خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يعتزم السيد الدكتور “مسعود پزشكيان”؛ رئيس الجمهورية الإيرانية، السفر إلى “قره باغ” للمشاركة في قمة (اكو) المَّزمع عقدها الخميس والجمعة (03-04) تموز/يوليو الجاري. بحسّب تقرير “إحسان موحديان”؛ المنشور بصحيفة (مردم سالاري) الإيرانية.
وفي هذا الصدّد، تُجدر الإشارة إلى النقاط التالية:
المُسيّرات الإسرائيلية..
01 – قبل أيام؛ طلبتم في اتصال هاتفي مع؛ “إلهام علييف”، رئيس “أذربيجان”، بالتحقيق في اختراق طائرات إسرائيلية مُسيّرة للأجواء الإيرانية انطلاقًا من أراضي “باكو”.
ووصف رئيس “أذربيجان” هذه المزاعم؛ خلال لقائه سفير “إيران” في “باكو”: بـ”الهراء”، بينما شنّت وسائل الإعلام الحكومية في “باكو” هجومًا عنيفًا على “إيران”.
ومن البديهي أن يكون طرح هذا الموضوع قائم على دراسة عواقبه وبعد حصولكم على معلومات عسكرية سرية وعقد ساعات من الاجتماعات الفنية على أعلى المستويات. فما هو المبَّرر للسفر إلى أراضي دولة يُشتبه في تواطؤها مع “إسرائيل” في الحرب ضد “إيران”؟.. خاصة في ظل عدم قيام “باكو” بأي تحقيق، بل إن إعلامها الرسمي أظهر في الأيام الأخيرة وقاحة شديدة وإهانات غير مسبوقة ضد قائد “الثورة الإسلامية” وشعب “إيران” وحضارتنا وتاريخنا، مما يُعزّز أوهامهم حول ضعف “إيران”، ولن يتخلوا عن سياسة “الابتزاز العاطفي” والمطالبات الدائمة.
هل يتوافق السفر إلى دولة تُعتبر قاعدة للقوات العسكرية والاستخبارات الإسرائيلية؛ (باعتراف أذربيجان وإسرائيل)، مع مباديء العزة والحكمة والمصلحة التي من المفترض أن تحكم السياسة الخارجية الإيرانية؟
قاعدة تجسس إسرائيلية..
02 – لـ”إسرائيل” وجود واسع في “قره باغ”، التي احتلتها “باكو” بالكامل منذ عامين، تحت غطاء الأعمال الاقتصادية والتجارية، وذلك بهدف التجسَّس على “إيران”.
كما أن قمة (اكو) ستُعّقد في مركز “قره باغ”، أي مدينة “خانكندي”؛ (ستيباناكيرت). ألست قلقًا بشأن الوضع الأمني في هذه المدينة بعد تهجير سكانها الأرمن قسرًا؟.. مع العلم أن (اكو) تعقد فعالياتها في مدن مهجورة أو في أماكن تم توطين أشخاص ذوي هويات غامضة فيها، هل أنت مطمئن؟.. ألا تعتقد أن “إسرائيل” قد تستغل فرصة وجودكم في منطقة تملك فيها نفوذًا أمنيًا واستخباراتيًا غير محدود للقيام بأعمال خطيرة ضدكم وضد الوفد الإيراني؟.. هل فكرتم في سيناريوهات مختلفة لهذا الموقف وهل أنتم مستعدون للرد عليها؟
المشروع “الصهيوني-التوراني”..
03 – ستستّغل “باكو” هذه القمة حتمًا لتعزيز المشروع “الصهيوني-التوراني” المتَّمثل في العالم التركي والـ (ناتو) التركي، وستُحاول تزوير الهوية والحضارة التركية الإخوانية في “قره باغ” رغم وجود آثار إيرانية في كل مكان فيها، والتي تُحاول “باكو” محوها.
ما هي استعداداتكم لمواجهة هذه السيناريوهات والدعايات الإعلامية المسّمومة والحرب الثقافية؟.. لا شك أن “علييف” يحمل ضغينةً لكم بسبب تصريحكم بأن “نظامي كنجوي” لم يكتب بيتًا واحدًا باللغة التركية، وسيُحاول تعويض ذلك بأسلوبه!
هدف قمة “اكو”..
04 – كانت “قره باغ” منطقة أرمينية، واضطر سكانها في 2023م؛ إلى هجرة منازلهم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
يهدف “علييف” من عقد قمة (اكو) في “قره باغ”؛ الخالية من سكانها الأصليين، إلى كسب الشرعية ودعم دول (اكو) لسياسته في المنطقة.
لقد أكد سماحة القائد على تبعية “قره باغ”؛ لـ”أذربيجان”، وهذا ما تحقق، لكنه شدّد أيضًا على ضرورة حفظ حقوق الأرمن فيها، وهو ما يتناقض مع تهجير: (120) ألف أرمني قسرًا على يد الجيش الأذربيجاني.
مغادرة الأرمن أعطت “إسرائيل” فرصة لإنشاء قواعد عسكرية واستخباراتية ومطارات جديدة في مدن: “فضولي وزنجيلان وآلچين”، ووضع أقدامها على حدود “إيران”.
وقد تسبب تقاعس “إيران” عن التدخل في أحداث “القوقاز” في خسائر ثقيلة لمستقبل “إيران”. ما هو مبرر حضوركم بـ”قره باغ” في ظل هذه الظروف؟.. هل من المًّقرر أن تثَّني على المنافسين على خلفية تهديد المصالح الإيرانية؟..
إن طرد الأبرياء من منازلهم يتعارض وحقوق الإنسان الإسلامية، ولا يختلف عن تهجير الفلسطينيين إجباريًا بواسطة الكيان الصهيوني. ألا يُمثل ترويج “إسرائيل”؛ سواء في “غزة” أو “باكو”، التي حولتها إلى وكر للجاسوسية، لسياسة التطهير الإجباري للسكان المحليين، تهديدًا للأمن الإيراني.
لقد تسبب تقاعس “إيران” عن التدخل في أزمة طرد الأرمن فتح المجال أمام “إسرائيل” لدخول “قرع باغ”، وأنت تقرر الذهاب مرة أخرى إلى منطقة خطرة.
نحن لم ننسى بعد ذكرى سقوط مروحية الرئيس السابق؛ “إبراهيم رئيسي”، بعد عودته من حدود “إيران” مع “أذربيجان”.
ختامًا إذا كان من المًّقرر يا سيد “بزشكيان”؛ أن تتكلم إلى “علييف” وجهًا لوجه، فشدّد على أن “إيران” سوف تتعامل بحسم مع أي دولة جارة تضع مجالها البري والجوي تحت تصرف “إسرائيل”.
قل بصراحة إن “إيران” تُطالب بحق عودة الأرمن إلى بيوتهم؛ بحيث يُمكن تبرير هذه الزيارة، وإلا فأنا أرى أن هذه الزيارة بمثابة جبل يصعب القفز من فوقه، ويستلزم اليقظة وفهم التعقيدات الجيوسياسية والجيواقتصادية لمنطقة القوقاز. فالمؤمن كيس، فكن زكيًا والعاقبة للمتقين.