26 نوفمبر، 2024 12:46 م
Search
Close this search box.

مراكز أكاديمية وبحثية أميركية تخشى .. أستحواذ “بوتين” على الرئاسة للأبد !

مراكز أكاديمية وبحثية أميركية تخشى .. أستحواذ “بوتين” على الرئاسة للأبد !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لم يكن مفاجئاً فوز الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أمس، بنسبة فوز ساحقة وصلت لـ 71%.. لكن ما هي التوقعات المنتظرة بعد فوز “بوتين” في انتخابات كانت سمتها تعبئة الأصوات بشكل غير شرعي وعدم وجود منافسين للرئيس الروسي بولاية رابعة ؟

نظام البطة العرجاء..

رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية آراء خبراء مركز “بونارس أوراسيا” للأبحاث السياسية؛ حول قراءة في الانتخابات الرئاسية الروسية، حيث أكد “بريان تايلور”، أستاذ بكلية ماكسويل، “جامعة سيراكيوز” الأميركية، على أن الانتخابات الروسية التي أجريت خلال الأسبوع الماضي ليست الأزمة الحقيقية، إنما الأزمة تكمن في أن “بوتين” تحول إلى “البطة العرجاء” بعدما لخص نظامه السياسي كله في شخصه، ويقول أن السيناريوهات المتوقعة مستقبلياً تدور حول ثلاثة خيارات، الأول وهو تغيير القوانين لضمان استمرار “بوتين” في الحكم لمزيد من الفترات، ثانياً التنسيق بشكل غير رسمي ودون تغيير القوانين لضمان استمرار “بوتين” في الحكم، وثالثاً تصعيد مرشح ما معين. وأضاف أن “بوتين” بالفعل لجأ للسيناريو الثاني والثالث في انتخابات الرئاسة عام 2008.

وأكد “بافل بييف”، أستاذ الأبحاث بـ”معهد أبحاث السلام أوسلو”، أن الخلفية الدولية للانتخابات في روسيا تشوهت تماماً بسبب الأزمة الحادة في العلاقات مع المملكة المتحدة في قضية محاولة اغتيال الجاسوس الروسي، “سكريبال”، وهذا يسلط الضوء على أن أجندة “بوتين” في السياسة الخارجية ستكون متغيبة تماماً الفترة القادمة.

وأوضح “بييف” أن روسيا فشلت على الصعيد الخارجي في أكثر من ملف، حيث أن الخطة الكبيرة لبناء الاتحاد الأوروبي الآسيوي تم التخلي عنها بالكامل؛ وفقدت شراكة روسيا مع الصين زخمها؛ وفي سوريا تدهور حجم الإنتصارات التي أحرزها “بوتين” هناك بسبب القتال المستمر وزيادة أعداد ضحايا الحرب والمتضررين والنازحين، وتبخرت فرص التعاون في العلاقات مع الولايات المتحدة، ومباهاة روسيا بالصواريخ لن يساعد على الإطلاق في إقناع الغرب بنفي الجرائم الكثيرة للنظام الروسي.

انتشار النزعة “البوتينية”..

عن حرية الرأي والتعبير، شبهت “كيمبرلي مارتين”، أستاذة العلوم السياسية، بكلية بارنارد، “جامعة كولومبيا”، المشاركين في الانتخابات بالمهرجين واللاعبين على الحبال المرتفعة في السيرك، قائلة أن حشد المصوتين للإدلاء بأصواتهم لم يكن مفاجئاً في مشهد الانتخابات، ولكن كل ما هناك أن كان يوجد قدر من الحرية في تداول فيديوهات ومقاطع حول حشو صناديق الإقتراع بشكل غير شرعي بأصوات المصوتين، حيث رأت “مارتين” أن الكرملين قد يهتم بأمر هذه المقاطع، وما إذا كان لها أي تأثير على الرأي العام حول شرعية “بوتين” في المستقبل، ولكن المحتمل أن يتم نسيانهم بسرعة، إلا أن “أليكسي نافالني”، أبرز الشخصيات المعارضة لـ”بوتين” لن يفوت هذه الفرصة وقد ينشر هذه المقاطع بشكل أوسع.

ويضيف “فريد غولييف”، باحث مستقل مقيم في باكو، أذربيغان، أن “بوتين” يجلس حالياً على قمة هرم السلطة المدعوم من قبل ملكية الدولة للموارد الطبيعية الهائلة، مع التحكم والتلاعب في وسائل الإعلام، وجهاز أمن الدولة، لذا من الصعب أن نتوقع أن تطيح أي انتخابات بـ”بوتين” خارج المنصب.

وتعتقد الصحيفة الأميركية أن كلما كانت روسيا أقوى، كلما كان إغراء إظهار قوتها ونفوذها على جيرانها في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي، أشد وطأة. ومن المرجح أن تتفوق النزعة “البوتينية” في روسيا، خاصة في ظل هجوم “ترامب” على الضوابط والتوازنات في الولايات المتحدة وتقليص المساعدات الخارجية الأميركية.

وعلى الرغم من أن فوز “بوتين” قد يوهم البعض بأنه علامة على الاستمرارية والاستقرار، إلا أن “هنري هيل”، أستاذ بـ”جامعة جورج واشنطن”، أكد على أن روسيا حالياً على أعتاب مرحلة من عدم اليقين المقلق، لأن “بوتين” لا يمكنه الترشح من جديد دون تغيير الدستور، ولذلك فصورة الصراع المحتمل أصبحت حاضرة في أذهان الطبقة السياسية الروسية. في ضوء ذلك، فإن أي تغييرات قد يضيفها “بوتين” إلى الحكومة في الأشهر القليلة المقبلة ستكون مثيرة للاهتمام للغاية.

ويرجح “غوشوا تاكر”، أستاذ السياسة بـ”جامعة نيويورك”، أن “بوتين” يعلم جيداً أنه من الأفضل إنه كلما أخفى أي أنباء عن مشاركته في انتخابات 2024 بروسيا، كان ذلك أفضل لحكمه حتى لا ينفلت زمام أمور الدولة من يده عندما يعلن عدم ترشحه رئيساً لروسيا مرة أخرى، ولكن الخوف من أن “بوتين” قد يحذو حذو الرئيس الصيني، “شي غين بينغ”، الذي أعلن مؤخراً بموجب قوانين الدولة مد الفترة الرئاسية بلا حدود؛ ويغريه عمل قانون مشابه للجلوس على كرسي الحكم إلى الأبد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة