خاص : ترجمة – محمد بناية :
في احتفال رسمي؛ وقع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، قرار الإعتراف الأميركي الرسمي بالسيادة الإسرائيلية على “مرتفعات الجولان” السورية.
وقد ناقش الجانبان، خلال اللقاء، مسألة الضغط مجددًا على “إيران” بسبب وجودها على الأراضي السورية. وفي هذا الصدد؛ أجرت وكالة أنباء (إسپوتنیک) الروسية، الحوار التالي مع، الدكتور “حسين رويوران”، خبير العلاقات الدولية؛ والمدير السابق لمكتب الإذاعة والتليفزيون الإيراني الإقليمي في “بيروت”؛ ومدير فضائية (العالم) الإيرانية، بشأن تداعيات القرار الأميركي الفردي بشأن “الجولان”…
قرار يفرض العزلة على الولايات المتحدة !
“إسپوتنیک” الروسية : ما هي السيناريوهات المطروحة بشأن إعتراف “ترامب” بسيادة “إسرائيل” على “مرتفعات الجولان” وكذلك الضغط على “إيران” ؟
“حسين رويوران” : في البداية.. هذه الخطوة الأميركية تعكس تبني هذا البلد لقانون الغاب. فالقرارات الأممية رقم (242) و(338) تثبت أن “مرتفعات الجولان” جزء محتل من الأراضي السورية.
لكن أن تتذرع “أميركا” بالدور الإيراني للإعتراف الرسمي بالسيادة الإسرائيلية على “الجولان”، بالمخالفة للقرارات الدولية، إنما يؤشر إلى عدم عناية الإدارة الأميركية بالمقررات الدولية والقرارات التي سبق وأن وقعت عليها “الولايات المتحدة”. وهذا السلوك غير قانوني؛ وهو نوع من العشوائية ويؤسس لانتشار الاضطرابات في المنطقة.
كذا؛ فإن قرار “ترامب”، بخصوص “القدس”، هو أيضًا إنتهاك للقرار رقم (242)، وهي ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها المقررات الدولية متذرعًا بـ”الجمهورية الإيرانية”.
وفي رأيي؛ إن انتشار الفوضى قد يضر بـ”الولايات المتحدة” و”إسرائيل”. وحاليًا ثمة إجماع دولي ضد “الولايات المتحدة”، اللهم إلا من ثلاث دول؛ هي “باراغواي” وعدة جزر صغيرة. بعبارة أخرى هذا الإجماع بمثابة فرض العزلة على “الولايات المتحدة”، وتداعي ثقلها على المستوى الدولي. وأنا أستبعد أن يخدم، قرار “الجولان”، المصالح الأميركية.
طالما هناك أرض محتلة الحرب أمر واقع..
“إسپوتنیک” الروسية : في العام 1973؛ كانت “حرب كيبور”، حيث “مرتفعات الجولان” ميدان الحرب التي شاركت فيه قوات مصرية وسورية بل ولبنانية. آنذاك تمكنت “إسرائيل”، بمساعدة “الولايات المتحدة”، من احتلال جزء من “الجولان” الخاص بـ”الجمهورية السورية”.. والسؤال: هل يتطلع “دونالد ترامب” إلى رفع مستوى هذا الصراع ؟.. وهل من الممكن اندلاع “حرب كيبور” ثانية بمشاركة أطراف أخرى حليفة لـ”الجمهورية السورية” ؟
“حسين رويوران” : في العام 1973؛ نجحت “سوريا” في تحرير جزء من “الجولان” المحتلة، أثناء الحرب. والاحتلال بالتأكيد إلى زوال.
ومن الممكن أن تثبت “سوريا” حاليًا القدرة على تحرير هذه المنطقة. لكن ما إن تجد القوة والأجواء المناسبة فإن بمقدورها قانونًا استعادة ترابها المحتل.
والحقيقة؛ لا يمكن تصور وجود أرض محتلة ثم لا تندلع الحرب. من ثم فاستمرار الاحتلال مرادف لاستمرار الفوضى والاضطرابات في المنطقة. وقرار “ترامب” هو استمرار لسياسات التوسع الإسرائيلي على حساب الدول الأخرى.
إيران تشارك بلا جدال أما روسيا فيختلف وضعها..
“إسپوتنیک” الروسية : هل يهب أصدقاء “سوريا”، كـ (إيران وروسيا على سبيل المثال)، للنجدة والمساعدة إذا اندلعت حرب في “الجولان” المحتلة ؟
“حسين رويوران” : لا أتصور أن الوقت الراهن هو الأنسب للقيام بهكذا عمل، لأن “سوريا” تواجه حاليًا مشكلة مع تنظيم (داعش) الإرهابي.
كذا؛ يخضع “شرق الفرات”، وأجزاء من “حلب”، إلى احتلال التنظيمات الإرهابية التكفيرية و”أميركا”.
من ثم؛ لا يمكن تنفيذ هكذا سيناريو. لكن لو حدث شيء في المستقبل، فالمؤكد أن “إيران” سوف تقف إلى جانب “سوريا”. لكن الوضع مختلف بالنسبة للدولة الروسية. لأن “روسيا” تعترف بـ”إسرائيل”؛ ولها علاقات مع هذا الكيان، وإن كانت تعتبر “الجولان” أرض محتلة.
من ثم؛ لا يمكن تخمين ماهية رد الفعل الروسي في هذا الشأن. لكن “إيران” سوف تدعم “محور المقاومة”، بـ”الجمهورية السورية”، في أي حرب ضد الكيان الإسرائيلي.