خاص : ترجمة – محمد بناية :
فشل السعوديون والأميركيون في تحقيق أي نتائج ملموسة من حربهم، التي تدخل عامها الرابع على “اليمن”، اللهم إلا من تسليم أجزاء من الجنوب للجماعات والميليشيات الإرهابية.
وما يحدث الآن في عدن، لاسيما من مواجهات بين التيارات المعروفة باسم “المجلس الإنتقالي في الجنوب” والقوى المدعومة من الرئيس اليمني الفار، “عبدربه منصور هادي”، إنما يعكس فشل السعودية في حربها على اليمن، وأن تحالفها مع الإمارات متصدع وعلى وشك السقوط.
وعليه أجرى “محمد فاطمي زاده”، مراسل الملحق الأسبوعي (بيت المقدس) – الصادرعن مؤسسة “قدس” الأصولية، حواراً مع السيد الخبير السياسي، “نجيب الأشموري”، مدير أخبار فضائية (المسيرة).
زيارة أخوية..
“بيت المقدس” : زار وفد رفيع المستوى من حركة “أنصار الله” اليمنية برئاسة، “محمد عبدالسلام”، طهران والتقى المسؤولين الإيرانيين.. ما هي أسباب هذه الزيارة ؟.. وعموماً ما هو الدور الإيراني في دعم الشعب اليمني ؟
“نجيب الأشموري” : زيارة “محمد عبدالسلام”، المتحدث الرسمي باسم “أنصار الله” اليمنية، والوفد المرافق له إلى طهران، تأتي في إطار العلاقات المباشرة مع المسؤولين الإيرانيين. لأن أعضاء “أنصار الله” يدركون جيداً مدى أهمية توطيد العلاقات مع الجماعات التي تساند الشعب اليمني ضد الإعتداءات السعودية – الأميركية. وتلكم الزيارة ذات بُعد أخوي أكثر منه سياسي، على عكس تفسيرات الأطراف المضادة لذلكم اللقاء.
إن موقف إيران حيال التجاوزات السعودية ضد اليمن تقوم على أسس ثابتة، الأمر الذي أعلنه المسؤولون الإيرانيون مراراً. وبالتالي فالدور الإيراني جدير بالتقدير، والشعب اليمني يشكر كل الدول المتعاطفة بشدة. ويأمل اليمنيون في إتخاذ مواقف أكثر جرأة حيال وحشية دول الإعتداء.
ثلاثية التغطية الإعلامية..
“بيت المقدس” : ما هو تقييمكم للتغطية الإعلامية للدول العربية والإسلامية تجاه إبادة الشعب اليمني المظلوم ؟
“نجيب الأشموري” : بلا شك التغطية الإعلامية للدول الإسلامية تجاه اليمن تتأثر بالسياسات السائدة في هذا البلد، وهي على ثلاث مجموعات:
الأولى: تدشن للحرب الإعلامية بخلاف تضليل المخاطب عبر قلب الحقائق وتحويل الجلاد إلى ضحية؛ وهي وسائل إعلام دول الإعتداء أو المحسوبين عليهم.
الثانية: تفضح دور السعوديين والأميركيين والإسرائيليين في الحرب على اليمن برؤية شاملة حيال التطورات الإقليمية، وكذلك تكشف للمتلقي خطة الأطراف الثلاثة للقضاء على موقف المسلمين حيال القضايا الكبرى، وتحديداً القضية الفلسطينية.
الثالثة: تستغل آلام الشعب اليمني في تصفية الحسابات مع السعوديين، وهو ما يزيد من آلام الشعب اليمني. ولذا يتغير موقف هذه المجموعة من اليمن آلاف المرات، وهي المجموعة الأخطر، لأنها لا تمنع فقط الفائدة وإنما تزيد من الضرر.
الخلاف منافسة على خدمة “ترامب”..
“بيت المقدس” : أحياناً نرى خلافات بين السعوديين والإماراتيين في عدن.. ما هي أسباب هذه الخلافات ؟.. وهل التحالف العربي المعتدي على وشك الإنهيار ؟
“نجيب الأشموري” : ثمة خلافات كبيرة داخل الدول المعتدية، لا سيما السعودية والإمارات. لأن الطرفان في منافسة على تقديم خدمات أكبر لأميركا وإسرائيل، بغرض معرفة أيهما الأقرب إلى قلب الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”.
إن ما يحدث في “عدن” والمحافظات الجنوبية، هو أفضل نموذج على تنافس الطرفين ومشروع السيطرة على العناصر التكفيرية لـ”القاعدة” و”داعش” في هذه المحافظات. والأخطر هو الوجود الأميركي في “عدن” وباقي المناطق الأخرى بحجة مكافحة الإرهاب. علاوة على ذلك، تجري عملية تدمير اليمن بالشكل الذي يجبر الشعب اليمني للقبول بأي تسوية لإنهاء أوجاعهم حتى وإن انتهت إلى تقسيم اليمن، وهو ما تسعى إلى تحقيقه دول الإعتداء.
76 % من اليمنين في حاجة إلى المساعدة الطبية..
“بيت المقدس” : كيف ترى الوضع الطبي في اليمن ؟.. وما هي آخر إحصائيات ضحايا انتشار الأمراض ؟
“نجيب الأشموري” : طبقاً لمعلومات مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، يحتاج 22 مليون و200 ألف يمني، (أي 76% من الكثافة السكانية اليمنية)، إلى المساعدات العاجلة، فيما يواجه 8 مليون و400 ألف آخرين خطر المجاعة.
وقد فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم عام 2017، جراء تفشي الوباء في اليمن. كذلك أكدت تقارير “منظمة الصحة العالمية” صعوبة الوضع الإنساني باليمن، وأن عدد من فقدوا أرواحهم جراء الحصار المفروض على اليمن أكبر بكثير من ضحايا الهجمات الجوية.