17 أبريل، 2024 7:45 ص
Search
Close this search box.

مخيمات تغلق بدون توفير المأوى .. أطفال العراق تسكن بين الجثث والألغام والأطلال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترجمات : كتابات – بغداد :

قالت منظمة دولية تعني بالطفولة، الجمعة، إن آلاف الأطفال وعائلاتهم اضطروا للعيش في منازل مدمرة ومناطق مهجورة تنتشر فيها القنابل غير المنفجرة والجثث، بعد الإغلاق المفاجيء لعدة مخيمات للنازحين في العراق.

وحذرت منظمة “أنقذوا الأطفال”، ومقرها “لندن”، من أن سلامة الأطفال في العراق معرضة للخطر إذا لم تتوفر لهم أماكن إقامة مناسبة، وفقًا لتقرير نشره موقع (ريليف ويب) التابع لـ”الأمم المتحدة”.

قنابل غير منفجرة !

وتحدثت فرق تابعة لمنظمة “إنقاذ الطفولة” إلى أولياء الأمور الذين أجبروا على مغادرة المخيمات، حيث رووا قصص مروعة عن العثور على قنابل غير منفجرة وجثث في المباني المهدمة وتحت الأنقاض في المناطق التي يقيمون فيها الآن.

وقالت المنظمة إن الأسر بحاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء ومياه الشرب النظيفة والمأمونة والطعام والنقل.

ونقلت عن نازح يدعى، “علي”، (47 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال وعاد إلى “الموصل”، من “مخيم يحياوه”، في “كركوك”؛ قوله: “عندما عدنا إلى هنا، لم يتم تطهير المنطقة، كانت هناك متفجرات”.

وأضاف: “أنزلت قنبلة غير منفجرة من على سطح منزلي.. كان الأطفال يحملون الرصاص لكنهم لم يعرفوا ما هو. جاءني ابني ومعه قنبلة يدوية غير منفجرة في يده. كما عثر الناس على جثة في أحد المنازل المدمرة”.

ويتابع أن المنطقة، التي رجع لها كانت تعتبر “الملاذ الأخير لداعش في نينوى”، وبالتالي فإن معظم المنازل دمرت خلال المعارك.

ويقول “علي” إن: “الأطفال ليسوا بأمان هنا. وهم بحاجة إلى التوعية بشأن الألغام والقنابل غير المنفجرة، وأيضًا توفير الدعم النفسي، ولعب الأطفال، والملابس الشتوية، والطعام”.

سيتأثرون بإغلاق المخيمات..

وتشكل عمليات إغلاق مخيمات النازحين جزءًا من خطة لعودة نحو ربع مليون نازح لمناطقهم الأصلية، بينهم 48 ألفًا سيتأثرون بإغلاق المخيمات قبل نهاية تشرين ثان/نوفمبر الجاري، وفقًا للموقع.

وتؤكد منظمة “أنقذوا الطفولة”؛ أن بعض العائلات التي تم ترحيلها من “مخيم يحياوه” وصلت إلى “الموصل والعياضية وتلعفر”، في محافظة “نينوى”، لتكتشف عدم وجود مأوى آمن.

ويؤوي المخيم نحو ألفي نازح، بينهم حوالي ألف طفل، وفقًا لمتطوعي المنظمة الذين أجبروا على مغادرة المخيمات أيضًا، الذين يؤكدون أن العائلات تشعر بالقلق بشكل خاص من تعرض الفتيات للاختطاف.

وقالت إحدى المتطوعات في “مخيم يحياوه”؛ وتدعى “شهد”، إن هناك العديد من المخاطر التي تهدد حياة الأطفال بعد العودة، ومنها: “المتفجرات والأنقاض وفيروس كورونا وندرة الطعام والجثث والجماجم المنتشرة بين الأنقاض والشتاء القارص”.

مع فصل الشتاء..

ويشدد مدير مكتب منظمة “إنقاذ الطفولة” في العراق، “اشتياق منان”، على أن: “ما يحدث الآن مقلق للغاية، لأن نحو 49 بالمئة من الأشخاص المتضررين هم من الأطفال الذين عاشوا في ظروف مخيمات صعبة لأكثر من ثلاث سنوات”.

ويضيف أن: “هؤلاء الأطفال مجبرون الآن على العيش في أماكن غير ملائمة مليئة بالأنقاض والجثث، وهذا وضع تعيس ويزداد سوءًا مع اقتراب بداية فصل الشتاء”.

ويدعو “منان”: “الحكومة العراقية؛ إلى توفير مأوى بديل للعائلات التي لا ترغب في العودة إلى مناطقها الأصلية”.

كما طالبت المنظمة: “المجتمع الدولي؛ العمل مع الحكومة العراقية من أجل التوصل إلى خطة طويلة الأمد لإغلاق المخيمات بما يتماشى مع المعايير الدولية التي تضمن حماية العائلات والأطفال المستضعفين”.

تسريع عملية الإغلاق..

وبعد ثلاث سنوات من إعلان العراق هزيمة تنظيم (داعش)، لا يزال هناك 1.3 مليون نازح، مقابل 3.2 مليون في عام 2016. وكان التنظيم المتطرف اجتاح مساحات واسعة من العراق، في 2014، وتسببت ممارساته ثم المعارك التي خاضتها ضده القوات الحكومية بموجات نزوح.

ومنذ سنوات، يعلن العراق نيته إغلاق المخيمات، لكن السلطات سرعت العملية بشكل كبير خلال الشهر الماضي، كما يؤكد عاملون في منظمات غير حكومية.

بين 18 و30 تشرين أول/أكتوبر 2020، أغلق العراق ثلاثة مخيمات بمحيط “بغداد”، ومخيمًا في “كربلاء”، إلى جنوب العاصمة، وآخر في “ديالى” شرقًا، ولم يُعد نحو نصف سكان تلك المخيمات إلى المناطق التي يتحدرون منها، وفق “منظمة الهجرة الدولية”.

وبين 5 و11 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، غادر أكثر من سبعة آلاف من سكان “مخيم حمام العليل”، الثمانية آلاف، إلى مخيمات أخرى ستغلق أيضًا أو منازل شبه مهدمة، كما يؤكد مسؤولون رسميون في المخيم.

ويجد 100 ألف عراقي أنفسهم في حالة من عدم اليقين بعد عمليات الإغلاق المتسرعة، وفق “المجلس النروجي للاجئين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب