20 أبريل، 2024 9:29 ص
Search
Close this search box.

مركز بحثي إسرائيلي : فوز “روحاني” لطمة شعبية للمرشد الأعلى وثورة إيرانية مكتومة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

لا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها “حسن روحاني”، تشغل اهتمام مراكز الأبحاث والمحللين في إسرائيل. ولقد نشر “مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” هذا الأسبوع دراسة حول مدلول فوز المرشح المعتدل وخسار المرشح المحافظ الذي كان مدعوماً من المؤسسات الدينية والحرس الثوري.

صحوة الإصلاحيين والأقليات العرقية..

تقول دراسة المركز البحثي الإسرائيلي: “يبدو للوهلة الأولى أن فوز المرشح الإصلاحي “روحاني” في الانتخابات الرئاسية لن يغير ملامح الدولة الإيرانية, وأن المرشد الأعلى “علي خامنئي” الذي يسيطر على مراكز القوى في الدولة, سيظل يفرض السياسة الخارجية والأمنية للبلاد. ولكن من خلال نظرة متأنية سيتبين أن تلك الانتخابات اتسمت بأمرين هامين ألا وهما: أولاً, نسبة التصويت المرتفعة عن ذي قبل, وهو ما يعكس احتشاد المعسكرين البرجماتي والإصلاحي لضمان فوز أكثر المرشحين اعتدالاً. وثانياً: فوز روحاني بـ23 محافظة من بين 31 وخاصة في المحافظات الرئيسة التي تنتمي عادة للمعسكر الإصلاحي وأبرزها العاصمة طهران. كما فاز روحاني في محافظات الضواحي التي يتسم سكانها بأنهم يمثلون أقليات عرقية. حيث فاز في تلك المناطق بأكثر من 65% من الأصوات.

وفي المقابل فلم يحقق المرشح المحافظ “إبراهيم رئيسي” فوزاً كبيراً إلا في محافظة خراسان فقط, التي يتخذ من عاصمتها “مشهد” مقراً لإقامته. بالإضافة إلى مدينة “قُم” التي هي التي معقل رجال الدين. أما المحافظات الست الأخرى التي فاز فيها “رئيسي” فلم يتقدم بفارق كبير.

وتطرقت الدراسة أيضاً إلى نتائج الانتخابات المحلية التي جرت بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية, والتي حقق فيها الإصلاحيون فوزاً كاسحاً في جميع المدن الكبرى بما فيها مدينة مشهد. وفي طهران فقد فاز الإصلاحيون – ومن بينهم ست سيدات – بجميع المقاعد وعددها 21.

الشعب الإيراني يثق في “روحاني”..

ترى الدراسة أن الانتخابات الرئاسية في إيران كانت بقدر ما تمثل استفتاء شعبياً في السياسة المستقبلية للجمهورية الإسلامية: فإما الانغلاق أو الانفتاح, وإما النهج المحافظ أو النهج البرجماتي. ويعني الفوز الكاسح للرئيس روحاني أن الشعب الإيراني يُعرب بشكل واضح وصريح عن ثقته في الرئيس الحالي. ورغم إنجازاته المحدودة لا سيما فيما يتعلق بالحريات الخاصة وتحسين الأوضاع الاقتصادية, إلا أنه لا يزال يحظى بالدعم الشعبي الكبير خاصة من جانب كل من الطبقة المتوسطة الحضرية والمثقفة, والشباب والنساء إلى جانب الأقليات العرقية على اختلافها.

القضية الاقتصادية أهم التحديات..

ألمحت الدراسة الإسرائيلية إلى أن أهم قضية شغلت الناخب الإيراني هي القضية الاقتصادية ولا سيما نسب البطالة المرتفعة بين الشباب المتعلم. وكلا المرشحين قد تناولا تلك القضية بإسهاب, لكن في الوقت الذي أطلق فيه “رئيسي” الوعود البراقة بزيادة الدعم الحكومي للمواطنين, وهو ما ثبت فشله في عهد الرئيس السابق “أحمدي نجاد”, فإن “روحاني” تحدث عن برنامج الانفتاح الاقتصادي لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين آداء الجهاز المصرفي للتوافق مع متطلبات المجتمع الدولي, والحد من تدخل “الحرس الثوري” في جميع مجالات الاقتصاد.

وطيلة المعركة الانتخابية كانت تخيم دائماً قضية الاتفاق النووي المنسوب إلى “روحاني”. ففي حين ظل المعسكر المحافظ ينتقد “روحاني” سواء بسبب قلة الثمار الاقتصادية للاتفاق أو بسبب التنازلات الكبيرة التي قدمتها إيران من أجل إبرام الاتفاق, فقد أكد “روحاني” على تحسن المكانة الدولية لإيران وتحسن المؤشرات الاقتصادية ونجاحه في محو التهديدات التي كان يتعرض لها الأمن القومي الإيراني. وفي هذه القضية أيضاً فإن الرسالة الواضحة للشعب الإيراني هي تأييد سياسة “روحاني” تجاه الغرب وتجاه المجتمع الدولي بكامله, في إطار مسيرة التحسن الاقتصادي.

هل خسر “رئيسي” مستقبله السياسي ؟

تؤكد الدراسة البحثية الإسرائيلية على أن هزيمة المرشح المتشدد “إبراهيم رئيسي” لا تقل أهمية عن فوز “حسن روحاني”, لأن ترشح “رئيسي” في الانتخابات الرئاسية كان بمثابة مراهنة سياسية بالنسبة له, بعدما طُرح اسمه في السنة المنصرمة كأحد المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الأعلى, “خامنئي” الذي يعاني من تدهور حالته الصحية خلال السنوات الأخيرة. لكن الدعم العلني الذي حظي به من قبل المؤسسة الدينية وعلى ما يبدو أيضاً من قبل “الحرس الثوري”, لم يساعده على نيل أصوات الجماهير العريضة.

الشعب الإيراني يتخلى عن قيم الثورة..

إن فشل “رئيسي” في الانتخابات الرئاسية لا يقتصر فقط على المستوى الشخصي, وإنما يعكس توجهاً ملحوظاً لدى المجتمع الإيراني, ألا وهو تباعد الشعب الإيراني بشكل مستمر عن قيم الثورة والرغبة في نيل الفرصة للتغيير من الداخل. فمنذ عدة سنوات يزداد نفور قطاعات عريضة من الشعب الإيراني من السياسة التي يمليها المرشد الأعلى وتنفذها المؤسسة الدينية والحرس الثوري. حيث يعترض الشعب على تخصيص الموارد للجهات الخارجية مثل سوريا وحزب الله وفصائل فلسطينية في إطار مبادئ تصدير الثورة, بدلاً من استغلال تلك الموارد لتحسين الأوضاع الاقتصادية للإيرانيين.

“إسرائيل” تراقب التطورات في “إيران”..

وأخيراً ترى الدراسة الإسرائيلية أنه فيما يخص القضايا المتعلقة بإسرائيل مثل مواصلة إيران تطوير الأنظمة الصاروخية واستمرار تقديم المساعدات للنظام السوري وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني, فليس من المتوقع حدوث تغيير مُفاجئ. بالإضافة إلى ذلك لا بد لإسرائيل أن تأخذ في الحسبان أن تداعيات اندلاع مواجهة محتملة بين الولايات المتحدة وإيران حول قضايا مثل الاتفاق النووي, يمكن ان تنعكس على سلوكيات إيران في الشرق الأوسط بما يؤثر على المصالح الأمنية الإسرائيلية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب