خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
توفي “خليفة بن زايد”؛ مساء الجمعة الموافق 13 آيار/مايو 2022م. ولا نريد الحديث هنا عن شخصه أو ماذا فعل، لكننا نعرف أنه اُصيب بالسكته في العام 2014م، ولم يكن يمتلك القدرة على القيام بالعمل، ولذلك تولى أخاه غير الشقيق؛ “محمد بن زايد”، ولاية عهد “أبوظبي” و”الإمارات العربية المتحدة”؛ بحسب التقرير الذي أعده “وحيد أخوت”؛ والمنشور على موقع مركز أبحاث (مرصاد) الإيراني.
وقد تستنتج من كلمة: “الأخ غير الشقيق”، أننا بصدد الخوف في تفاصيل أسرية !.. لكن الحقيقة أن هناك ثلاثة من المناصب الهامة التي أضحت فارغة بوفاة الشيخ “خليفة”، ومصير هذه المناصب الثلاث على جانب كبير من الأهمية. فقد كان “خليفة”؛ رئيس دولة “الإمارات” وأمير إمارة “أبوظبي”، وبموته فرغ هذان المنصبان، وبعد تولية: “محمد” منصب حاكم “الإمارات”، فقد أضحى منصب ولي عهد “أبوظبي” فارغًا، وهو منصب قد يبدو للوهلة الأولى قليل الأهمية، لكنه سيُثير حتمًا الصراعات.
وفيما يخص رئاسة “الإمارات” تُجدر الإشارة إلى أنه لابد في البداية من تنفيذ المراسم المتعلقة بخلافة؛ “محمد بن زايد”، حتى يمكن اعتماد التشكيل الجديد لـ”المجلس الإماراتي الأعلى” واختيار الرئيس الجديد. وحتى أداء المراسم يكون يترأس؛ “محمد بن راشد”، “الإمارات” بشكل مؤقت.
لكن تُجدر الإشارة إلى أن مصير السلطة في “الإمارات” لا يتحدد هنا؛ لأن “أبوظبي” تمتلك السلطة على مستوى الاتحاد دون منازع، و”محمد بن زايد”؛ يُسيطر على “أبوظبي”. والمسألة الأهم هي إلى من ستؤول ولاية عهد “أبوظبي” ؟
الخيارات المطروحة..
ونحن لا نريد أن نطرح أقوى الاحتمالات في البداية، ولكن سوف نبدأ بطرح جميع الاحتمالات ثم نُصنفها بحسب الأولوية. بشكل عام قد تؤول ولاية عهد “أبوظبي” إلى أحد ثلاث خيارات: الأخوة غير الأشقاء: “عبدالله بن زاید، وطحنون بن زاید، ومنصور بن زاید”، أو أخ غير شقيق: “سيف بن زايد”، أو ابن: “خالد بن محمد بن زاید”.
01 – “عبدالله بن زاید”: وزير الخارجية؛ وأحد الوجوه الإماراتية المعروفة على الصعيد الدولي، لاسيما بعد التوقيع على اتفاقية العار مع “الكيان الصهيوني”.
02 – “طحنون بن زاید”: رجل “الإمارات” الخفي؛ حيث يلعب دورًا سريًا في الترتيبات التنفيذية. وعلى الصعيد الاجتماعي يظهر مرتديًا نظارة سوداء، ولم تظهر عيناه منذ سنوات أمام الكاميرات.
وهو يُعرف: بـ”الرجل الأقوى” في “الإمارات”؛ بعد “محمد بن زايد”، حيث يقود إمبراطورية اقتصادية ضخمة ويلعب دورًا أمنيًا كبيرًا.
03 – “منصور بن زاید”: يمتلك ملامح شبابية؛ وهو معروف بين مشجعي فريق “مناشيستر” الرياضي، ودوره في نجاحات هذا الفريق. وهو يلعب دورًا تنفيذيًا هامًا؛ حيث يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، ويُدير عمليًا هيئة الوزراء.
وهو صهر “محمد بن راشد”؛ حاكم “دبي”، ولذلك قد يكون بطريقة ما خيار “آل مكتوم”.
04 – “سيف بن زايد”: وزير داخلية “الإمارات”؛ وله دور تنفيذي بالغ الأهمية في “الإمارات”، وهو أحد أهم حلفاء أبناء “فاطمة”.
05 – “خالد بن محمد بن زايد”: يسعى “خالد”؛ منذ فترة للظهور على الرأي العام، وأثبت بآثار الشيب على وجهه أنه بلغ بالقدر الكافي للوصول إلى هذه المكانة. لا يمتلك في سيرته الذاتية أي إنجازات هامة، لكن قوة ابن السيد قد تطغى على كل ذلك.
الموازنة بين الخيارات..
– رغم أن “سيف” قد يكون الخيار الأكثر استشرافًا للمستقبل، فإن اختياره سوف يعكس ذكاء وبُعد نظر قيادات “أبوظبي”، لأنه سوف يعكس حجم التناغم والانسجام داخل أسرة “آل نهيان”، ويثبت لـ”الأمارات” الأخرى مناعة طباع هذه الأسرة. لكن فرصه بالحقيقة أقل من الخيارات الأخرى.
– “عبدالله”؛ أحد الخيارات الأكثر فرصة، لأنه الأكثر شهرة بين الجميع من أبناء “فاطمة”. وهو يتولى منصب رفيع وقد ساهم هذا المنصب في تحوله إلى وجه معروف دوليًا، وقلما يُصدر عنه صوت معارض.
– تُنسب كل النقاط المظلمة في ملف “آل نهيان” مؤخرًا إلى: “طحنون بن زايد”، وتضفي عليه شخصية المتخفي خلف النظارة المزيد من المهابة، لكن دون شعبية. وقد تعرض للتشويه على الصعيد الدولي أكثر من غيره.
لكن من منظور قوة “طحنون” السياسية والاقتصادية البارزة؛ فهو أحد أهم الخيارات المطروحة.
– عُرف “منصور” على الساحة الدولية؛ بعد امتلاك فريق “مانشتسر” الرياضي. وهذه الشعبية بين الفئات الشبابية بالإضافة إلى مصاهرة حاكم “دبي”، تجعله أحد الخيارات المستقبلية.
– لا نبالغ إذ نقول أن السبب الرئيس وراء بروز: “خالد” إعلاميًأ في السنوات الأخيرة، هو المنافسة غير المعلنة على ولاية العهد. ولعل ورقته الرابحة هي نظام الوراثة الأخوي غير المنتهي؛ وقد يتسبب في الكثير من الأزمات المرعبة مستقبلًا.
والخيار الأهم بين الخمسة هو: “عبدالله بن زايد”، والأكثر استشرافًا للمستقبل هو: “منصور بن زايد”، والخيار الأكثر ذكاءً هو: “سيف بن زايد” في حين أن ولاية عهد “طحنون”، تُمثل خروجًا للهياكل السرية. ولا شك أن فرص “خالد” أكبر وتوازي فرص “عبدالله”.