29 مارس، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

مخيم “موريا” اليوناني .. جحيم الله على الأرض !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

باتت الحياة في مخيم “موريا” اليوناني للاجئين غير إنسانية؛ وتحول إلى جحيم على الأرض لدرجة أنه أصبح يمثل خطورة على حياة وصحة اللاجئين المقيمين، إذ يعيشون أوضاعًا غير آدمية في رقعة مكتظة بالسكان وتفتقر إلى الاحتياجات والخدمات الإنسانية الأساسية، وفقًا لصحيفة (الموندو) الإسبانية.

ويعيش 8 آلاف لاجيء على الأقل في المخيم؛ الذي يقع في جزيرة “ليسبوس” شمال بحر “إيغة”.

وكان “موريا” قديمًا مخيمًا عسكريًا، لكن منذ توقيع اتفاق الهجرة بين “تركيا” و”الاتحاد الأوروبي”، عام 2015، تحول إلى مركز لاعتقال المهاجرين غير الشرعيين لحين فحص طلباتهم باللجوء، تحت إدارة وزارة “سياسات الهجرة” اليونانية.

الخيمة سقطت فوقهم من المطر..

منذ أسبوعين استيقظت الأرملة العراقية، “سميرة”، في ليلة ممطرة لتجد أن الخيمة قد سقطت فوقهم، وقالت “سميرة”، التي تعيش في المخيم مع اثنين من أبناءها، للصحيفة الإسبانية إن الأمطار كانت تسقط بغزارة حتى ابتلت الخيمة، وأضافت: “طلبت من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المساعدة، لكنهم لم يساعدونني ولم يعطونني أي شيء، واضطررت في اليوم التالي إلى الذهاب إلى السوق لشراء بطانيات جديدة”.

كذلك فر “جفاد حسين” من “أفغانستان” لأن “المعارك والمناوشات بين الميليشيات جعلت الحياة مستحيلة”، وقال إن خيمته ظلت متشبعة بالمياه تلك الليلة.

تعددت الأسباب والموت واحد..

تعددت أسباب الموت داخل المخيم، فإلى جانب العنف الجسدي والتحرش والقتل، وكلها أمور تحدث كل يوم ونادرًا ما تتدخل الشرطة اليونانية، وعادة ما يكون الأطفال شهود على كل هذه الجرائم، من المحتمل أن تموت بمرض مناعي نتيجة تلوث المياه وعدم توافرها بشكل يسمح بالاهتمام بالنظافة الشخصية، وقد تلقي حتفك حرقًا أو من شدة البرودة إذ تهطل الأمطار بغزارة في فصل الشتاء.

حتى بعد توقف الأمطار عن الهطول؛ لا تنتهي المعاناة، إذ يرقد السكان في العراء في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية في فصل الصيف، وفي الشتاء تصل إلى السقيع، ويلجأ سكان المخيم إلى إشعال النار علها تساهم في تدفئتهم، لكنها وسيلة غير آمنة، خاصة أن الخيام مصنوعة من القماش، وتوفيت فتاة وسيدة عجوز آواخر عام 2016؛ عندما تسبب أحد المواقد في إحداث حريق، وفي كانون ثان/يناير عام 2017 سجلت 3 حالات وفاة أخرى، واحدة منها على الأقل بسبب إستنشاق غاز “أول أكسيد الكربون”.

قلق شديد من الرفض أو الترحيل..

بعيدًا عن الأوضاع المزرية؛ يعاني المهاجرون من شعور بالقلق الشديد من أن ترفض طلباتهم باللجوء وتقوم السلطات بترحيلهم، بعد غلق المعابر وإجراءات اللجوء البيروقراطية المطولة، وعلى رأسهم اللاجئين الذين يطمحون في الحصول على فرص عمل أفضل لتحسين جودة الحياة؛ وتطلق عليهم السلطات لقب “مهاجرين اقتصاديين”.

وصرح أحد اللاجئين، الذي أتى إلى المخيم منذ 7 أشهر، بإستياء بأنه مثل الجميع كل أمله كان الحصول على عمل، وأشار إلى مجموعة من الخيام الرثة التي نصبت تحت الشمس الحارقة قائلاً: إن “الأوضاع هنا أسوأ من السجون، إنها الجحيم”.

ويبدو أن سكان الضواحي القريبة من المخيم لا يعرفون أي شيء عن المعاناة التي يعيشها اللاجئون، وأعلن رئيس بلدية “موريا”، الشهر الماضي، إضرابه عن الطعام اعتراضًا على عدم تصرف الحكومة لحل مشكلة الزحام في المخيم.

8 آلاف شخص..

صرحت منسقة منظمة “أطباء بلا حدود” في جزيرة “ليسبوس”، “كارولينا وليمين”، بأنه “كان يجب ألا يكتظ الناس في الجزيرة بهذا الشكل، والأوضاع وصلت إلى هذه المرحلة نتيجة لقرارات سياسية، إننا لا نتحدث عن كارثة طبيعية أو حرب معقدة، إن السياسة الأوروبية تقبل بأن يعيش 8 آلاف شخص في أوضاع مرعبة وغير آمنة، لكن هذا غير مقبول”.

وصرحت المنسقة العامة للعيادة؛ التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، “إدويا مورينو”، بأن “الأوضاع في مخيم موريا غير إنسانية، ورغم أنه لا يتسع سوى لألفين شخص؛ إلا أنه بات به حوالي 8 آلاف، نصفهم تقريبًا من الأطفال”.

وكانت المنظمة قد نقلت العيادة إلى خارج المخيم، عام 2016، خشية أن تتهم بالتواطؤ مع السياسات الأوروبية المتبعة مع المهاجرين.

وأضافت “مورينو”: “بعض الأشخاص يأتون إليَ ليقولون إنه لكان أفضل أن يقتلوا في سوريا بدلاً من البقاء هنا”.

ولفتت إلى أن أطباء المنظمة يعالجون كل الأمراض، وخاصة إلتهابات الجهاز التنفسي والإسهال والأمراض الجلدية، وكلها مرتبطة بعدم الاهتمام بالنظافة ومياه الشرب الملوثة، كما أنه من الملاحظ تزايد حالات المشكلات العقلية والإصابة بنوبات القلق الشديد بين الكبار والأطفال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب