18 يناير، 2025 10:40 م

مراهقات عراقيات ينتحرن لزيجات فاشلة وعنف أسري‎ ‎

مراهقات عراقيات ينتحرن لزيجات فاشلة وعنف أسري‎ ‎

كشف مصدر طبي مطلع أن حالات الانتحار لدى المراهقين، في الأشهر الأخيرة، تعود إلى تناول ‏كميات كبيرة من عقار “الباراسيتامول”، واكد استمرار لجوء الشباب المصابين بالكآبة إلى حرق ‏اجسادهم بالنفط الأبيض، بهدف الانتحار.‏

وبينما رفض مسؤولون في وزارة الصحة التعليق على أنباء متضاربة عن عديد حالات الانتحار، ‏اكدت وزارة المرأة أنها وصلت منذ 2003 حتى 2010 إلى 189 حالة، باستثناء اقليم كردستان.‏
وقال المصدر الطبي، وهو موظف صحي في أحد مستشفيات بغداد الكبيرة، إن “حالات انتحار وصلت ‏المستشفى، في الفترة الأخيرة، كانت نتيجة استعمال مراهقين، جلهم من البنات، عقار الباراسيتامول”.‏
وتابع الموظف، في حديث لـ “العالم”، أن “عائلات الضحايا تتكتم على أسباب الانتحار، لكن عددا ‏منها يعود إلى عنف منزلي، أو قصص زواج فاشلة”.‏
وزاد الموظف، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه “في بعض الحالات كانت الضحية تصل إلى ‏المستشفى وقد لقت مصرعها، بينما تمكن اطباء من انقاذ عدد قليل من المنتحرين”.‏
ولم يتسنَّ ل ـ”العالم” الحصول على تصريح من مسؤولين في وزارة الصحة، في وقت تحدث مصدر ‏مقرب من الوزارة أنها تتحفظ منذ سنوات على الإدلاء بأي معلومات بشأن حالات الانتحار في البلاد.‏
يشار إلى أن “سميّة” الباراسيتامول تأتي نتيجة للاستعمال المفرط للعقار المسكن، ما يتسبب في المقام ‏الأول بإصابة الكبد.‏
و”سميّة” هذا العقار واحدة من أكثر أسباب التسمم شيوعا في جميع أنحاء العالم. وهي السبب الأكثر ‏شيوعاً للفشل الكبدي الحاد في الولايات المتحدة وبريطانيا.‏
ويقول محمد حمزة، المتحدث باسم وزارة الدولة لشؤون المرأة، في مقابلة مع “العالم”، إن “ما يتوفر ‏لدى الوزارة من احصائيات هو من عام 2003 إلى 2010 فقط، حيث تم تسجيل 189 حالة انتحار ‏للنساء طيلة الفترة المذكورة، ما عدا اقليم كردستان، بينما سُجلت 233 حالة غسل عار”. ‏
وأكد حمزة أن “لا علاقة للوزارة بإحصاءات اقليم كردستان، والأرقام التي لديها جاءت من خلال ‏التحقيقات الجنائية لوزارة الداخلية”.‏
وأوضح حمزة أن “أغلب حالات الانتحار جاءت نتيجة العنف الاسري، فهو أكثر الأسباب التي تؤدي ‏بالمراة إلى الانتحار”.‏
وتابع أن “الوزارة اعدت مشروع قانون الحماية من العنف الاسري، وهو حاليا في مجلس شورى ‏الدولة قيد التدقيق والمراجعة”.‏
وبحسب المتحدث باسم الوزارة فإن “القانون يتضمن استحداث دوائر ومؤسسات من شأنها خفض ‏حالات الانتحار. ويتضمن اجراءات تقلل من العنف ضد المراة، مثل انشاء دور ايواء للمعنفات، او ‏اعطاء الحق للتبليغ عن حالات العنف لاي شخص”.‏
وأكد حمزة أنه “وفقاً للقانون الحالي لا يمكن لاحد ان يحرك شكوى او يبلغ عن حصول حالة عنف ‏اسري معينة، في حين يتيح القانون الموجود في مجلس شورى الدولة حاليا لاي شخص التبليغ او ‏تحريك الشكوى فور مشاهدته حالة عنف اسري، وعلى اساسه تتحرك الشرطة”، مشيراً إلى أن هذا ‏‏”القانون غير معمول به في اقليم كردستان”.‏
وزاد المتحدث “هناك ستراتيجية جديدة لمناهضة العنف ضد المراة من قبل مجلس الوزراء هذا العام، ‏وهذا ايضا ياتي نتيجة تصاعد حالات العنف والانتحار والاغتصاب وغيرها”، مشيراً إلى أن ‏‏”الستراتيجية تتضمن اربعة محاور هي البيئة التشريعية الامنة، وحماية المرأة من العنف، ورعاية ‏المعنفات الناجيات من العنف، واجراءات وقائية حول الحد من وقوع العنف على المرأة”. ‏
وأكد حمزة أن “العراق يشهد انخفاضاً في معدلات الانتحار، فبعد 2009 تم انشاء مديرية شرطة ‏حماية الاسرة، للنظر في قضايا العنف الاسري، وانخفضت حالات الانتحار من 66 في عام 2009 ‏إلى 46 حالة في عام 2010”.‏
غير أن سليم الجبوري، رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية، أكد أن البرلمان العراقي لم يناقش ملف ‏الانتحار من قبل. وقال الجبوري، في تصريح لـ “العالم” إن “البرلمان سيناقش يوم غد الأربعاء معدل ‏حالات الانتحار والنسب والاحصاءات الواصلة للبرلمان والتأكد من دقتها”. وتابع الجبوري “لا نملك ‏معلومات دقيقة، ونسعى الآن للحصول على بيانات ووثائق رسمية للتحرك بشكل فاعل تحت قبة ‏البرلمان”. في المقابل، أكدت لافا دومني، الناشطة في مجال حقوق الانسان بإقليم كردستان، أن ‏‏”احصاءات المنظمات الكردية ووزارة الصحة تكشف ان معدل محاولات الانتحار في محافظات ‏كردستان بصورة عامة يصل إلى 400 محاولة شهريا”.‏
وتابعت دومني أن “هذه الأرقام من مستشفيات الاقليم، في حين هناك معلومات تشير إلى وجود حالات ‏غير مسجلة، ما يعني أن معدل الانتحار الشهري قد يصل إلى 450 حالة”.‏
وأكدت دومني أن “وزارة الداخلية لم تعط منظمات المجتمع المدني أي احصاء دقيق عن حالات ‏الانتحار”. وتابعت أن “محافظة اربيل سجلت النسبة الاعلى بمعدل 80 حالة انتحار سنويا، وفي ‏السليمانية 40 حالة سنويا ومثلها في دهوك”.‏
ودعت دومني الحكومة العراقية إلى الكشف عن أرقام الانتحار الحقيقية في بغداد والمحافظات.‏
إلى ذلك، اكد مصدر في شرطة بابل، في اتصال مع “العالم” أن مناطق أطراف المحافظة، خاصة في ‏الاجزاء الجنوبية منها، شهدت حالات انتحار عديدة.‏ وأكد المصدر أن “شابة في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية انتحرت بسبب خلاف أسري”، بينما ‏عثر على طالبة أخرى، وسط الحلة وهي معلقة بمروحة كهربائية في سقف غرفة بالمدرسة‎.‎

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة