9 أبريل، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

مرصد الحريات يؤكد قلقه من اغلاق قنوات فضائية

Facebook
Twitter
LinkedIn

طالب مرصد الحريات الصحفية هيئة الإعلام والإتصالات بتقديم إيضاحات حول مبررات قرارها ‏إلغاء رخص 8 قنوات الفضائية ومنعها من العمل في العراق وتحديد معايير “التحريض” التي تم ‏بموجبها إتخاذ هذا القرار.‏

وقال المرصد انه يجد إن القبول بهذا القرار والتسليم بالمبررات التي طرحها يمثل سابقة تطعن في ‏صميم النظام الديمقراطي الحديث والسياقات الدستورية الواضحة الداعية الى عمل وسائل الإعلام في ‏كل الظروف وبمختلف الأحوال. واضاف “يؤسس مثل هذا القرار لخطوات لاحقة تتمثل بفرض ‏المزيد من القيود على العمل الاعلامي ، وهو الامر الذي تكرر بشكل ملفت خلال السنوات الماضية ‏من عمر النظام السياسي في العراق وبعد ان تحول من الحكم الشمولي الى النظام التعددي الذي تتاح ‏فيه الحريات للجميع.‏
وقالت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، اليوم الأحد، انها قررت تعليق عمل 8 قنوات فضائية ‏لـ”تبنيها خطاباً طائفياً” رافق أحداث الحويجة، وأكدت أن تلك القنوات عملت على “تمزيق” نسيج ‏العراق الاجتماعي من خلال التحريض على العنف والكراهية الدينية والدعوة إلى ممارسة أنشطة ‏‏”إجرامية انتقامية”، مشددة على ضرورة إدراك أن حرية التعبير عن الرأي “ليست حقاً مطلقاً”.‏
وأضافت الهيئة أن “من تلك القنوات على وجه التحديد (بغداد، والشرقية، والشرقية نيوز، والبابلية، ‏وصلاح الدين، والانوار2، والتغيير، والفلوجة)”، مبينة أن تلك القنوات اعتمدت “نهجاً تصعيدياً اقرب ‏إلى التضليل والتهويل والمبالغة منه إلى الموضوعية، يهدد وحدة البلد ويعمل على تمزيق نسيجه ‏الاجتماعي” من دون أن تطرح امثلة وادلة عن حقيقة “التهديد” الذي مثلته تغطيات تلك القنوات على ‏‏”النسيج الاجتماعي العراقي”. ‏
واوضحت الهيئة في بيان نشر على موقعها الالكتروني، إنه “انطلاقا من المسؤولية الأخلاقية والمهنية ‏التي تحتم على وسائل الإعلام إشاعة الأهداف الثقافية والوطنية وضمان كافة الحقوق والحريات بما ‏ينسجم وإشاعة روح التسامح والتعايش والانتماء الوطني، لوحظ مؤخرا من خلال رصد خطاب بعض ‏القنوات الفضائية الذي رافق أحداث الحويجة بتاريخ 23 و2013/4/24 تبنيها خطابا تصعيديا متشنجا ‏تجاوز كل المستويات المهنية التي تشترطها مواثيق ومدونات السلوك المهني وقواعد البث ‏والإرسال”.‏
وتابعت الهيئة أن القنوات المذكورة “دعت إلى ممارسة أنشطة إجرامية انتقامية، كما لم تخل تغطياتها ‏من تهديد للنظام الديمقراطي والسلم الأهلي لاسيما ببثها بيانات وتصريحات عدائية لجهات محظورة ‏دستوريا وقانونيا بحكم ارتباطها الواضح مع التنظيمات الإرهابية، وارتكابها الجرائم بحق الشعب ‏العراقي كـ(جماعة الطريقة النقشبندية)”.‏
واكدت الهيئة أن “تغطيات هذه القنوات التي رافقت إحداث الحويجة تجاوزت حدود مهنية أخرى، ‏كالابتعاد عن الدقة والنزاهة والتوازن التي تضمن منح المتلقي وصفا مهنيا وحياديا للإحداث، فضلا ‏عن تغليب الآراء المنحازة وإطلاق الإحكام والاجتهادات السياسية للقناة في التغطية وغياب التوازن ‏باستعراض وجهات نظر أخرى للموضوع في التغطية”.‏
وتابعت الهيئة أن “من المؤشرات السلبية الأخرى التي سُجلت على أداء تلك القنوات الفضائية هو ‏غياب القرائن أو المصادر التي توثق صحة المعلومات المتعلقة بمجريات الإحداث على الساحة، ‏والاكتفاء في بعض الأحيان ببث أخبار ومعلومات تفتقد للمصادر الداعمة لها، لاسيما وإنها تنطوي في ‏مضمونها على نبرة تهديد لمبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي”.‏
رأى مرصد الحريات الصحفية ان هيئة الاعلام والاتصالات انخرطت مجدداً في وضع التفسيرات ‏الغامضة والفضفاضة لطبيعة التغطية المهنية وتفريقها عن التغطية غير المهنية ومعايير التعامل ‏معها.‏
فالانطباعات العامة وكذلك لائحة السلوك الاعلامي التي اشارت اليها الهيئة، لا تحدد النقطة الفاصلة ‏بين التغطية المحايدة للاحداث وبين التغطية “المنحازة” ، كما انها لاتضع في هذا المضمار تعريفاً ‏دقيقاً وواضحاً للتغطية الاعلامية “المهددة للمجتمع” وفرقها عن “التغطية المنحازة” ونوع القرائن ‏والادلة التي يتطلبها نقل الصورة والخبر، وايضاً المعيار الذي سمح بعدم شمول باقي وسائل الاعلام ‏بالوصف نفسه.‏
ويحذر مرصد الحريات الصحفية في هذا الصدد من ان البيئة الاعلامية والحصار المفروض على ‏الصحفيين في كل مناطق العراق من شأنه ان يحد من المهنية المنشودة في الاداء الاعلامي.‏
ويذكر ان الفرق الاعلامية لم يسمح لها بالعمل الميداني من مناطق الاحداث، ما انتج نقصاً حاداً في ‏المصادر والمعلومات، لذا فأن مرصد الحريات الصحفية يحمل السلطات الحكومية مسؤولية الاخفاقات ‏المهنية التي تتحدث عنها “هيئة الاتصالات والاعلام” لحجبها المعلومات ومنع وسائل الاعلام من ‏الوصول اليها من مناطق الاحداث.‏
وكانت السلطات الامنية منعت في ابريل نيسان 2013 الصحفيون من الاقتراب من بلدة الحويجة التي ‏تجمع فيها محتجون ناقمون على الحكومة حاصرتهم قوات عسكرية وامنية. ‏
وقد تم اقتحام الساحة التي تجمع فيها المحتجون في الحويجة فجر يوم 23- نيسان ابريل من هذا العام ‏وحصلت اشتباكات دامية سقط فيها العشرات بين قتلى وجرحى من دون تغطية اعلامية، ولم يصل الى ‏وسائل الاعلام سوى شهادات متضاربة نقلت بعض وسائل الاعلام وجهاً واحداً لها ونقلت وسائل اعلام ‏اخرى وجهها الاخر، والحال ينطبق على الصور والافلام والارقام التي تسربت من مكان الحادث.‏
وتبادلت الحكومة العراقية وخصومها الاتهامات حول من تسبب باراقة الدماء، فيما ادى غياب ‏الصحفيين الى فقدان رواية محايدة وتوثيق منهجي لما حصل هناك.‏
واضاف مرصد الحريات الصحفية ان عدم السماح لوسائل الاعلام بتغطية الاحداث بدقة ومن داخل ‏اماكن حدوثها، يحاول تكريس صورة من وجهة نظر واحدة، وهي صورة لاتجمع الحقيقة كاملة في كل ‏الاحوال. واعرب عن قلقه من اجراء اغلاق قنوات فضائية ومن اجواء المنع والتقييد التي يتم تطبيقها ‏ضد التغطية الاعلامية المحايدة، ويرى ان الاجراء سوف يزيد المشهد العراقي تعقيداً، ويسمح باعتماد ‏المزيد من وسائل الاعلام داخل العراق وخارجه على معلومات تفتقر الى الدقة والتوثيق. ‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب