإمارات” سوف تسّعى في إثر استمرار مسّار التطبيع وتعظيم إنجازاته، لتأمين مكاسّبها، وهو المسّار الذي يوسّع نفوذ “الكيان الصهيوني” في المنطقة وتهميش القضية الفلسطينية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة