14 يوليو، 2025 12:00 م

مدد العقوبات رغم وعود ما بعد التطبيع .. “ترامب” استخدم السودان كورقة في حملته الانتخابية !

مدد العقوبات رغم وعود ما بعد التطبيع .. “ترامب” استخدم السودان كورقة في حملته الانتخابية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة أميركية سببت صدمة للأوساط السياسية السودانية، قررت الولايات المتحدة، يوم الإثنين، تمديد عقوبات “الأمم المتحدة” المفروضة على “السودان”؛ على خلفية الصراع في “إقليم دارفور”، إلا أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، رأى أن هذه الخطوة لن تؤثر سلبًا على العلاقات “الأميركية-السودانية”.

وقال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في بيان له: “على الرغم من التطورات الإيجابية الأخيرة، إلا أن الأزمة التي نشبت نتيجة تصرفات وسياسات الحكومة السودانية وأدت إلى إعلان حالة الطواريء الوطنية، في 3 تشرين ثان/نوفمبر 1997 … لم يتم حلها بعد”.

وأضاف البيان: “هذه التصرفات والسياسات لا تزال تمثل تهديدًا خاصًا وطارئًا للأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية. ولذلك قررت أنه من الضروري تمديد حالة الطواريء الوطنية”.

لن يؤثر سلبًا على العلاقات..

وسارع وزير الخارجية الأميركي بالتعليق على القرار، قائلاً: “تقديرًا للخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة السودانية نحو السلام في مناطق الصراع في السودان، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة السودانية وشركائنا الدوليين لتحديد الظروف التي قد تؤدي إلى رفع العقوبات المتعلقة بنزاع دارفور في أقرب فرصة”، مضيفًا: “لقد بدأنا بالفعل مشاورات في الأمم المتحدة مع وضع هذا الهدف في الاعتبار”.

واعتبر “بومبيو” أن قرار تمديد العقوبات لن يؤثر سلبًا على العلاقات التي شهدت تحسنًا بين “الولايات المتحدة” و”السودان”؛ في ظل أنشطة الحكومة الانتقالية المدنية.

مؤكدًا أن هذه الخطوة “لا تؤثر بأي شكل على القرار والعمليات حول رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

وأضاف “بومبيو”: “نحن ندرك التطورات الإيجابية المهمة التي حققتها الحكومة الانتقالية في النهوض بحقوق الإنسان، ونثني على جهودها لإحلال السلام في دارفور ومناطق الصراع الأخرى في السودان”.

وأكد “بومبيو” أن واشنطن مهتمة ببناء شراكة استراتيجية مع السودان.

تجديد حالة الطواريء..

وقبل يومين من هذا القرار، كشف الرئيس الأميركي عن قراره بتجديد حالة الطواريء ضد السودان، وهو ما علقت عليه “وزارة الخارجية” السودانية، بقولها إنه: “لا أثر لهذا التجديد على الخطوات الجارية حاليًا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

وأوضحت الوزارة أن: “تجديد القرار المعني هو إجراء روتيني يتم متى استحق وقته، وهو مرتبط بوجود السودان فى القائمة، وينتظر أن يتم إلغاؤه مباشرة مع القوانين التي شرعت ضد السودان طوال السنوات الماضية، بعد استكمال الإجراءات الجارية لإنهاء التصنيف وإلغاء جميع القوانين المتصلة به”.

وكانت “الخرطوم” و”واشنطن” قد توصلتا، في 23 تشرين أول/أكتوبر الماضي، لاتفاق يقضي بإزالة “السودان” من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل دفع 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا الهجوم على المدمرة (كول) في سواحل “اليمن”، عام 2000، وأُسر ضحايا تفجير السفارتين الأميركيتين في “نيروبي” و”دار السلام”، في 1998.

وأعلن الرئيس الأميركي، لاحقًا، إزالة “السودان” من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي وضعته عليها “واشنطن”، في آب/أغسطس 1993، بعد اتهامه بدعم وإيواء مجموعات إرهابية.

رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مرتبط بموافقة الكونغرس..

تعليقًا على القرار الأميركي ضد السودان، قال الكاتب والمحلل السياسي، “عمر صديق”، إن: “تمديد العقوبات الأميركية على السودان إجراء روتيني مرتبط بالعقوبات التي فرضت على السودان منذ اندلاع أزمة دارفور”، موضحًا أن: “رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كان سببه المباشر مزاعم أميركا بأن السودان يدعم المنظمات الفلسطينية وحركات المقاومة العربية”.

وقال إن: “الهدف من رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هو التوضيح للرأي العام السوداني أن التطبيع يأتي مقابل رفع اسم السودان، لكن هذا الرفع يرتبط بموافقة الكونغرس وإجراءات قد تمتد لثلاثة أشهر”.

ترامب” استفاد من الاتفاق في حملته الانتخابية..

من جهته؛ قال “هشام أبوريدة”، القيادي بالجبهة الوطنية العريضة، إنه: “لم يكن هناك شرط للتطبيع مع إسرائيل في الاتفاق الأميركي مع السودان، لكن ترامب استفاد من هذه النقطة في العملية الانتخابية؛ ولكي يخلق تأمينًا لإسرائيل بتطبيعها مع عدد من الدول”.

وأوضح أن: “ما قام به المكون العسكري داخل المجلس السيادي خطوة للبحث عن طريق يشرعن نفسه ويرضي الولايات المتحدة والأوروبيين ويقبض على الدولة بيد من حديد، لكن هذه التجربة لن تجد مكانها في السودان”.

يتعامل مع العرب بأسلوب التجارة !

ورأى المحلل السياسي السوداني، الدكتور “بكري حسن أبوحراز”، إن تمديد الطواريء والعقوبات الأميركية على السودان، بعد كل ما تم الحديث عنه خلال الفترة الماضية، هذا أمر ليس بجديد على تعاملات “ترامب” مع كل الدول العربية، حيث يستخدم الرئيس الأميركي مع العرب أسلوب “التجار” وليس أسلوب السياسيين ورجال الدولة، فقد تكون الإجراءات الأخيرة عادية ومفهومة، أو قد يكون لدى “ترامب” مآرب أخرى.

تمديد العقوبات كان متوقع..

وبشأن تمديد الطواريء والعقوبات الأميركية مجددًا بعد الحديث عن رفع اسم “السودان” من قائمة الدول الراعية والممولة للإرهاب، أكد “أبوحراز” أن عملية التمديد كانت متوقعة، نظرًا لأن عملية الرفع من قائمة الإرهاب جاءت بصورة سريعة جدًا ومفاجأة لنا ولجهات كثيرة، خصوصًا ربط تلك القائمة بعملية التطبيع، مشيرًا إلى أن معظم المراقبين والمحللين والعديد من المسؤولين الحكوميين لم يكونوا متفائلين بما يحدث؛ نظرًا للسرعة التي تم بها، ويبدو أن “ترامب” فعل ذلك سريعًا لكسب الأنصار والمؤيدين في الانتخابات الأميركية الحالية.

وأضاف المحلل السياسي، لكن يبدو أن هدف “ترامب” من سرعة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قد تم استخدامه ضده من جانب المنافس الديمقراطي، “جو بايدن”، وتحدثت التعليقات عن عملية إبتزاز قادها “ترامب” ضد الحكومة السودانية وإجبارها على دفع مبلغ التعويضات، رغم المعاناة والأزمات والصعوبات التي تمر بها الحكومة ويعيشها الشعب السوداني، وهذه ليست هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك من جانب واشنطن ضد السودان.

قد يبقى القرارات دون تنفيذ !

وتوقع “أبوحراز” أن الأمور قد تتغير كليًا في الولايات المتحدة الأميركية ويبقى السودان في قائمة الإرهاب والعقوبات وترفض قرارات “ترامب” من قبل الكونغرس، لأن: “القرار في واشنطن ديمقراطي وليس فرديًا، كما في عالمنا العربي، وقد مرت البلاد بالكثير من المواقف المتشابهة حتى في عهد حكومة الرئيس السابق، عمر البشير، وكان يفترض أن القادة الجدد في السودان أن يكونوا قد تعلموا من التجارب السابقة في البلاد”، مؤكدًا على أن المشكلة الرئيسة هي ربط الملفات مع بعضها، رغم أنها ملفات منفصلة، ويجب أن نتعلم من التجارب السابقة بأن أميركا تحمي مصالحها بكل الوسائل الممكنة وتستخدم في ذلك مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة