مركز بحثي إيراني يحاول قراءة .. مستقبل الجيش في السودان !

مركز بحثي إيراني يحاول قراءة .. مستقبل الجيش في السودان !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

فشل الحكومة السودانية والتماهي مع الدول العربية والغربية؛ فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، هو أحد العوامل المؤثرة في بروز الوضع الراهن بـ”السودان”.

هذا؛ بخلاف الفرضيات والنظريات بشأن تعاون “السودان” مع “الكيان الإسرائيلي”. أضف إلى ذلك تحرك المسؤولين، في “السودان”، بإتجاه الأرستقراطية، وتطبيق مناهج الملوك العرب على الحياة الشخصية، الأمر الذي ساهم في اتساع الفجوة بين الشعب والحكومة.

وتنشط في ظل هذه الأوضاع مجموعة من التيارات السياسية والحزبية السودانية، وهي تنقسم إلى أحزاب وتيارات سياسية تقليدية وقديمة، مثل “حزب الأمة”؛ برئاسة “الصادق المهدي”، و”حزب الاتحاد الديمقراطي”.

كذلك مازال الحزب الحاكم، أو “حزب المؤتمر الوطني” السوداني، بقيادة “عمر البشير”، موجود على الساحة السياسية. وهناك أحزاب جديدة مثل “تحالف الحرية” و”اتحاد العمل”، تلك الأحزاب التي كان لها دور كبير في المظاهرات السودانية الأخيرة. بحسب “جعفر قناد باش”، في مقاله التحليلي على موقع (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

دور “المجلس العسكري الأعلى” في السودان..

يتكون “المجلس العسكري الأعلى”، الحالي، في “السودان”؛ من الأصدقاء والمرافقين السابقين للرئيس، “عمر البشير”، لكنه يختلف من حيث الماهية والطبيعة مع الرئيس السوداني السابق.

كما أن علاقات “المجلس العسكري الأعلى السوداني” مع “المملكة العربية السعودية”، كما كان الحال مع “عمر البشير”، ويسعى المجلس إلى توطيد العلاقات مع “السعودية” بشكل أكبر.

ويحتل المجلس السلطة حاليًا، لكن الاحتجاجات والمظاهرات في “السودان” وضعت هذا المجلس على شفا السقوط، وبالتالي يتنازل أعضاء المجلس عن جزء من السلطة.

في المقابل؛ موقف المعارضة أفضل. فلقد تمكنت أحزاب المعارضة من تهيئة مجالات سقوط، “عمر البشير”، وأطاحت كذلك بخليفته عن السلطة. وقد تمكنت من تلبية جزء من متطلباتها. ويطالبون تحت وطأة المظاهرات، في “الخرطوم” والمدن السودانية الأخرى، بالمزيد من التواجد في الحكومة.

مستقبل الجيش في السودان..

جذور الجيش في “السودان” موغلة في القدم، ولقد لعبت القوات المسلحة السودانية دورًا مهمًا على الساحة السياسية للدولة في مرحلة ما بعد الاستقلال.

من ثم يتمتع الجيش بدور قوي في المشهد السياسي السوداني. كذلك فالحدود السودانية الممتدة مع عدد من الدول الإفريقية والصراعات مع، “إريتريا” و”إثويبا” و”جنوب السودان”، ساهم في فرض الوجود العسكري على المشهد السياسي للمحافظة على الأمن.

لكن الأوضاع الراهنة في الدولة تسببت في زلزلة مكانة الجيش، لكن يمكن القول قلما يتصور أحد في “السودان” إقصاء الجيش تمامًا عن المشهد السياسي. وعليه، ومع الأخذ في الاعتبار للأوضاع المختلفة، فلا مجال لتأكيد إقصاء الجيش مستقبلاً، ورغم استياء بعض المواطنين من القيادات العسكرية بالدولة مايزال بمقدور بعض القيادات التواجد على الساحة السياسية بقوة.

وبالنظر إلى مكانة “السودان” في “القرن الإفريقي”؛ وهذه المنطقة الإستراتيجية، ونوع نظرة القوى الإقليمية والدولية لـ”السودان”، لابد من القول: إن “الخرطوم” ستكون أحد العناصر المستقبلية المهمة في شمال إفريقيا والعالم العربي، وكذلك ستكون دولية إسلامية.

والحقيقة إن التغيير في “السودان” سوف يترك تأثير كبير على التطورات والأحداث الأمنية في دول الجوار السوداني وإفريقيا.

كذلك تميل القيادات العسكرية السودانية إلى تشكيل حكومة سلطوية، في حين تطالب الجماهير بحكومة غير سلطوية، الأمر الذي تسبب في مواجهات شعبية تطالب بالحد من النفوذ العسكري في الدولة؛ بينما الجيش يتطلع إلى تكثيف دور العسكريين في المشهد السياسي للدولة.

ومن الواضح أن التطورات السودانية، على مدى الأشهر الماضية، قد يمهد لإجراء انتخابات جديدة والتحرك بإتجاه الديمقراطية. والبعض يتصور حاليًا أن “السودان” قد بدأت بالفعل التحرك صوب الديمقراطية نوعًا ما، لكن في المقابل يعتقد آخرون أن العسكريون في “السودان” لن يسمحوا بإقصائهم عن المشهد السياسي واستمرار الديمقراطية الوليدة، (على غرار ما حدث في مصر)، وكذلك سوف تحول الدولارات والنفوذ الأجنبي عن التحرك في المسار الديمقراطي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة