خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
أثيرت بالتزامن مع بدء هجمات الجيش الأميركي المكثفة على “اليمن”، في الأيام الماضية، المناقشات حول إعادة تفعيل جبهة دعم “المقاومة العراقية”، لكن لصالح “اليمن” هذه المرة. بحسّب ما استهل “شهاب نوراني”؛ بتحليله المنشور على موقع مركز دراسات (مرصاد) الإيراني.
كذا ذكرت بعض وسائل الإعلام؛ أن التحذير من تدخل “المقاومة العراقية” لدعم “اليمن”، كان أحد أهداف المكالمة الهاتفية بين وزير الدفاع الأميركي ورئيس وزراء “العراق”.
مع ذلك، فإن تدخل “المقاومة العراقية” في هذا الشأن، إذا تحقق، سيواجه تحديات سنتطرق إليها لاحقًا.
( أ ) تحدي استعداد المجتمع العراقي لتقبل التكلفة..
التحدي الأول هو مدى استعداد المجتمع العراقي لتحمل تكاليف هذه الخطوة. وقد لوحظت هذه القضية سابقًا في موضوع “جبهة دعم غزة”.
ويبدو، أن المجتمع الشيعي في “العراق”؛ من ناحية التضامن، على وجه التحديد، متوافق مع الإجراءات المناهضة للاستكبار التي تقوم بها “المقاومة العراقية””، ولكن في نفس الوقت، هناك مخاوف جدية بشأن التكاليف والتداعيات العسكرية لتلك الإجراءات على “العراق”.
أحد أسباب هذه المخاوف هو التجربة المريرة للمجتمع العراقي مع “العقوبات الأميركية” الجائرة في تسعينيات القرن الماضي.
من ناحية أخرى؛ فإن وجهات نظر المجتمع السَّني والأكراد تستحق الاهتمام أيضًا. والتحدي الرئيس هو مدى تضامن هذه الفئات مع مثل هذه الإجراءات؛ كما أنهم عارضوا الإجراءات العسكرية لـ”المقاومة العراقية” في موضوع “حرب غزة”، وسيكونون أكثر معارضة في “قضية اليمن” بطبيعة الحال.
( ب ) تحدي الحكومة العراقية..
التحدي التالي؛ يتمثل في موقف الحكومة العراقية. وتُعتبر هذه الحكومة التي نشأت من إطار التنسيّق الشيعي، وبعض أحزاب هذا الإطار، مثل (عصائب أهل الحق) وفصائل (بدر)، داعمة لمجموعات المقاومة.
ومع ذلك؛ لا يبدو أن هذه الأحزاب توافق من الناحية العسكرية على دخول فصائل المقاومة في مثل هذا الصراع.
بشكلٍ عام؛ لا يميل الكيان الحاكم في “العراق”؛ لا سيّما الأحزاب الشيعية، إلى إشراك “العراق” أكثر في حروب مرتبطة بـ (محور المقاومة)، نتيجة مشاركة هذه الأحزاب في الحكومة والضغوط الأميركية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية واحتمال سقوط حكومة (إطار التنسيق) أو الفشل في انتخابات “مجلس النواب”.
هذا الأمر يخلق ضغوطًا داخلية على مجموعات المقاومة لعدم الدخول في هذا الجبهة.
( ج ) موقف مرجعية “النجف الأشرف”..
التحدي التالي يتعلق بموقف مرجعية “النجف الأشرف”. فلطالما أكدت المرجعية على ضرورة احتكار الدولة للسلاح، وهذا يشمل أيضًا جماعات المقاومة.
بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن استنتاج من مجُمل مواقف المرجعية أنها تؤكد على المقاومة السياسية، وأن من الضروري متابعة هذا الأمر من خلال الدولة، وليس جماعات موازية للدولة.
لهذا السبب لا توافق المرجعية على العمل العسكري في هذا الصدّد؛ كما أنها لم توافق على العمل العسكري في “قضية غزة” أيضًا.
( د ) مستقبل فصائل المقاومة والمخاطر المحتملة..
التحدي الآخر يتمثل في مستقبل ووجود فصائل المقاومة في “العراق” وقضية سلاحها. قد يؤدي دخول “المقاومة العراقية” في موضوع الهجمات الأميركية على “اليمن”، إلى توفير ذريعة لتحرك عسكري أميركي أو من جانب النظام الصهيوني ضد هذه الفصائل، أو حتى ضد (الحشد الشعبي)؛ (الذي هو كيان حكومي).
بالإضافة إلى ذلك، لا يبدو، في ظل الظروف الراهنة، أن “المقاومة العراقية” تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات خارج الأراضي العراقية.
وقد كان هذا ممكنًا (السابق) عبر الأراضي السورية وشرق “الفرات”، ولكن مع التطورات الأخيرة في “سورية” وصعود (هيئة تحرير الشام)، لم يُعدّ هذا المسّار عمليًا.
نتيجة لذلك، إذا دخلت “المقاومة العراقية”؛ في صراعات “اليمن”، فإن المسؤولية المباشرة ستقع على عاتق هذه المجموعات في “العراق”.