مدن صناعية مشتركة .. أبواب الاقتصاد تُفتح أمام العراق ومصر بعد “قمة بغداد الثلاثية” !

مدن صناعية مشتركة .. أبواب الاقتصاد تُفتح أمام العراق ومصر بعد “قمة بغداد الثلاثية” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوات تنفيذية لما تم الاتفاق عليه خلال “قمة بغداد الثلاثية”، التي انعقدت الأسبوع الماضي، أعلنت خلية الإعلام الحكومي في “العراق”، عن اتفاق تعاون مع “مصر” لإقامة مدن صناعية واقتصادية مشتركة.

وذكرت في بيان صحافي، أن: “الاتفاق على إقامة مدن صناعية مشتركة، جاء خلال زيارة وزيرة التجارة والصناعة المصرية، نيفين جامع، والوفد المرافق لها، إلى العراق، وإجرائها سلسلة من اللقاءات والمباحثات، في إطار تنفيذ مقررات القمة الثلاثية التي عُقدت في بغداد، الأسبوع الماضي”.

وأضافت: “جرى الاتفاق على وضع خطة عمل محددة بتوقيتات زمنية واضحة، بعد أن ناقشت مع وزير الصناعة العراقي، منهل الخباز، الملفات التي ستشهد تعاون الدول الثلاث، وفي مقدمتها الصناعات الدوائية، وصناعات النسيج والجلود والدباغة، والأدوية البيطرية، والمبيدات الزراعية”.

الاقتصاد.. أهم مصالح العلاقات الدولية..

الخبراء الاقتصاديون يرون أن هذه الاتفاقات ستسهم في تكامل الخبرات والإمكانات والموارد البشرية والطبيعية؛ بين أطراف “قمة بغداد الثلاثية”؛ لما فيه مصلحة الجميع، فـ”العراق بثرواته النفطية والغازية، ومصر والأردن، بتجاربهما المتقدمة في مجالات الصناعة والتعدين والاستثمار في الطاقة، على اختلاف مضاميرها، وصناعاتها التحويلية والبتروكيماوية، سيكون بمقدورهم تحقيق منافع اقتصادية وتنموية جمة”.

ويقول الكاتب والصحافي، “جينو عبدالله”؛ أنه: “ليس خافيًا أن المصالح الاقتصادية هي الأهم في مجال العلاقات الدولية، فصحيح أن ثمة قواسم مشتركة لا تُعد ولا تُحصى تجمع البلدان الثلاثة، لكن التعاون الاقتصادي والاستثماري يبقى من أهم مرتكزات بناء وتطوير هذا التحالف الثلاثي”.

مضيفًا أن: “العراق، رغم غناه وموارده الطبيعية الهائلة؛ بحاجة للخبرات المصرية والأردنية في الإرتقاء باقتصاده وتطوير واقعه الصناعي، فمصر والأردن، رغم كونهما بلدين غير نفطيين؛ فإنهما مع ذلك يملكان تجربة تنموية وصناعية جيدة، أقله بمقاييس منطقتنا، خاصة في مجالات صناعة الأدوية والأسمدة والمنسوجات والأسمنت وغيرها. ثمة مجالات واسعة لتطوير شراكات كبيرة بين الدول الثلاثة”.

الاستفادة في مجال السياحة..

موضحًا: “فمثلاً في مجال السياحة يمكن الاستفادة من تطور صناعة السياحتين المصرية والأردنية، وخبرات القاهرة وعمّان المتراكمة في القطاع السياحي، الذي يُعد من أهم مصادر دخلهما. ليس خافيًا أن العراق رغم غناه بالمواقع الأثرية والسياحية وبتنوعه المناخي والتضاريسي، خاصة في كُردستان العراق، التي تمتاز بجمال طبيعتها الخلابة وجبالها، فإن صناعة السياحة لديه وبُناها التحتية متأخرة جدًا، قياسًا بالعوامل المتوفرة في البلاد”.

مكاسب كثيرة للدول الثلاث..

فيما يرى الباحث السياسي، “فاروق عبدول”؛ إن: “الوحدات والتكتلات بين مجموعة دول في عصرنا هذا، تحكمها بدرجة كبيرة اعتبارات ومصالح براغماتية اقتصادية، وهذا ينسحب على التحالف الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، الذي سيتوسع ولا شك في حال نجاحه في بلورة وتطوير شراكة مثمرة ومنتجة، ليضم بلدانا عربية أخرى، كما تقول أطراف هذا التحالف نفسها”.

مضيفًا أنه: “رغم أهمية العامل الاقتصادي ومركزيته، لكن في حالة هذا التحالف؛ فإنه هناك علاوة على ذلك، دور لا يُستهان به للصلات القومية والتاريخية والثقافية التي تربط هذه الدول الثلاث ببعضها أيضًا، في تعزيز فرص نجاح هذا التجمع الضخم الذي يضم في عضويته أكبر دولتين عربيتين، من حيث عدد السكان، وهما مصر والعراق، مما يعني أن نحو: 155 مليون نسمة، وهو عدد سكان الدول المتحالفة الثلاثة، يُشكلون القاعدة البشرية الديموغرافية لمشروع (الشام الجديد)”.

يُحرر العراق من قبضة إيران وتركيا..

ويعتقد بعض الخبراء الاقتصاديون أن من شأن تنفيذ بنود “قمة بغداد”، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات الصناعة والكهرباء والنفط والغاز، عبر إنشاء مناطق صناعية واقتصادية مشتركة وربط الشبكات الكهربائية والنفطية والغازية وخطوط نقلها بين الدول الثلاث، الأمر الذي يتيح لـ”العراق” تصدير إنتاجه النفطي عبرهما، أن يُحدث تغييرًا دراماتيكيًا كبيرا في خارطة توازنات الطاقة بالمنطقة، وقواها وتكتلاتها الاقتصادية.

ومن المُرجح أن يحرر ذلك، “العراق”، من الإرتهان لـ”إيران” و”تركيا”، في التزود بالغاز من الأولى وفي تصدير نفطه عبر الثانية، وفي كف اعتماده، شبه الكلي، على سلع ومنتجات البلدين التي تُغرق السوق العراقية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة